البارت 26

258 6 0
                                    

جلس ينتظر صاحبه وحس بتأخيره سمع صُوت آذان العشاء حس الوقت كأنه مر بسرعه وجداً سمع صُوت فتح باب الشَارع لف بنتظره ولمح جده مُطلق الي ينتظر الآذان بكل أستعداد ، لمحه الجد مُطلق وتبَسم : وش تسوي هنا يا بُرهَان ؟
بُرهَان : كنت أنتظر مُهاب ولعله تأخر شوي
تقدم الجد مُطلق بـ عُكازاته وملامح الكبَر تعتلِيه : يلا طيب آذن تعال معِي للصلاه
سمعوا صوت السيَاره الي توقفت بجَانبهم
نزل مُهاب شبَاك السيَاره وقال بصُوت عالي  : سامحنِي يا صاحبي تأخرت عليك
أبتسم بُرهَان : معليك معليك
لمح مُهاب الجد مُطلق وفز يطلع من سياره : سامحني ياجدي مالمحتك والله
أبتسم الجد مُطلق من نطقه لـ "جدي" : مسمُوح ياولدِي مسمُوح ، يلا كلنا هالحِين نروح المسجد مع بعض ..
~
بعد الانتهاء من الصلاه على يمينه جده وعلى يسَاره صاحبه وبالصفُوف الأولى متقدمِين يسمع الأصوات التِي بدأت تنتشر بعد الصمت الهادئ خلال آداء فرِيضه التِي أمرنا الله تعالى بها ..
لف مُهاب على بُرهَان : وين ودك نجتمع مع عمي زَاهر؟
أبتسم بُرهَان : ببالي فكره !
مُهاب بفضُول : وشهي ؟
بُرهَان : بجمع كل عيَال عمِي وعمِي زَاهر وجدِي وعمِي ترِكِي
سكت مُهاب لثوانِي وثم نطَق : وعمِي سُلطَان
سكت بُرهَان لثَوانِي وكَمل مُهاب : الحِين ماتكلمت معه
وش رايك اليُوم تعدل الأمور وترجعهَا لمجراهَا
قاطعه بُرهَان وهو يوقف : ماعمرهَا با مُهاب كانت بمجراها
كل هذا تحت مسَامع الجد مُطلق الي كانت احد أمنياته أنه يشُوف محبة ولده لحفِيده والسرُور الي بينهم ..
~
ركبت مِيلاف السياره وهي تأخد نفس : يوه يا ثقل الاغراض اتوقع لو اخذت تالا وتميم مابياخذُون اكثر من الي أخذناه
شهقت وديمه وهي تأشر : شوفوا هذا مو سالم ؟
لفت نظرهَا مِيلاف بأتجاهه : الا والله هو وش يسوي هنا
كملت مِيلاف وهي تلمح الطفلين الي حوله: يويلي شوفي من معه
ضحكت يارا : شكلهم علمو عليك عند سالم واخذهم
مِيلاف وهي تغطي وجهها : ياويلي يالفشله اعرفها تالا ماتسكت قالت كل شي من البدايه للنهايه وهي تحب بعد تضيف بهارات ماتسكت ابدا
لاحظت أميره سكُوت أختهَا طول الطرِيق وهذا جدِيد علِيها مدت يدهَا
أميرة ليد دُجى : تتوجعِين ؟
لفت نظرها دُجى بأتجاه أميره وأبتسمت : لا ما اتوجع
رجعت دُجى نظرها للشبَاك وحست بتوقف السيَاره لاكنهَا لمحت شي خليت ملامح البهجه تباغتها : انا بنزل قبلكم يابنات آسفه ما بساعدكم بالاغراض
أبتسمت مِيلاف : انتي قلت لك شهر تتدلعِين علينا بعدين نتحاسب بعد شهر
ضحكت دُجى : اجل موفقين خلال الشهر تحملوا دلعي
سحبت دُجى عُكازها وبدات تمشي بمساعدته تحس بآلم خفيف لكن وجهه ابوها الي لمحها من بعِيد وعرف زُولها
قربت دُجى منه وهي تتقدم تبوس راسه : جيت من الصلاه؟
لمح تركي انها بدأت تستخدم العُكاز بيدها الثنتين هذا يعني ان يدها الثانيه بالنسبه لها تحسنت ، مد تركِي يده واخذ العكاز منها كل هذا تحت أستغراب دُجى ، تكلم تركي وهو يخلي دُجى جنبه : مو تقولين دايم يا بابا اني سندك ؟
أبتسمت دُجى برقه : ايوه انت طول عمرك سندِي
أبتسم تركِي : اجل اليوم استغني عن العكاز وتمشي معِي حول المزرعه ونتبادل اطراف الحدِيث ودك ؟
ضحكت دُجى بخفِيف ولمعت عيُونها : اكيد ودي
بدات دُجى تتحرك وهِي تستند بيد أبوهَا ويدُور ببالها سؤال كانت دايم تنتظر الوقت المُناسب لتسأله وحست الحِين انه وقت مُناسب : ودي أسالك سؤال يا بابا
تركِي : سمِي ياعيني وش سؤالك ؟
دُجى : ليش أخترت تصدقنِي بذاك اليُوم ؟
أبتسم تركِي : ذاك اليُوم لأول مره أحس انه جاء وقت اني ادافع عن بنتِي وهي تحتاجنِي لأني كنت واثق وجداً فِيك انتِ أول بناتِي وربِيتك على كل ماربانِي به أبوي من صغرك الِين هالوقت وانا أشوفك صادقه وماعمرك كذبتِي علي ابد  وشلُون أكذبك بذِيك اللحظه ؟ اللحظه الي كنتِ فعلاً تحتاجِيني فِيها ، بعدِين شفت علاقتك مع بنت خالك وحبك لهَا وشلُون تتهمِينهَا ؟ واذا على سالفه بُرهَان كنت مبسُوط وسعِيد جداً انك حفظتِي سره لأني بعد كنت اعرف عن الموضوع وكان دايم ياخذ رأيي بكتابته وانصدمت ذاك اليوم بفعله اخوي له وانه أحرق كل شي كتبه بُرهَان لكن الهدف الأساسي من سؤالك ليش اخترتك بكل بسَاطه لانك بنتي! مني وفِيني ...
حاولت تمسك دمُوعها لكن خانتهَا رقه وعذب كلام أبوهَا يذكرهَا بعذب كلام جدتهَا عذبه ، لفت تركِي على بنته ولمحهَا تبكِي : أفا لو درِيت انك بتبكِين ودمُوعك بتخُونك كان ماجاوبتك
تكلمت دُجى وهي تمسح دمعها : لانك اخترتنِي ووثقت فِيني صدقنِي مابخونها أبد
أبتسم تركِي : اكيد مابتخونِيها هل فِي بنت تخون أبوها ؟
~
نزل من السياره وقفلها وهو يسَاعد جده بالنزُول : ياجدِي
الجد مُطلق : سم ياولدُي
بُرهَان : سم الله عدوك ، ابد انا بشب الخِيمه حقتِي بعد ساعه تعالو كلكم نجلس سوا
أبتسم الجد مُطلق : ابشر
لفت بُرهَان على مُهاب : نروح يلا ؟
~
طرق البَاب بخفه وهو ينتظر الأجابه ، سمع صوت كبِير السن: جايك جايك
انفتح الباب وتهلهل وجه العم زَاهر وهو يلمح بُرهَان : هلا والله بولدِي بُرهَان
مُهاب بُسُخريه : الحين كل هذا الترحِيب بس لـ بُرهَان اجل كذا انا أستأذن مالي وجود
ضحك العم زاهر وهو يحضن مُهاب : هلا هلا بالي يزعل بسرعه كيفك ؟
مُهاب : لا لا ماعجبتي ابي ترحيب اقوى من كذا
العم زَاهر : لو قلت لي من قبل كان جهزت لك شعر لكن راحت عليك
ضحك بُرهَان من وجه مُهاب النادم : راحت عليك يا الهَايم
أبتسم العم زَاهر من وجودهم : وش بغِيتهم ؟
بُرهَان بتذكر : صح ياعمِي بعد ساعه تعال المخيم حقي نتقهوى ونشرب شاهي مع جدي وعيال عمِي
أبتسم العم زَاهر : ان شاءلله ياولدِي ان شاءلله اجيكم
~
حست ان هالمحادثه لطِيفه بالنسبه لهَا ماعمرهَا تكلمت مع منَار بـ هالشكل عرفت عنها الكثِير من مشاعرها وهذا بسبب تخصصها علم النفس ، سمعت صُوت البنَات : شكل البنات وصلوا
منَار وهي تقوم : انا برجع الغرفه
أزهَار بأستغراب : ليش ؟ خليك تسهرِين معنا
منَار : ماودِي اسهر معكم الا بعد ماالكل يكُون راضِي عني
أزهَار بغضب : ليكون البنات قالو لك شي !
منَار بأبتسامه : محد قالي شي بس يعني افَضِل كذا
أزهَار : اللي ودك بس ترا اذا حسيتي ودك تحِين لا يردك شي ابد
منَار وهِي تحضن أزهَار : انتي اول مُسامحاتِي لنفسي ..
ضحكت أزهَار : يسعدنِي هذا عقبال أنجاز المهمه الأصعب
منَار بأبتسامه : أشوفك بعدِين ..
خرجت منَار وهي تشوف البنات توهم بيدخلون أبتسم لهم وهي تكمل تمشِي دخلو البنات عند أزهَار : اهلا اهلا كأنكم طولتم
شدن : صدق طولنا لو ما آذن العشاء وكانوا بيقفلون كان قعدنا اكثر
مِيلاف بتساؤل : تحسُون نكلمها تسهر معنا ؟ احس حرام يابنات تكون لوحدهَا
أزهَار وهي تفهم مين تقصد مِيلاف : هذا الي ودي انا بعد
الهنُوف بغضب : قطعاً لا لاتنادونها
أزهَار بغضب : الي يشوف يقول انها مسويه لك مصيبه تراك ذاك الوقت كنتِي نايمه ولو ماصحيتك كان بلعتي اهم سالفه
ضحكت مِيلاف : مقدر انسى وجه الهنُوف ذاك الوقت
الهنُوف وهي تضرب كتف مِيلاف : اص بس انتي تدورين اي شي عشان تضحكين عليه
دخلت دُجى عندهم بأبتسامه وهي سعيده جداً : وش تسوون؟
أبتسمت لها أزهَار : نسولف عنك
أبتسمت دُجى وهي تتأمل المكَان : يالله قد إيش وحشني المشتل حقك !
مِيلاف بحماس : خلونا من المشتل الحين يلا نجهز سهرتنا والله عندي لكم علوم شايلتها من اول لهذا اليوم
ضحكت أزهار : علومك دايم تخوفني
مِيلاف : لا معليك ذي المره السالفه قويه لازم نحقق فيها
الهنوف : مقدر اتحمل يلا نروح نجهز الاشياء
~
" الـخـيـام "
جالس يرتب الحطب  كما لو أنه يرتب مشَاعره وينتظر أشعالهَا بفارغ الصبر ..
لمح مُطلق الي داخل عليه بأبتسامه : سلام عليكم
بُرهَان : ياهلا وعليكم السلام
مُطلق وهو يجلس بجانب بُرهَان : وش عندك مجمعنا الليله
ضحك بُرهَان : يعني مانسولف مع بعض ؟
ضحك مُطلق : لا بس اعرفك عندك شي تبي تقوله
بُرهَان : صادق يا اخوي عندي شي لكم
مُطلق : عساه خير !
أبتسم بُرهَان : معليك انا متأكد شي بيعجبك !
~
كانت انتهت من صلاة العشاء وجالسه على سجادتها تسبح بالذِي خلقهَا ..
سمعت طرقات باب خفيفه ، ضحكت الجدة عذبه وهِي تعرف هذِي الدقَات المُميزه : ادخلي يا دُجايّ ادخلي
فتحت البَاب دُجى بخفه وبأبتسامه : خلصتي ؟
الجده عذبه : ايوه ياعيني خلصت بس اني جالسه أسبح
دُجى وهي تحط راسها بحضن جدتهَا : تقبل الله تكفِين ادعي لها
أبتسمت الجدة عذبه وهِي تعرف مقصدهَا : دعِيت لها يابنتِي بكُل مره أشوف أبتسامتك معهَا وشلون أنساهَا وهِي عند الي أرحم مني منك ؟
أبتسمت دُجى من كلام جدتهَا : قلبي للحِين يوجعنِي عليها بكُل مره يذكرنِي فِيها شي ويفز قلبي عشانها
الجده عذبه وهي تربت على كتف دُجى : بسم الله على قلبك يابنتي وبسم الله عليك
لفت الجده عذبه وهِي تسحب ظرف من جنبهَا : ودك تستقبلِين رساله ؟
رفعت راسها دُجى بأستغراب : أي رساله ؟
أبتسمت الجده عذبه : لو أنه ما أصر ولا وعدنِي ماكان جبتهَا لكن خذِيها
مدت يدهَا دُجى تاخذ الظرف الي مكتُوب بطرفه "M" ، أبتسمت دُجى لوهله وسمعت ضحكات جدتهَا الخفيه ، توردت ملامحها وهي تحط الظرف بجيب جاكيتها : حركات والله ياجدتِي وصرتي زاجل
أبتسمت الجده عذبه وهي تربت على كتف دُجى : عسى الله يفرح قلبك يابنتِي

"جـلـسة الـبـنـات"

مِيلاف وهي تحس أنها تأثرت : من زمَان عن هالجلسة الي ترد الروح
وديمة : اي والله اشتقت
أزهَار : تكفون لاتبدؤون الموال هذا ولا وش يسكتكم
أميره : الا ميلاف متى تسوين الهوت شوكلت حقك اشتقت له مره
مِيلاف : سويته من اول الحين احط لكم
الهنُوف بفضُول : يلا يا مِيلاف الجلسة وزبطناها يلا وش علومك ؟
مِيلاف : طيب الحين اقول
مِيلاف وهي تمد الهوت شُوكلت للبنات: والله سمعتها صدفه لازم تعرفونها !
شدن : ايه يلا يلا قوليلنا !
دُجى وهي تقاطعهم : وين منَال ؟
عم الصمت لوهله.. دُجى تسأل عن منَال غريب بالنسبه لهم
دُجى : ليكون ماكلمتوهَا ! مالكم داعي ! صح اننا متزاعلين بس هذا مايمنع انكم ما تشاركونها سهرتنا ولو بالقليل
الهنُوف : ترا عشانك ماجبناها و مانبيها
دُجى بغضب : وش عندك ماتبينها ؟! وليش تقولون عشاني عمري اشتكيت منها عندكم ؟
تخيلي بالله نسوي فيك كذا بالله مابيحز بخاطرك
أزهَار : بسم الله يادُجى وش فيك ترا كلمتها بس هي ماتبي
دُجى : وليش ماتبي ؟
أزهَار وهي ماودهَا تتكلم بالنيابه عن منَال : روحي أسأليها
قالت دُجى وهي تناظر بـ ميلاف : صبي لي كوب هوت شوكلت ثاني ..
وسحبت عكازها وهي تتجهه لمكان منَال
~
جالسه بالجهه الاخرى من البِيت تسمع ضحكات البنات وعشان مايحز بخاطرها سحبت سماعاتها وهي تشغل لها اغنيه وتفتح روايتها الي أوقفتها لمدة بين الاحداث ، اخذها الوقت وهي تقرا بين الصفحات لولا الرياح البارده الي تحسسها بأنها موجوده للحِين بالواقع لكانت تعمقت اكثر ب الرواية ..
لمحت للي تمد لها كوب دافِي من الهوت شوكلت ، رفعت رأسها وهي توقعت انها أزهَار كانت بتشكرهَا لكن يوم اتضحت لها الرؤيه هذِي مب أزهَار .. هذي دُجى
: ترا احرقني خذيه
رفعت نفسها منَال وهي تمد يدها : آسفه
أبتسمت دُجى بخفه وهي تجلس بجانبهَا : تحبينه عشان كذا جبته لك
أبتسمت منَال وهي تأخذ رشفه منه ، ضحكت بخفه : للحين وصفه مِيلاف ماتغيرت
دُجى : وانتِ بعد ماتغيرتِي ..

"مَا جذبنِي في الهَوى إلا النادره ومَاكتب لي المُلهم إلا النوَادر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن