كانت تجلس في غرفتها وهي شارده في الفراغ، هذا هو حالها منذ علمت برحيله، لما رحل هل يأس ام هرب من مصير هو يعلمه لنفسه، هرب منها ومن الجميع، ام منها فقط
تنفست بعمق وهي تسمع طرقات الباب لتمسح دموعها وتقف لتفتحه، تنحت جانباً وهي تسمح لعمها بالدخول والذي أبتسم بهدوء وهو يرى إضاءه الغرفه الخافته والجو الهادئ الكئيب، نعم هي بأقصي مراحل الكآبه
حسين بهدوء وهو يجلس على المقعد:
أعلم هذا الجو سبق ومررت بهذه المرحلهرقيه تبتسم بتغصب وتجلس على الفراش:
أهو حب ضائع ام بكاء على الأطلالحسين يتنهد ويبتسم بألم وهو ينظر ليديه:
بل كلهم، مررت به حين أحببت حب مستحيل، وحين مات عمي، وأخيراً حين رفضتني من أحب حتى بعدما تزوجتها، لولا عمك حسن لكنت غارق في الوحل أو لربما إنتحرترقيه تتنهد وتنظر أمامها بحزن:
لن تصل للإنتحار لا تقلق لم أصل لتلك المرحله فقط أحاول إستيعاب ما يحدث وسأقف مره أخرى على قدماي، لن يهزمني حب غير متكافئحسين ينظر لها:
أحقاً ترينه غير متكافئرقيه تنظر له مطولاً وبهمس:
إن لم يكن كذلك فهو حب مريض، كيف لي وأنا أنادي بالمبادئ والقيم أرتبط بشخص يضربهم عرض الحائط، نحن متضادان يا عمي، قضبا مغناطيس متنافرانحسين بهدوء:
لم أجد تنافر بينكما بل على العكس وجدتكما متكاملان تماماً، يكمل أحدكما الآخر، أنتي القيم والمُثل والأخلاق وهو العضلات والقاعده الشاذه، رقيه الحياه ملونه وليست رماديه، كما يوجد بها الصح هناك الخطأ، نحن لسنا بعالم مثاليرقيه تنظر له بحيره:
هل تشجعني على ترك مبادئي وأخلاقيحسين يرفع إصبعه:
بل أشجعك على تنميتها بداخِلُه، وما العيب أن يكون مخطأ ونقوّمه، لا أن نذبحهرقيه تبتسم بجانبيه:
لو سمعك أبي لقتلك وقتلني معكحسين يبتسم بوسع:
أتفقنا أن أكون مرآتك وأنسى كوني عمكتومأ رقيه وتقف ليقف حسين وتقترب منه وتحتضنه
رقيه بهمس:
شكراً لوجودك بحياتييومأ حسين مربتاً على ظهرها ليبتعد منها ويخرج من الغرفه، ما أن أغلق الباب حتى أتى عليه سليم بوجه قلق ومتوتر
سليم بتوتر وقلق:
ها ماذا أخبرتك، ماذا حدث حسين هل أبنتي بخير ها، هل تحدثت معكحسين يربت على ذراعه:
أهدأ يا سليم أهدأ رقيه بخير هي فقط كانت محبطه، لا تقلق ستكون بخيرسليم بحزن:
قلبي يتمزق عليها يا حسين، لا أستطيع تحمل حزنهاحسين وهو يضع يده على ذراعه ويسير معه:
لا تقلق ستكون بخير فقط دعها تستعب ما تمر به وتختار طريقها، إبنتك الآن في مفترق طرق وعليها أن تختار وحدها أي طريق ستسلك
أنت تقرأ
نبضة عشق
Romanceنَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ