البارت 14

291 11 0
                                    

أصوات الأسعافات وأصوات البُكاء كلها تحت مسَامعها
صوت أم ليَالِي البَاكِي الي أختلط دعوَات تقفل بَاب الأسعَاف مع محي جمِيع الأصوات
هي المُخدر أثر علِيها بس ماطول وودها تخاصم الي حطه لها هي كانت تحضن أمل ليَالِي الي كانت توَاسيها كان ودها تواسِيها هي لأن آلمها أكبر
بدأت تبكِي من جدِيد لأن الموقف أنعاد في مخيلتهَا
تلُوم نفسها لأنها مالبت طلب ليَالِي الأخير وهي أنها تسَاعدها
هي كان ودها بس ماقدرت لأنه "القدر " مقدر ومكتُوب.

<<المستشفـى ، غرفه دُجى >>

صحيت على هدُوء الغرفة تحس بآلم في عيُونها وفي يدها لفت علي يدها اليمين لقت أنها مُحاطه بالشاش الكثِيف وفي يدها اليسَار مُغذيه
هي مو بس حست الشاش في يدها مسكت جبهتهَا وفعلاً حتى جبهتهَا فيها شَاش
وسحبت الشرشف الأبيض الي علِيها
وفعلا حتى رجلها مغطاه بالشَاش
هي مصدُومه أنها ماحست بالآلم إلا الحِين والآلم شدِيد
دخلت علِيها المُمرضه بإبتسَامه :صحِيتي ؟
هي ماتبغا تقعد في المستشفى هي تبي ترجع البيت تبي تُشوف الكل هي تحس أي زله أو أي ذكريات بتخلِيها تبكي بس هي مضطره تقوم على حِيلها وتوَاسي أهل ليَالي وتوَاسِي نفسهَا
قالت دُجى بصُوتها المبحُوح من البكَاء : فكي المغذيه لو سمحتِي
قالت المُمرضه بلُطف : مانقدر الحِين لازم المغذية تخلص كلها
لفت دُجى نظرها على المغذية الشبة مُمتلئة : يعني مطولة؟
قالت المُمرضه : تقريباً أيه
رفعت نظرها دُجى على المُمرضه : تكفين فكِيها ما أحتاجها الحِين
رددت المُمرضه : والله مانقدر هذِي تعليمَات من الدكتور وأهلك
قالت دُجى بصُوتها المُرتجف : وين أهلِي ؟
قالت المُمرضه : الحِين جايين
قالت دُجى الي بدأت دمُوعها تنزل : غلط مو هذِي الأجابة الصح
قالت المُمرضة الي مافهمت كلام دُجى : كيف ؟
قالت دُجى وهي صوبت نظرها على المُمرضة : ماتت ..

أنصدمت المُمرضة من كلامها لأن أهلها توهم خرجوا لأن موعد الزيارة محدُود كيف ماتو ؟ أستوعبت المُمرضة أنها تقصد صدِيقتها الي ماتت لأن الدكتور قال لها
قالت دُجى للـ المُمرضه : أتركيني لوحدِي
سمعت كلامها المُمرضه وخرجت وهي فعلاً قلبها يؤلمها على حالتها ووجها الذابل وعيُونها المنكسرة من آلم قلبها

ضمت دُجى نفسها وهِي تحارب آلمها وتحارب الوقت عشان المُغذي يخلص وتخرج
جالست تواسِي دمعها وقلبها الحزِين
رفعت راسها ولفت نظرها على ظرف في الطَاوله الجانبية
مكتُوب في طرفه "M"
مسحت دمُوعها ومدت يدها اليسار تسحب الظرف
فتحتهَا ولقت أعجب الحرُوف والمعَانِي والخط الي كُتب بيد هَادئة
بدأت تقرأ الجُمل

" ها أنا أُعيد نفس الذكرَى بـ وضعِي لكِ رسَالة موَاساة بعد سنوَات ..
هذة المرة المواساه ليست لأجل حلاوة قد أُكلت من قبل مجهُول لم يعتَرِف بأكلهَا، أو لعبة قد كُسرت من قبل طفلٍ شقي لم يعتذر حتى عند رؤية دمُوعك لها
هذة المرة أشد وأقوى ليست كَـ كُل المرات ..
هذة المره لن أقول آسف بالنيَابة عن الشخص الذِي جعلك حزِينة أو أُعوضك بهدية بسِيطة تُسعدك بل أقُول .. عظم الله أجرك لمن سكَن فؤادك ولمن كَان رُوحك ولمن كان آخر لحظَاته السعِيدة معك !
ولِيس هُنالك تعوِيض بل هُنالك دُعاء يعوِض الكثِير والكثِير هذه المره لست أنا من سيعوضك بل الله !
صلِي الوتر وأغرقِي نفسك بدل الدمُوع دُعاء وأيقنِي أن كُل أمرٍ مُقدر ومكتُوب ...
وكمَا تعرِفِين لستُ أُجيد كتَابه الخَاتمة مُنذ الصِغر وإلى الآن ... أصنعِي الخاتمة بنفسك ..

‏"M"

حضنت الرسالة وهِي تبكي بشدة وشهقَاتها ماوقفت ماكانت تعتقد أنه يتذكر المُواساة الأحب لقلبها وهِي على هيئة رسَالة
هِي خانتها مشَاعرها أو بالأصح تلخبطت مشَاعرها
رفعت نظرها على السُجادة المفرُوشة في أتجاه القبلة وفي يمِينها جلَال صلاة
هِي ما أنتبهت لها من البدَاية ولا كانت بتنتبه لولا رسالته ..

<< الليّل ،بِيت تُركِـي >>
دخلوا البنات بعد ما دخلوا أمهَاتهم وجدتهم عذبة
وكل وحده تسحب شنطتها وراهَا
أزهار الي تحس قلبَها ثقِيل جداً ماودها تقَابل أميرة وزُوجه عمها ب هالوضع المُحزن تمنت أن شُوفتهم بعد مُدة طوِيلة تكُون سعِيدة مو حزِينة
رفعت نظرها على أميرة الي ملامحَها حمرت من البكاء
والي تحضن جدتهَا بصُوت باكِي ومُحزن
لفت نظرها على مِيلاف الي خانتها دمُعها وبدأت تبكي ولفت على الهنُوف الي حتى هِي خانتها دمُوعها
لفت على يارا الي هِي أصلا ماوقفت تبكِي طُول الطريق
جاء دُورها تسلم على زُوجه عمها مدت يدها بس حضنتها سمِيرة هي مشتاقه لهم ولا ودها تحرم نفسها من التعبِير عن أشتياقهم وأشتياقها أيضاً
بادلتها أزهار الحُضن بموَدة وقالت : الحمدلله على سلامه دُجى
قالت سمِيرة وهي تناظر في أزهار بإبتسَامة ذابلة : الله يسلمك يا بنتِي
لفت أزهار على أميرة مدت يدها تبي تحضن أزهار وماردتها أزهار لأن كان ودها بعد تحضنها : ياحبيبتِي يا أميرة ، الحمدلله على سلامه دُجى وعظم الله أجرك
بال أميرة بصوت مُرتجف : الله يسلمك ويجزاك خير
جات الطفله البريئة الي نزلت من حُضن أمها وتقدمت بأتجَاههم وبتساؤل قالت : أنتي ليش تبكِين ؟
ثوَاني إلا وضعت أحتمال : عشاننا جينا صح ؟ ماما تقول دايم أنها مشتاقه لخالي تُركي وعيالة وبدال لا تجونا جِيناكم أنبسطوا صح ؟ عشا كذا تبكُون صح
ماتحملت عالية برائه بنتها ودمعت عيونها
ضحكت أميره وقالت : صح عليك ! أنا بكيت عشان مفاجأتكم حلوه وأنبسطت منها مره
قالت تالا : خلاص كل مره بنسويها عشان تنبسطُون قد كذا وأشرت بيدها حجم كبير
شالتها أميرة وباستها بخدها : تعالي أنتي وتميم أعطيكم شُكولاته
أبتسمت سمِيرة أن جو أميره تغير ولو بخفِيف بعد ماشافت أختها وهي منومه وتعبانه
لفت الجدة عذبه على سميرة : طمنِينا على دُجى كيف صحتها ؟
قالت سميره : وش أقول لك ياعمتي أصابتها كثيرة وتحتاج وقت في المستشفى و لدرجه أن زيارتها محدودة بشكل قصِير لأن أغلب الوقت منومه بمخدر لأن مُمكن إذا قامت تنهار والأنهيار مو كويس على صحتها
رفعت يدِينها الجدة عذبه وهي تدعِي : يارب يارب أربط على قلب حفِيدتي من كُل حُزن وقوِيها أنك أنت القوي الرؤوف

&quot;مَا جذبنِي في الهَوى إلا النادره ومَاكتب لي المُلهم إلا النوَادر&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن