الفصل الخامس *هوس الحب*

11 2 0
                                        


في مكان ما يملأه الظلام خالي من الأرواح أو الحركه يعلوه طيور سوداء تطفو حوله ويحرسه ذئاب بأنياب حاده يبدو كجبل ما مهجور، تجلس إمرأه على عرش وأمامها نيران مشتعله عيناها تبدو كالنيران التي أمامها، تضع يدها على ذلك العرش شعرها أبيض كبياض الثلج، ولديها في وجهه علامة جرح ما، جمالها شاحب، أغمضت عيناها وذهبت برأسها إلى الخلف يبدو أنها تتذكر شيء ما.
جلنار: لكن أنا أحبك أبيدوس،
لما هي؟
لقد جعلت من ذاتي أداة لك، تحركها كما تريد، وتفعل بها ماتريد.
أبيدوس:أنا لم أحبك جلنار أنا أحببتها هي، وقعت في هيامها منذ أن رأيتها فتاة شغوفه عنيدة أعلم أنها ليست بجمال وجهك كما يبدو ولكنها في عيني أجمل النساء جمال روحها يعطي إلى عالمي لذة خاصه بها، لم أطلبك منك يومًا أن تكوني أداة لم أجبرك على شيء جلنار، ليلى عشقها تمكن مني، أنا لست لكِ.
ضحكت جلنار ضحكة إنكسار ومسحت دموع عيناها ونظرت له بأعين طير كُسر جناحه:سأكون النار التي ستحرقك، وتحرقها يا جلالة الملك إنتظر فقط.
فتحت جلنار عيناها، ومسحت دمعه نزلت منها، وقالت بصوت شيطاني وعيون حمرواتان: حرقتكم جميعًا، تبقى نسلكم ذاك.
في غرفة آصف، وآريان يجلس آصف بجوار سرير صديقه وأخيه المغشي عليه واضع رأسه بين يديه يفكر فيما حدث
وكيف هذا؟
وبداخله أسئلة لن يجيبه عليها سوا آريان.
أفاق آريان وعيناه مفتوحتان على وسعهما والعرق يتصبب منه نده بصوت عالي آصف!
وضع آصف يده على كتفه: ريو أنا هنا، إهدى أنا كويس كل حاجه بخير.
أدار آريان وجهه لآصف مسك يد آصف وتفحصه ليتأكد من سلامته وحين وجده بخير إحتضنه وأخبره: مش هقدر أخسرك زي ماخسرت الكل مش هقدر أشوفك زي ماشوفتهم، والله لو فكر حد يئذيك لهكون النار اللي تحرقه وتخلص عليه.
إحتضنه آصف بقوة وبكى وصوت بكائه سمعه جميع من في القصر وقال بصوت متقطع وأنفاس عالية آثر البكاء: مشركتنيش ليه يا ريو؟
مش أنا أخوك ونصك التاني؟
ليه إستحملت لوحدك؟
ليه عشت سنينك كلها وحيد محاولتش ولو لمرة تشاركني حتى كوابيسك؟
ليه يا ريو؟
شايفني ضعيف لدرجة دي؟!
أخرجه آريان من حضنه ومسح دموعه بكفيه ونظر له بدموع ملئت عيناه :طول عمري شايفك أقوى مني بس من خوفي عليك حبيت نفضل في دايرة ضالمه لاحد يعرفنا ولا نعرف حد مكنتش بحب نفضل في مكان أكتر من سنه ونغير كل سنه محافظه وبلد ومدينه لفيت بيك عشان محدش يأخدك مني لو حصل وقتها هكون جسد بدون روح ياصاحبي والله العظيم.
آصف: كنت قولي عرفني وأنا طول عمري بسألك انت وجدك وتقولي مش فاكر وهو يقولي ماتوا في حادثة وانتم صغيرين.
مسح آريان دموعه: أديك عرفت يا آصف مكنتش عايز الحقيقه دي تطلعلي تاني وبما إنها ظهرت هقولك.
رجع بضهره للخلف وإستند به على السرير وأغمض عيناه وأخذ نفس عميق: أبوك كان شبهك بالظبط نفس جسمك عينيك كله، أنا فاكر يومها ظهرت زي رسالة، وهو وأبويا كانوا قاعدين معانا وفتحوها وكان دا وقت مابدأت تستدعيهم المملكه عشان يوقفوا بطش جلنار وجانيت مشيوا والباقي إنت عارفه لما جه جدك وأخدنا بصيت على أمي وأمك وأبوك وهما جمب بعض جثث مليانه دم وأبويا ملقتهوش لسه عارف دلوقت إيه حصل معاه لما حكى أكتافيوس كنت دايماً نفسي أخد منك الكتاب ومتقرأش فيه حاجه بس القدر كان ليه خطه تانيه فضلت جلنار تجيلي في كوابيسي وتتوعدلي أنا وانت وكانت على يقين بقتلي وقتلك وانها تنهي السلاله دي عشان كدا بقيت عصبي وبخاف عليك حتى من نفسي وجدك كان دايماً يكتبلي المهدئات وكان سهل يجيبها لأنه دكتور ولما مات زميلي في المايه مات بسبب جلنار أنا شوفتها قدامي وهي بتقولي جرب تحب حد وهاخده منك بس جدو قالك انه عاز يقلدني فمات لما كنا فوق قولتلك يلا بينا لأني شوفتها تاني وهي بتقولي إنها هتخلص عليك زيهم خوفت بس انت مسمعتنيش لحد مبقينا هنا وبرضوا قولتلك يلا نمشي ومرضيتش.
نظر لآصف وهناك دمعة خانته وسقطت مش عايز أخسر روحي يا صاحبي مش عايز أخسر نفسي مش عايزك تسيبني وتمشي انت روحي ونفسي ومن غيرك ماليش لازمه انت علامة الحب اللي كانت بين عمي وأمك عايزه تخلص منك وأنا عايزة تنتقم مني لأختها في ذنب بتخلصه الأبناء حتى لو مش فاهمينه وفي حاجات بنتعاقب عليها حتى لو معملنهاش فتعالى نمشي تاني.
مسك آصف يد أخيه بقوة ونظر لعيناه وجد بها لهفة ودمار لا يوجد خوف بل هناك إنتقام :هتتخلي عن إنتقامك عشاني يا آريان ووعدك؟
نظر آريان للأسفل ثم وجه عينه لآصف:أنا أتخلى عن نفسي عشان تكون بخير ياآصف.
إحتضنه آصف قائلا: مش هنتخلى عن حاجه وهناخد حق أهلنا وحق طفولتك اللي ضاعت في الخوف وحق عيونك اللي شافت الدم وهي عمر سنه وهنحافظ على وعدك وهنكون سوا وبخير.
دخل شخص آسف إني قطعت اللحظه اللطيفه دي، ضحك آصف وآريان وإبتعدوا عن بعضهما.
آصف:تعالى ياعلي.
ديروس مدعي الصدمه: علي مين أنا ديروس ياشباب.
آريان:خد بالك لسه مأخدتش حقي منك.
ديروس:أنا ودمي فداء لسموك.
آريان ضاحكًا:لا ياسيدي لقد عفونا عنك.
آصف:في حاجه ولا اي؟
ديروس: أيوا المفروض ان فيه قواعد تعرفوها هنا وفيه تدريب ليكم عشان تتقنوا قوتكم وفيه يوم هيتم لتتويجكم ملكان للعوالم الأربعه.
آصف مذهولًا: إيه دا كله حيلك حيلك أنا عايز أكل.
ضحك ديروس:حاضر ثواني وهبعتلكم الأكل.
رحل ديروس ودخلت فتاة نعرفها شعرها يتتطاير وهذا الحرير الذي على جسدها يعطيه شكل جذابًا أوقعت آصف لا نعرف للمرة الكام.
نظر آريان لآصف وجده يغوص مع هذا الجمال.
آرلا: أهلاً بكما في القلعة سموكما.
آريان: شكراً، نكز آصف قائلاً بترحب بينا رد عليها هتفضحنا.
آصف:شكراً لكِ.
آريان:لكن من أنتِ؟
آرلا: أدعى آرلا إبنة الملك إلياس والملكة بولاريس.
آصف: أتعلمي أن إسمك رائع؟
إبتسمت آرلا فتمالك آصف نفسه وآريان مغيرًا للموضوع : أهناك شيء ما؟
آرلا: أجل قال أبي أن أخذكم في جولة حول المملكة.
آريان:حسنًا،أيمكننا إن نأكل ونبدل ملابسنا؟
آرلا:أجل بالطبع وندهت قائلة:عنود.
دخلت فتاة جميلة المظر يبدو على ملامحها الهدوء والبرأة خافضة وجها لأسفل معها صندوق ما.
آرلا: هذه عنود وصيفتي تعتبر كأخت لي ولكنها خجولة قليلاً ثم وجهت حديثها إلى عنود ضعيه على هذا المكتب.
ذهبت عنود ووضعته إسمها أشعل النيران في قلب آريان لكنه تجاهل كل ماحدث وحين رفعت عنود وجهها وتلاقت عيناها وعين آصف شعر كان هناك ثليج إحتل قلبه الذي يملاؤه النيران فقط كان عينها أعطت لقلبه السكينه التي كان يبحث عنها أزاح عيناه سريعًا قائلاً وهو واضع يده على قلبه: مينفعش يا ريو هنخسرها وانت عارف خالينا بعيد.
آرلا:سأذهب الآن حين الانتهاء إبعثا لي مع أية خادمه هنا
ذهبت آرلا وعنود نكز آريان آصف ضاحكًا : ياعمنا نحن هنا.
نظر آصف إلى آريان وتنهد قائلاً: هي دي ملهمتي ياسيدي شوفت جمالها شوفت عيونها وشعرها ولا صوتها.
آريان مفكرًا في تلك الحوريه التي أحدثت في قلبه مالم يحدثه أحدًا قبلها مبتسمًا إبتسامة مطفيه ينظر في مكان فارغ: شوفت.
آصف:طيب يلا نأكل الأول.
آريان:دايمًا همك على بطنك يلا ياأخويا يلا.
أكلا آصف وآريان وأبدلا ملابسهم بأخرى مريحه وخرجا من غرفتهما قابلا آدريان نظر لهما ثم إقتربا من آصف قائلاً بنبرة محذرة: لا تنظر إلى ماليس لك.
دفعه آريان دفعة قوية:ثم قال إذا لم تسمع فكل هذا لنا حتى أنت ملكنا، لاتقترب من آصف مجددًا والا لن أتردد في أخذ روحك.
وأخذ آصف ورحل وترك آدريان دمائه تغلي ويود لو يفتك بهما.
وخلال سيرهم أتت فتاة مسرعة فإصتدمت بآريان كانت ستقع ولكن وضع آريان يده حول خصرها وأنقذها قبل وقوعها كانت مغمضة العينين يبدو على ملامحها الخوف فتحت عيناها ببطئ وجدت من ينظر لها وكأنه يتحقق من ملامحها لا تنكر أن لمسته تلك أذابتها ولكن لا يجب أن يحدث ذلك لو حدث ستكون نهايتهما، قامت مسرعة مبتعداتًا عنه ناظرة لاسفل قائلتًا: آعتذر لهذا لقد كنت مسرعة.
آريان:لم يحدث شيء، أين يمكن أن نجد سمو الأميره؟
عنود:غرفتها أخر الممر.
آريان:حسناً شكراً لكِ.
عنود: عن إذنكما.
ذهبت وتركت آريان بين الغرق و النجاه لا يعلم ماذا يختار أيغرق ويأخذها معه ام ينجي وينجيها معه؟
تحرك آصف وآريان في طريقهما لغرفة آرلا ولكن إنفجرت الأرض أسفلهما وجدا أنفسهما في غرفة مليئة بالكتب وبها شموع مضاءه وهناك خيال لشخص ما ذهبوا ورا ذلك الخيال وجدوا أنهما في غرفة ليس بها ضوء سوا شعلة نار بسيطه وصوت إمرأة يحدثهما قائلًا: أنرتم المملكة آصف وآريان لقد كنت في إنتظاركم منذ زمن طويل إنتظرت أعوام وأعوام إلى أن أتيتما.
شعر آريان أنه يعرف ذلك الصوت فوسعت عيناه مفزوعًا تحرك نحو آصف وضعه خلفه ويداه محوطًة إياه قائلًا:إياكِ ياجلنار ورحمة أبويا أكون مخلص عليكِ لا دا أنا هخليكي تتمني الموت على إيدي.
ضحكت جلنار ضحكة شيطانيه وقالت: لا تقلق ياآريان لم يحن موعد اللقاء لكنه إقترب سأنتهي منكم سويًا سأقتلكما معًا.
ضحك آصف وتحولت عيناه للون البنفسجي وملامح وجهه أصبحت مخيفة وقال لها: أنا آصف إبن أبيدوس وليلى إن إستطاعتي تقتليني وتنتهي من بطشي حاولي الوصول لأخي يا جلنار.
ضحكت جلنار ثم تحول المكان إلى الممر مجددًا.

#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا

آغارثا الجزء الأول "آريافارثا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن