ملكي royal

Ch23

.
.
.
.
.
.
.
.
.
. ________________________________

كحال كل صباح ، كانت الثلوج تغطي حديقة القصر و أروقته، نهض الخدم مبكراً و اتجهوا بمجارفهم الحديدية نحو الحديقة لكنس الثلج بعيداً عن الممرات الأمامية ، بعضهم كان ينزلق بسبب الارضية المتجمدة و يسقط مرة او مرتين مما يسبب ارتفاع اصوات الضحك من زملائه و صرخاتهم المفعمة بالمرح و الحيوية،
لم يكونوا ليهتموا، مهما سقطوا كانوا ينهضون في النهاية الى العمل واكمال التنظيف في اسرع وقت للعودة من اجل الإفطار .

فوق من خلال النافذة في الطابق الثاني راقبتهم اعين ذهبية لامعة ، كان انجليوس ملقى بصمت على كرسي قطني ، تمت تغطية ساقيه ببطانية قطنية بيضاء و وقف يولبيت بجانبه يساعده في تناول إفطاره .

استمر انجليوس في النظر الى الاسفل ، بينما خلفه ارتفع صوت جدال الكسندر و وزيره روفل ،
كان الاخر يخبره بضرورة المغادرة عند الصباح للوصول في اسرع وقت لأمساك الحدود على الامير أليفاز و والدته ، و لتعميق سلطة الملك في المناطق و المحافظات الحدودية ، لكن الملك لم يكن يرغب في المغادرة وترك شقيقه المريض بمفرده.

" هيا سموك ، انه طعامك المفضل.." حث يولبيت بصبر وقرب ملعقة الحليب و قطع التوت من فم انجليوس لكنه لم يفتح فمه ليأكلها.

" ما الأمر سموك،؟ هل لا يعجبك تناوله اليوم ؟؟ هل تريد شيء اخر. ماذا لو احضرت لك بعض الحساء الساخن.؟؟" استفسر يولبيت و اعاد وضع الملعقة في مكانها ، لكن انجليوس الصامت لم يفعل شيء غير مشاهدة الخدم في الاسفل مما اعطى يولبيت فكرة عما كان يفكر به سيده.

" سموك.."
لانت عيني الخادم الصغير و هتف بضعف ، " سموك قوي سيشفى في اسرع وقت ، عندها انا و سموك سنلعب في الثلج حتى تمل.."
على الرغم من كلماته اللطيفة الا انه كان يذرف الدموع بسخاء ، ترقرقت عينيه و مسح وجنتيه يبعد قطرات الماء التي انزلقت عليها.

" يمكنك المغادرة.."
جاء صوت الكسندر الذي دخل الغرفة لتوه مع خادم اشقر الشعر كتنبيه الى يولبيت الصغير الذي نهض من كرسيه بسرعة.،

" جلالتك.." انحنا يولبيت بخفة و نظر نحو الملك ثم الى الفتى الاشقر،
" لكن سموه لم ينهي فطوره بعد.؟"