ثلاثون نبضه

77 1 8
                                    

في ذاك الحي الشعبي البسيط وبذاك العقار القديم ذو الخمسه طوابق وفي الطابق الثالث فتح باب الشقه القديم ليصدر صريراً مزعجاً وهو يفتح، دلف وأخرج المفتاح بصعوبه من قفل الباب وأغلق الباب خلفه وهو يضع المفاتيح على منضده بجوار الباب ويتحرك للداخل وهو ينظر في البيت وكأنما يبحث عن شئ أو شخص حتى أبتسم وهو يراها كما كل يوم جالسه على سجادة الصلاه معطيه ظهرها له وصوت تجويدها للقرآن يشرح الصدر، تقرب منها وأنحني نصف إنحنائه وهو يمسك يدها ويقبلها لتصدق وتغلق المصحف وتلتفت له مبتسمه

بصوت حنون:
لما تأخرت كل هذا الوقت، قلقت عليك

يحي وهو يمسح على وجنتها برقه:
كان لدي عمل ضروري وأضررت للتأخر وتركك وحدك كل هذا الوقت، أعذريني شريان قلبي، هل أكلتي وأخذتي علاجك

الأم وهي تومأ بهدوء:
نعم لا تقلق، هل أنت جائع

يحي وهو يقف ويتمطع بتعب ويتثائب:
ااااااااه لا أكلت في العمل مع رفاقي، أريد فقط النوووووم

أم يحي وهي تقف وتربت على ذراعه:
أذهب ونم فأنت تتعب بعمل الحراسه هذا، وأنا سأوقظك مع أذان الظهر

يحي وهو ينظر لساعته المميزه:
لا لدي عمل في الصباح (ينظر لأمه) أيقظيني في الثامنه

تومأ أمه ليقبل يدها ويتحرك دالف لإحدى الغرف غالقاً الباب خلفه لتجلس أمه وتكمل قراءه وردها اليومي من القرآن

-----------

خرجت من قاعه المحاضرات وهي تسير بشموخ وثقه بالنفس ممسكه بحقيبتها الجلديه التي تحمل بها الأوراق في يد واليد الأخرى تمسك تحمل حقيبه يدها على كتفها، كانت ترتدي ملابس رسميه بنطال رمادي وستره رماديه وأسفلهم قميص وردي والحذاء والحقيبه باللون الوردي، نظرت في ساعتها لتجد أنه موعد خروجها من الجامعه وهي بالصدفه ليس لديها أي شئ لتقوم به فأتخذت طريقها لبوابه الجامعه حيث تركن سيارتها بالقرب من هناك، أقتربت لتجد تجمهر عند البوابه لتعقد حاجبيها بتعجب وتقترب محاوله معرفه سبب هذا التجمع وصوت الصراخ والشجار الذي تجد أن لا داعي له في مكان كهذا

أما هو فقد كان يريد الدخول للجامعه بأي شكل وهو ليس بطالب أو محاضر بها، كلما أخبره الحرس بأنه ممنوع الدخول بدون كارنيه الجامعه يثور ويغضب ويتشاجر ثم يحاول تهدأه نفسه ويعيد الطلب منهم من جديد بهدوء لينظر الحارس للحارس الآخر بتعجب وعدم فهم، أهو مجنون

الحارس محاولاً إفهام المجنون أمامه:
سيدي لا تستطيع الدخول طالما أنك لست طالب مسجل هنا ولا محاضر هنا أفهمتني، يجب أن تحمل كارنيه بأنك جزء من هذا الصرح

يحي بهدوء مبتسماً:
حبيبي أقول لك لدي عمل هام بالداخل، هناك شخص يجب أن أراه وهو بداخل هذا "الصرح" أفهمتني، هيا أدخلني ولا تغضبني

نبضة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن