أربعه وأربعون نبضه

189 4 14
                                    

كانت تجلس في غرفتها وهي شارده في الفراغ، هذا هو حالها منذ علمت برحيله، لما رحل هل يأس ام هرب من مصير هو يعلمه لنفسه، هرب منها ومن الجميع، ام منها فقط

تنفست بعمق وهي تسمع طرقات الباب لتمسح دموعها وتقف لتفتحه، تنحت جانباً وهي تسمح لعمها بالدخول والذي أبتسم بهدوء وهو يرى إضاءه الغرفه الخافته والجو الهادئ الكئيب، نعم هي بأقصي مراحل الكآبه

حسين بهدوء وهو يجلس على المقعد:
أعلم هذا الجو سبق ومررت بهذه المرحله

رقيه تبتسم بتغصب وتجلس على الفراش:
أهو حب ضائع ام بكاء على الأطلال

حسين يتنهد ويبتسم بألم وهو ينظر ليديه:
بل كلهم، مررت به حين أحببت حب مستحيل، وحين مات عمي، وأخيراً حين رفضتني من أحب حتى بعدما تزوجتها، لولا عمك حسن لكنت غارق في الوحل أو لربما إنتحرت

رقيه تتنهد وتنظر أمامها بحزن:
لن تصل للإنتحار لا تقلق لم أصل لتلك المرحله فقط أحاول إستيعاب ما يحدث وسأقف مره أخرى على قدماي، لن يهزمني حب غير متكافئ

حسين ينظر لها:
أحقاً ترينه غير متكافئ

رقيه تنظر له مطولاً وبهمس:
إن لم يكن كذلك فهو حب مريض، كيف لي وأنا أنادي بالمبادئ والقيم أرتبط بشخص يضربهم عرض الحائط، نحن متضادان يا عمي، قضبا مغناطيس متنافران

حسين بهدوء:
لم أجد تنافر بينكما بل على العكس وجدتكما متكاملان تماماً، يكمل أحدكما الآخر، أنتي القيم والمُثل والأخلاق وهو العضلات والقاعده الشاذه، رقيه الحياه ملونه وليست رماديه، كما يوجد بها الصح هناك الخطأ، نحن لسنا بعالم مثالي

رقيه تنظر له بحيره:
هل تشجعني على ترك مبادئي وأخلاقي

حسين يرفع إصبعه:
بل أشجعك على تنميتها بداخِلُه، وما العيب أن يكون مخطأ ونقوّمه، لا أن نذبحه

رقيه تبتسم بجانبيه:
لو سمعك أبي لقتلك وقتلني معك

حسين يبتسم بوسع:
أتفقنا أن أكون مرآتك وأنسى كوني عمك

تومأ رقيه وتقف ليقف حسين وتقترب منه وتحتضنه

رقيه بهمس:
شكراً لوجودك بحياتي

يومأ حسين مربتاً على ظهرها ليبتعد منها ويخرج من الغرفه، ما أن أغلق الباب حتى أتى عليه سليم بوجه قلق ومتوتر

سليم بتوتر وقلق:
ها ماذا أخبرتك، ماذا حدث حسين هل أبنتي بخير ها، هل تحدثت معك

حسين يربت على ذراعه:
أهدأ يا سليم أهدأ رقيه بخير هي فقط كانت محبطه، لا تقلق ستكون بخير

سليم بحزن:
قلبي يتمزق عليها يا حسين، لا أستطيع تحمل حزنها

حسين وهو يضع يده على ذراعه ويسير معه:
لا تقلق ستكون بخير فقط دعها تستعب ما تمر به وتختار طريقها، إبنتك الآن في مفترق طرق وعليها أن تختار وحدها أي طريق ستسلك

نبضة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن