ثمانيه عشر نبضه

97 2 9
                                    

كانت تجلس على الفراش وهي تحني رأسها للأسفل وتضع كلتا يديها فوق رأسها، تفكر فيما حدث منذ قليل، تفكر في قنبلته التي فجرها بها، لما فعل ذلك نعم كانت تصده دوماً ولكنه كان يتحمل ويصمت فلما إنفجر الآن، لما إستسلم وهو على كلامهم يعشقها، هل من يعشق يعرف معنى الإستسلام

رفعت رأسها حين سمعت طرق الباب وفتحته لتجدها تقف وتنظر لها بحزن وأسف، تنهدت هي لتتنهد الثانيه وتدلف بعدما أغلقت الباب وتقترب منها لتجلس بجوارها وتتنهد من جديد بصمت

منار بصوت حاولت أن يكون معتدلاً:
ما بكى لما كل هذا اليأس، ماذا كنتم تتوقعون مثلاً أن أتقبله وأنسى كريم وأتعايش معه وكأن شيئاً لم يكن، كان هذا الأمر محسوم من البدايه ولكنكم لم تصدقوني

تيسير تنظر لها بحزن:
لما لم تكسبيه يا منار لما لم تتقبلي حبه لكي، والله إنه يعشق الهواء الذي تتنفسيه، من مات قد مات ولن ندفن أنفسنا وراءه، لو كل واحده فعلت مثلك لمات العالم كله

منار تشهق ببكاء وهي تخفي وجهها:
كريم لم يكن بالشخص العادي لينسي ببساطه هكذا يا تيسير، أنتي لم تعاشريه كثيراً لتعرفيه كما عرفته أنا

تيسير تمسكها من ذراعيها وتهزها بقوه:
ومات ودفن ويجب أن تستمر الحياه، لم نقل إنسيه بل قلنا فلتحيي حياتك من بعده ولا تدفني نفسك معه، أفيقي منار أنتي شابه صغيره وليس لديكي سند تستندين عليه حين تكبرين، قلت لكي مراراً وتكراراً إكسبي حسين كسند لكي، لا تحبيه ولكن إتخذيه زوجاً تستندين عليه وقت شدتك، هل تخبريني أين ستذهبين الآن ها، من لكي من بعده ها

منار تمسح دموعها وتعض شفتيها محاوله كتم بكائها:
لي الله وأرض الله واسعه، سأتعايش

تيسير بصراخ وهي تقف:
ولما لم تتعايشي معه واللعنه

تصمت منار وهي تضم شفتيها للداخل وتتذكر شكله وهيئته حين دلوفه وحين إخبارهم بقراره وهو ينظر لها، كان وكأنه يقول لها سأخلصك من سجني وتحرري كما يحلوا لكي، لا مزيد من قيودي

بالأسفل كان الجميع يتشاور ويتحاور كل إثنين معاً بعد قرار حسين بالإنفصال، كان حسين يجلس بذهن شارد بينما حسن يجلس بجواره وإبنه بين أحضانه ويتحدث لحسين ويتناقش معه وحسين فقط يستمع بصمت دون أي تعبير على وجهه

حسن يتنهد بضيق:
حسين حبيبي تحدث ها فقط قل لي أنك بخير

حسين وأخيراً ينظر له وبجمود وهمس:
ولكنني لست بخير

حسن يومأ ويغمض عينيه ويتنفس بعمق:
نعم أعلم أعلم جيداً ما تمر به يا صديقي ولكن أنت حاولت معها بكل الطرق وهي لا تراك سوي إبن أخ زوجها المتوفي لذا لا سبيل أمامك ها، أنت فعلت كل ما بوسعك يا حسين ولم ترد إجبارها على شئ

حسين ينظر أمامه ويبتسم بحزن:
بقت بنفسي أن أتذوق عبير شفتيها، إن كانت رائحتها تسكرني فما بالك بقبله منها، أظن قلبي لن يتحمل

نبضة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن