البارت 23

233 4 0
                                    

عند بُرهَان الي خرج من المزرعة وهو يحمل في قلبة حزن شدِيد أوراقه وكتَاباته وأشعَاره وحتى رسَايله كلها كانت ضحيه لأب يعتقد في نظره أنها يجب حرقهَا والتخلص منهَا لأنها "مضِيعة للوقت "
لكن بالنسبه لبُرهَان هذِي حياته ، حياته تكمُن في قلم وورقة ومَا يقُوله القلب يكتبة
طرق البَاب بُرهَان بخفه : ياعم زَاهِر أفتحلِي أنا بُرهَان
حس بفتح البَاب لكن مو من قبل العم زَاهر
قال بُرهَان بتفاجئ : مُهاب ! 
ضحك مُهَاب وهو يحضن رفِيقه : أيوه مُهاب بحد ذاته !
ضحك بُرهَان بسعَادة : ياخِي طيب كان علمتنِي من قبل انك رجعت الرياض
قال مُهَاب : ماش ما أعتقد أن بعلمكم كل ما أجي ياخِي ملامحكم المصدُومة تضحكنِي
قاطعهم صُوت العم زَاهر : ليكُون بتسُولفُون عند البَاب أدخلو
دخل بُرهَان وهو نسى المُوقف أو يتنَاسى : سلاك عليكم ياعم زَاهر
قالت العم زَاهر بصُوته الي يدل على كبر العُمر : وعليكم السلام ياولدِي كيف حالك ؟
تنهد بُرهَان بصُوت مسمُوع
وقال مُهَاب وهو يصب الشَاي: ياساتر التنهِيد هذِي وراها سالفه عسى ماشر ؟
بدأ بُرهَان يحكِي لهم السَالفه ..
قال العم زَاهر : ياخِي سلطَان هذِي حركَاته من يُوم وهو صغِير يشُوف هالأشيَاء مالهَا فايده ياكثر ماقَال لولدِي الله يرحمة نفس الشي
قال مُهَاب بغضب : تدري وش الي يغبن أكثر ، أنه ماتنَاقش معك علطُول حرقها ..
قالت بُرهَان : لِيت هذا الي غابنِي ، الي غابنِي أكبر من كذا
قال العم زَاهر وهو يفهم كلمَات عيُون بُرهَان : لاتستعجل بالحُكم
تلفت بُرهَان على العم زَاهر وهو يعرف وش يقصد
قاطعهم مُهَاب وهو يغيّر الموضُوع : طيب ندخل في فقره الهدايا ؟
قال بُرهَان بضحكه : ليكُون ساعة جديدة !
قال بُرهَان بصدمة : كيف عرفت !
ضحك العم زَاهر : ياولدِي أنت من يُوم بدِيت تشتغل بمحل السَاعات وأنت تجِيب نفس الهدية بكل مره تجِي
ضحك مُهاب وهو يفتح الكِيس : لا لا ذِي المره الساعه غير

جلست دُجى تدُور بالغرفه تدور حل .. مستحيل الصندُوق طلع من العدم أصلاً مستحيل عمِي سلطَان يدور تحت ذِيك الشجره
سمعت دُجى صوت بُوري سيارة بالخَارج عرفت أن أبوها وصل أخذت جلالها وخرجت
وفعلا لمحت أبوها يخرج من السيارة بملَامح مُتعكره
لمح تُركِي بنته المتردده أشر لها بيده بمعنى "تعَالِي "
أبتسمت دُجى بحزن وهِي تركض بحضن أبوهَا حضن الآمان والراحة
قال تركِي : تبينا نحل الموضوع؟
حركت دُجى رأسها بتأيّد وموافقة
سمع تُركِي صوت أبوه : تعال ياتركِي تعال
قال تركِي بلُطف : يلا أدخلِي وإذا نادِيتك تعالِي
سمع تركِي كلام الجد مِطلق ودخل الخيّام : السلام عليكم
ردو كلهم السلام ماعدا سُلطَان
قال تركِي : السلام لله يا أخوي
قال سُلطان وهو ينفجر بغضب : مابينا سلام ولا حتى كلام الي سوته بنتك ماينسكت عنه ابد ! تسكت على الي يسويه برهان ولا تقول لي
قال تُركِي  : ووش سوى بُرهَان عشان تنتفر على بنتي وولدك ذابح أحد هو ؟
قال سُلطان : دافن صندُوق تحت الأرض مليَان كتابات وأشعار مالها أي معنى ولا فايده وبنتك كانت تدري وساكته !
قال تُركِي بأستغراب : وانت الحِين معصب وكنت بتمد يدك على بنتي ونقول انك اصلا مديت يدك على ولدك عشان بس كتابات كتبها بُرهَان بنفسه ! صدق انك ماتفهم 
فز سُلطان بوقُوف : انا ما أفهم ياتركِي !
قال تركِي : ايوه ماتفهم أنت بدال لا تدعم ولدك وتعطِيه الكلمه الحلوه انت تدمره وش بتستفيد وانت ترمي ولدك بعيد عنك !
قال الجد مُطلق : ياحسافه وربي الحين انا قدامكم ولا أحترمتوني ولا قلتم بناخذ برأي أبونا قعد ساكت عشان أشوف وين بتوصلُون لكن مافي فايده
تركِي الي تقدم يبُوس راس الجد مُلطق و قال : محشُوم يا أبوي وأعذرنِي والله الشيطَان لعب فينا
جلس سُلطان يفكر ويحس بمشَاعر الندم وقاطعه أفكاره
قال الجد مُلطق : الحين علمنِي انت وش دراك عن الصندُوق ! مستحيل انك فتشت بالارض تدوره !

"مَا جذبنِي في الهَوى إلا النادره ومَاكتب لي المُلهم إلا النوَادر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن