البارت 27

245 8 0
                                    

حركت منَار راسها بالنفِي : تغيّرت وكثِير بس مالاحظتي
دُجى : بالنسبه لي للحِين انتي منَار الصغِيره
فهمت منَار وش تقصد دُجى وبادرت بسرعه بالأعتذار : آسفه
أبتسمت دُجى : بس تدرين الحين لاحظت انك تغيرتِي كثِير
ضحكت منَار بخفِيف وهي حست بحطب قلبهَا يخف نَاره : ياكثر الوقت الي أشوفك فيه واتمنى اني اعتذر وتسامحِيني ياكثر ماتحاورت مع نفسي ..ظلمتك وكثِير انتي الي شاركتيني سرك وانا الي استغليته وانتي الي وثقتي فيني وانا خنت هالثقه ياكثر الندم وشعُوره المُحرق والمُوجع ..
اعتذر وأعتذار واحد مايكفي ...سامحيني كانت لحظه طيّش وغيِره وشعُور مفاجأه غلبنِي
لفت منَار تحط عينها بعِين دُجى لكن لمحتهَا تمسح دمعهَا بالخفاء هي رهيّفه القلب والكلام العذب يلمس دمُوعها قبل فؤداها وهِي تحبهَا وصدِيقتها ماتنكر أنها كرهتهَا لفتره لكن وش أجمل أن يعُود المرئ بعد الاعتذار ؟
منَار بتغيّر للموضُوع وهِي تعرف ان الزعل الي بينهم أنتهى : ياحلو اللون الأبيض عليك
توردت خدود دُجى : وانتي اللون البنِي يزهى بك!
سمعوا صوت جدتهم عذبه من شباك غرفتها وضحكتاها : على طول الزعل الا أن الأعتذار ما أخذ دقايق نقول طاح الحطب؟
سمعوا صُوت أزهَار من خلفهم : وااييي ما اقدر اخيراً شفتكم متصالحِين ، يلا وش رايكم نكمل السهره مع بعض البنات حلفوا مايسولفون الين تجون
ضحكت دُجى على مشاعرهم ماتوقعت لهفتهم بأنها تتصالح مع منَار كان كبِير
~
تقدم عند الغرفه وهو ينادي : يافادي
خرج فادي من غرفته : هلا بُرهَان تبي شاهِين
أبتسم بُرهَان : اي بالله جيب لي شاهِين
انتظر برهَان لثوانِي ورجع لمح فادِي بيده صقر ريشه تزهى به الألوان الغامقه
أبتسم بُرهَان وهو يلمح شاهِين يطِير من يد فادِي
مد يده بسرعه وهو يستقبل شاهِين بأشتياق: مبطي عنك صح ؟ اعذرني ياصاحبِي
رجع بُرهَان نظره لـ فادي : شكراً فادِي
رجعت خطواته للمخيم وهو بيده شاهِين ويلمح النار الي تضوِي من بعِيد ، في صدره كلام وده يحكِي به ويتخيل ردات فعلهم عليهَا هل بتكون سعِيده او لا 
~
تقدم وهو يدخل الخيّام ويلمحهم حوالِين النَار ويتبادلُون أطراف الحديث
أبتسم الجد مُطلق : اليوم حتى شاهِين جبته معك عساه خير
أبتسم بُرهَان وهو يحط شَاهِين بمكانه ويجلس بجانبهم : كل الخير ان شاءلله
لفوا كلهم على صوت العم زاهر يلقِي السلام عليهم : السلام عليكم
أبتسموا كلهم من وجوده وقاموا كلهم يسلمون عليه : ياهلاً وعليكم السلام
بعد ما أنتهوا من السلام لمح بُرهَان العم زَاهر يجلس  بجانب جده مطلق يسأل عن أحواله والطرف الآخر مُطلق وعلي يتكلمُون مايعرف هل يتحدث عن الموضوع أو يلغيه لوقت آخر ؟، طول عمره يسوِي أشيائه بسريّه وكتمَان ويفضل أنه مايطلب رأيّ احد يعتقد بداخله أنه محد بيقدر يتعمق بأعماله مثل نظرته لها لذا يفضل الكتمَان لأيام آخرى
خلال هالهَاجس البسِيط قاطعه صُوت مهَاب الي بجانبه : ولد وين رحت ؟
أبتسم بُرهَان : ولا شي
مُهاب بصُوت هامس : مابتقول لهم الحِين ؟
بُرهَان بتفكِير : تدرِي أحسه مب وقته مب لازم أستعجل
مُهاب : كيفك تبي تقول بعدِين لما تتأكد وتخلص أمورك يكون احسن
ضحك بُرهَان : والحين أبتلشنا جمعناهم وانا كنت بقول لهم الحين
مُهاب بأبتسامه : والله عاد حلها دور اي تصريفه
الجد مُطلق وهو يلتفت لـ بُرهَان : ها يابُرهَان وش عندك ؟
بُرهَان وهو يفكر بأقرب عذر ، تذكر أنه بكره بيبدأ دوامه في المستشفى لمده أسبوعِين راح عن باله هالموضوع : ابد ياجدي جمعتكم عشان نسولف وعشاني بكره راحع الرياض عندي هناك دوام أسبوعِين بالمستشفى
الجد مُطلق : أسبوعين كثيره ياولدِي تقعد لوحدك هناك
أبتسم مُطلق وهو يقُول : مابيروح لوحده ياجدي حتى انا احتاج اراجع الشركه بدال لا يرجع ابوي برجع انا ومره وحده بروح مع بُرهَان
الجد مُطلق : اذا كذا زين الله يوفقكم
~
بعد محادثات طوِيله خرج وبيده شاهِين ياخذ هوا شوي
الشتاء بدا يشتد لذا فروته على كتفه ..
ابتعد عن الخيام شوي عشان يطيّر شاهِين ويخليه على راحته بين المساحات الفارغه.. 
خلال حوارات البنَات البسيطه بيدهَا كوب قهوه ساخنه رفعت نظرهَا للسماء تلمح شي يطِير كانت تعقتد انها تتوهم لكن صُوت تالا : شوفو صقر يطير 
أبتسمت وهي ترجع نظرهَا للسماء تتأمل الشاهِيّن اخر مره لمحته وقت الصغر يوم كان صاحبه جدهَا لكن الحِين صاحبها صار بُرهَان
اخذت رشفه من القهوه وهي تسمع سالفه مِيلاف
  مِيلاف : تدُون بُرهَان بيخطب بعد شهر !
انصدمت دُجى وهي تكح بقوه بسبب الرشفه الحاره من القهوه
ازهَار وهي تسحب مناديل : بسم الله عليك بشويش مابردت لسى
مِيلاف بنظره ساخره : الا دُجى تعرفِين شي عن هالموضوع ؟ يويلك ان طلعتي تعرفين وماقلتي لنا
لمحت أزهَار تورد خدُود دُجى الي مستحيل يكُون من حرارة القهوه أبتسمت :لا وين دجي لو تعرف بتقول لنا
الهنُوف : بس أمي ماقالت لنا عن الموضوع
مِيلاف : اكيد مارح تقول الحين اقول لك سمعته يقول بعد شهر
الهنُوف بحمَاس : تتوقعُون مين الي ملت عينه؟؟
ضحكت شدن : خلونا نسوي قائمه تحقيقات
مِيلاف بفضُول : صدق ياخي ودي اعرف مين هي
وديمه : نسأل الجده عذبه ؟
دُجى بتغيير للموضوع: خلوها مفاجأه !
مِيلاف وهي عجبتها الفكره : صدق بنات خلوها مفاجأة
رجعت دُجى نظرها للشاهِين وهي تبتسم من سعادتها قلبها رجع ينبض للشخص الأولي وصالحت صديقه طفولتها وجدتهَا دعت لمحبُوبتها عساها الجنة وجلسه بنات تملأها السوالف العذبه وش تبي اكثر من كذا ؟
~
خرج مُهاب وهو يدور عن صاحبه ، لمحه بعيد يتأمل الشاهِين بأبتسامه حتى بان في ثغره غمازته الخفيّه في خده الأيمن ماتظهر الا وقت اللحظات السعيدة ! و يعرف مُهاب انه في اعلى مراحل السعادة الآن !
قرب مُهاب وهو يقول : وش عندك خبر سعِيد علمني ؟
أبتسم بُرهَان : بخطب بعد شهر !
وضحت علامات الفرح في ملامح بُرهَان : النادره!
ضحك بُرهَان : ايه هي ، كلمت جدتي
مُهاب : عسى الله يكتب لك الخير ياصاحبي عقبال ما أعرض في عرسك
بُرهَان : آمين
~
أختلطت السوالف والضحكَات العلِيله بين هدوئهم ونغمات قلبهم لساعات
طويلة..
مِيلاف بتعب : والله مقدر أسهر زياده بعد الضحك هذا طاقتي نفذت
ضحكت شدن : وانا بعد والله انتهيت هنا
دُجى وهي تسحب عكَازها : أجل خلاص نوقف هنا ونروح ننام عشان نلحق على صلاة الفجر
أزهَار بأبتسامه وهي تهمس بأذن دُجى : لاتروحين أبيك بموضوع
توترت دُجى وهي تهمس : وش تبين ؟
أزهَار بضحكه ولازالت تهمس : تقدرِين تخبِين عليهم بس مو علي
رجعت دُجى نظرها ل مِيلاف الي قامت وهي ترفع اغارضها وتساعدها شدن وباقي البنات
دُجى : تصبحُون على خير حباني
مِيلاف بأبتسامه : وانتي بخير ياقلبي
راقبتهم أزهَار الي دخلو كلهم الغرفه وقامت وهي متحمسه تلف على دُجى : قومي يلا يلا
دُجى بأستغراب : وين ؟؟
أزهَار وهي تساند دُجى : انتي تعالي معي وبس
بدأت دُجى تمشي مع أزهَار بين ورُود زرعتهَا أزهَار بأناملها والفضُول يعتريها
سحبت أزهَار ورده بيضاء ثانيه وهي تحطها بشعر دُجى : غرتك طالت لازم نقصها
ضحكت دُجى : الحين هذا الموضوع الي تبيني فيه؟
أزهَار : لاطبعًا
دُجى : اجل يلا قولي الحين وش الموضوع؟
أزهَار بأبتسامه وهي تسحب شعرهَا على كتفهَا الأيمن : طيب ماوصلنا المكان المطلُوب !
بدأت أزهَار تمشي وبجانبها دُجى الين تقدمت أزهَار عنها وهي توقف بجنب مجموعة زهُور قليله ولكن كثيره يبدو عليها ملامح الأزدهَار
لانت ملامح دُجى وهِي تتقدم تمسك ورده تفتحت بالكامل : ورد الجلنَار ؟
أبتسمت أزهَار : أيوه تتذكرين يوم قلت لك انها تفتحت !
قلت اخليك تشوفينها
لفت أزهَار على صوت شهقات دُجى الخفيفه ودمعهَا الي تغطِيها غرتهَا الطويله ..
تقدمت أزهَار وهي تطبطب على كتف دُجى : الكل يعتقد أنك تخطِيتها بسرعه لكن هذا الأعتقاد كان مستحيل بالنسبه لي ولا ؟
زاد حده بكاء دُجى وهذا كفيل أنه يثبت لأزهَار أعتقادها
أزهَار : بوريك شي ثاني
مسحت دُجى دمعها وهي تناظر بأزهَار الي لبست قفازها ومريلتهَا وجلست بقرب تُربه زهره الجُلنار وبدأت تحفر بخفه الين اخرجت صندوق صغير من تحت التربه كل هذا تحت أنظار دُجى الي نبضات قلبها تسابق شهقاتها
تقدمت أزهَار وهي تمسح الصندوق وتقدمه ل دُجى : هذا لك ..
دُجى بأستغراب : من مين ؟
أزهَار بأبتسامه : من ليالِي
دُجى بصُوت حزِين : كيف؟ من وين جاء ؟
~
" قـبـل شـهـر  "الرياض" ، غـرفـه أزهـار"
سمعت صُوت رنات جوالها والي خلاها تقُوم من نومها
لمحت أزهَار أن الرقم "مجهُول " قامت أزهَار وهي ترد على الأتصال : الو ؟
سمعت صُوت بنت سعيدة : الحمدلله خفت ماتردين
أستغربت أزهَار : مين معي ؟
ليَالِي بتوتر : آسفه نسيت أقولج أنا مين أنا ليَالِي رفيجه دُجى
أبتسمت أزهَار بسعاده وترحِيب : هلا والله بالزين عاش من سمع صوتك
ليالِي : عاشت أيامج
أزهَار : آمريني ياعيني بغِيتي شي ؟
ليالِي : والله مستحيه منج لكن عادي ننقابل ؟
أزهَار : أكيد ! ليش لا
ليالِي : شكراً مره الحين بطرشلك الموقع أترياك
قفلت أزهَار الأتصال وهي سعيدة لكن الفضُول يعتريها ليه طلبتها ليالي بالذات هي

"الـمـقـهـى"

دخلت أزهَار وهي تدورهَا بعِينها الين لمحت البنت الي تلوح لها وعرفتها أزهَار وتقدمت لها وتبادلو الأحضان والتراحِيب
جلست أزهَار وهي تسولف مع ليَالِي وليَالِي تبادلها الضحكات
على نهايه الحديث قالت ليالِي : أنا بطلب منج طلب
أزهَار بأبتسامه : آمريني ؟
طلعت ليالي الصندُوق بأبتسامه من شنطتهَا وقدمته لأزهَار : سمعت دُجى تطلب منج تزرعِين وردتي المفضله من مده بعيده وهذا أسعدنِي وايد لذا أبيج تحطين لي هالصندوق بتربه الورده أبي لأزهرت الزهرة اعطيها اياه هديه
أبتسمت أزهَار بمحبه : يازينكم والله وابشري تامرين امر بحطه عندي واذا أزهرت بقول لك
قامت ليالِي وهي تحضن أزهَار : مشكور وايد يابعد قلبي مابنسى جميلك ابد
~
بكت لأنها أستقبلت تفتح زهرتهَا المفضله لوحدهَا بكت لأنها مضطره تفتح هديتها لوحدها وبدُونهَا ! كسر هذا قلبهَا وكثِير هي مشتاقه لها وكثير كل دقيقه وكل ثانيه تتمنى انها تكُون معهَا بكل لحظاتها السعيدة
تأملت الصندوق الي مكتُوب عليه دُجى الليالِي يوجعهَا هالأسم لأنهَا الحِين دُجى بدُون ليالِيها !
أزهَار بحزن : ماكان ودي ابد اعطيك اياه بعد وفاتها لكن نظرتها السعيدة كانت كفيله انها تغير قراري كانت سعيدة لذا افتحيه بسعاده مو بحزن افتحيه بمحبه مو ضيقه
افتحيه بصدر رحب مو بصدر ضايق
رفعت نفسها دُجى وهي تحضن أزهَار : شكراً لانك أعطتيني اياه !
تفاجأت أزهَار لكن ابتسمت وهي تطبطب على ظهر دُجى : امسحي دمعك الهديه ماتستاهل الدمع ابد
وتأملي الورد وافتحيه قدامها وخلي هبايب الهوى تبرد قلبك ..
دُجى وهي تتأمل الصندوق : تعرفِين وش الي ببالِي ؟
بارت محمد عبده وهو يقُول
"الأماكن كلها مشتاقه لك ! "
فعلاً الأماكن كلها مشتاقه لها الأسطبل حقنا الحديقه حقتنا وورد الجلنار الي زرعته لها لكن كلهم مشتاقين لها وكثِير ويتأملون وجودهَا .. لكن وينها
أزهَار بأبتسامه : عند الي ارحم مني ومنك كلنا مشتاقين لها واكيد هي مشتاقه لنا وملهوفه لشوفتنا ! تصبري يابعد عيني لنا لقاء بدُون شر
أبتسمت دُجى وهي تمسح دمعها وترفع نظرها للغيوم المتجمعة مُعلنه نزُول قطرتهَا : بدعيلها وكثِير
قاطعهم صوت رنات جوال دُجى ، تركت دُجى الصندوق بجنبها على سُور الورد وهي تطلع جوالها وتشوف الرقم "مجهُول " ببالها ان فعلا هالمجهُول كثرت اتصالاته ولازم الحين ترد عليه !
فتحت دُجى المُكالمه : الو ؟
: أخيرا رديتي كنا ننتظر ردك !

"مَا جذبنِي في الهَوى إلا النادره ومَاكتب لي المُلهم إلا النوَادر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن