فلاش باك "أحببت سجاني"

0 0 0
                                    


في تلك الحياة دائما توجد قصص ينقصها أجزاء، وقصتي معكَ ينقصها الأمان، مكتملة داخلها جرح يشوهها، جرح حبكَ لي، وجرح عشقي لك، كنت الأكثر حبًا، كنت أنتَ الأكثر جبنًا، أوقعتني لكَ، وجعلتني سجينة لديكَ، فإعتدت عليك، جئت محررًا لي، تاركًا فؤادي وحيدًا ضائعًا، وتركتني تائهة، لا أعلم إلى أين المسير؟
كل طرقي نهايتها أنت، فسامحتك، وأعادتني إليكَ، فصرت مهوسا بي، وبعشقي لك.
صرت في النهاية زوجًا، وأبًا، فأتى الموت طارقًا بابي، وحين فتحته أخذني منك، فلحقت بي. 
تسير وحدها تكتشف معالم ذلك المكان الموجود من العدم يتطاير شعرها الذهبي وإن أتى ضوء الشمس مقتربًا منه يجعله مشع كقطعة أثارية تجذب العالم لها تنظر أمامها، يمينها، وعلى يسارها، عسليتيها تلمع كحجر كريم تتقاتل الناس عليه، تقترب من مكانه، ومحل تدريبه، مكان يحرم دخوله على الموجودين، مالكه وحده من يستطيع دخوله، مصنوع من جليد لامع، كأنه زجاج، يأتي من داخله صوت تحريك سيف حاد، تسمعه من على بعد أمتار فجذبها صوته تحركت بخطوات هادئة ثابته تنظر من تلك الشرفة الثليجيه لعلها ترى مايحدث داخل تلك اللوحة الفنيه، رأت تمايل السيف يمينًا، ويسارًا فأرادت رؤية صاحبه فدارت حول المكان حتى وجدت الباب، تحركت بخطوات هادئة واثقة بذاتها، رأت صدره عاري، عضلاته بارزة، يتصبب العرق من وجهه، شعره مبتل يتمايل مع حركته تعطي تلك الخصلات المتمايلة لوجهه جمال خاص، عيونه التي تشبه ورود البنفسج غامقة اللون مركزًا في تمرينه لم يلحظ وجودها وهي تنظر له بهيام واضح أحس هو بخيال شخص ما فحرك سيفه بسرعة الضوء واضعًا إياه على رقبتها لم تخف أو يرف لها جفن كأنها ليست خائفة من الموت تقابلت عينيهما أحدهما يشعل بالنيران والآخرى بهدوء قاتل وتحدي مميت رفعت يدها بهدوء ممسكتًا ذبابة سيفه منزلةً إياه لأسفل مبعدتًا حدته عن عنقها.
أدارت له ظهرها مبتسمتًا بهدوء قائلتًا: لو عايز تقتل حد متترددش ممكن يكون عدو يسبقك وياخد رقبتك.
إبتسم بسخرية على جرئتها معجبًا بها قائلًا:ماإسمك؟!
تحركت خطوتين وأجابت بنرة واثقه:ليلى.
أكملت خطواتها للخارج جاهلتًا عن قلب ذلك الشاب الذي أحدثت به تقلبات جويه وصفها أبيدوس بإعصارًا ولكن هواه دافئ.
رفع أبيدوس يده ووضعها على شعره حكًا إياه ناظرًا لليلاه التي أنارت قلبه بشعرها الذهبي المموج كموج البحر.
أتى أخيه من باب خلفي وجده كصنم مبتسم فلمس كتفه بهدوء .
أمينوس متعجبًا:على ما تنظر؟
نظر له أبيدوس وهو مبتسم: لاشيء هيا بنا أريد الإغتسال ثم نذهب إلى قاعة الطعام لنرحب بضيوفنا.
أمينوس متصنعًا الصدمه:ستذهب إلى قاعة الطعام؟
فنظر له ساخرًا دون إجابة على سؤاله واضعًا سيفه داخل جعبته مرتدٍا لملابسه ذاهبًا للخارج.
فضحك أمينوس بصوت عالي وصلت ضحكاته إلى مسمع أبيدوس الذي إبتسم متذكرًا ليلته.
تجهز الجميع ذهابًا إلى قاعة الطعام ليلى وأسرتها وأبيدوس وأخيه جلس الجميع في هدوء تام فقط يظهر أصوات أقدام الحاشية وصوت الاطباق التي توضع على سفرة الطعام فأرادت عليا كسر هذا الهدوء.
عليابإبتسامة ساحرة: شكرًا لإستضافتكم لينا.
أمينوس بإعجاب واضح:العفو.
أبيدوس ناظرًا لشمسه وهي تأكل بصمت دون رفع عيناها يريد أن يرى عسليتاه لكنها تحجبهما عنه إنتهوا من تناول الطعام بين حديث من عليا ووالدها وأمينوس وصمت ليلى وتركيز أبيدوس، فتحرك الجميع مغادرين للقاعة ذاهبين لغرفهم فإستاذنت عليا والدها وذهبت مع أمينوس يريها جمال المملكه فتحرك أبيدوس متحدثًا مع والد ليلى بأدب.
أبيدوس بإبتسامة هادئه:أتسمح لي أن أري لليلى المكان.
فنظرت له ليلى مصدومًة من حديثه وهو ناظرًا له بإستفزاز فتغيرت نظرتها المصدومه إلى نظرة متحديتًا تلك النظرة التي تحدث إضطرابات في قلب أبيدوس، فوافق والدها فتحركت ليلى معه ذهبوا لحديقة مليئة بالورد وأشجار مغطاة بالثلوج كما لو أنها في حديقة خياليه ذهلت من جمال المكان والآخر يذهل من جمالها هي تكتشف معالم المكان وهو يكتشف معالم عيناها وشعرها.
ليلى: المكان دا فين؟
أبيدوس بصوت جاد: أنتِ في آغارثا مملكة تحت الأرض متصلة بأركان العالم الأربعة شعبها لديه طاقة خارقة لطبيعه في الأعلى وهذا المكان هو آريافارثا.
ليلى بتعجب: يعني أنا تحت الأرض.
أبيدوس بإبتسامة بلهاء:حاجه زي كدا أيوا.
فنظرت ليلى حول المكان فخطت خطوة فإختل توازنها بسبب الجليد أسفلها كادت أن تسقط فلحق بها أبيدوس جاذبًا إياها نحوه فأصبحت ملتصقتًا بصدره مغمضة عيناها وهو ينظر لوجهها بهيام واضح فتحت عيناها ببطء فتقابلت عسليتاها ببنفسجية أبيدوس ساحرة لها متملكةً منها.
إبتسم أبيدوس بهدوء:إن ظلت عسليتكِ تنظر لي ستسقط أمام سحر أبيدوس على الرغم من أن سحرها أقوى.
فتداركت نفسها فحاولت البعد عنه بسرعة فكادت أن تقع للمرة الثانيه فأسرع منقذًا إياها فنظر لقدمها نظرة فاحصه فأجلسها على غصن شجرة ونزع نعلها وقام بتحريك قدمها فصرخت متألمه.
أبيدوس بحذر ولهفة:أ تؤلمك؟
فأجابت بتحريك رأسها.
أبيدوس متسائلًا:هل ستستطيعِ المشي؟
ليلى بألم: أيوا.
فقامت من على الغصن دون إظهار لألمها حاولت التحرك لكن بدأ على ملامحها الألم فقام أبيدوس سريًعا دون إذنًا منها بوضع يديه عند قدمها والأخرى عند خصرها وحملها.
ليلى بإنزعاج:نزلني أنا همشي.
أبيدوس ناظرًا أمامه: إن أنزلتك سيزداد الوضع سوءً.
فصمتت ليلى ووضعت يدها حول عنقه بهدوء محدثتًا بجسده رعشةً لم يشعر بها من قبل.
أبيدوس محدثًا ذاته: لا أنكر أن لمستك أذابتني وجعلت من قلبي ضعيف لكن لن أقع لحبك يستحيل أن أخسر كل شيء لأجلك.
ليلى متسائلتًا: لما لون عيناك كورد البنفسج؟
أبيدوس: لأن قوتي بعيناي.
ليلى بتعجب:وماهي؟
نظر لعيناها وبهدوء:الحب
أبعدت ليلى عيناها عنه بخجل واضح فأراد أن يزيح هذا الخجل.
أبيدوس:كيف يمكنك التحدث باللغة العربية؟
ليلى بضحك: أليست لغتي الأم؟
أبيدوس:وأين والدتك؟
ليلى بحزنًا واضح:زارها الموت فأخذها منا بعد ميلاد عليا بسنة واحدة لذلك عليا تبدو كإبنتًا لي ليس فقط أختي.
أبيدوس متفهمًا:وكم عمرك؟
ليلى بإبتسامة ساحرة:واحد وعشرون عامًا.
أبيدوس:أكبرك بخمسة أعوام، لقد وصلنا هذا حكيم المملكة سيرى قدمك.
ليلى:حكيم! ألم تقل أن لديكم قوى؟
أبيدوس:ليس الجميع لديهم قوى فقط المختارين.
ليلى بتفهم:فهمت
وبعد أسبوعان وقعت ليلى بغرام أبيدوس لا تعلم متى أو كيف لكن ماتعلمه أنها منذ أن رأته وهي مشغولتًا به.
عليا:ليلى انتِ فين؟
ليلى:منا معاكِ أهو هكون فين؟
عليا بإبتسامة:أنا خارجة هروح أتمشى مع أمينوس.
ليلى بإبتسامة هادئه:ماشي يا عليا خدي بالك من نفسك.
عليا مقبلتًا أختها:حاضر
ذهبت عليا وتركت أختها وحيدة تفكر في من سلبها حريتها وقلبها منذ آخر مرة رأته بها متذكرتًا لما حدث بينهما.
تلاقت أعينهم ونبض قلبها وذاب هو من نظرتها سحرت هي من بنفسجيتاه فنسى من أمامه ها هي قوتها تفرض سيطرتها لأول مرة عليه ولم يستطع التحكم بها فمسك بعض خصلات من شعرها الحرير بهدوء رافعًا إياه ليستنشق رائحته التي جعلته كالمجنون.
أبيدوس بدون وعي بصوت دافئ:أتدرى ياليلتي تمايل خصلات شعرك يقتلني، رائحته أصبحت كمدمن لها، لمعته التي تحدث حين إقتراب الشمس منه جعلتني مشتاق له أو كشخص ينقب عن ذهب فوجد مايكفيه ويزيد ويريده له وحده.
فإقترب لامسًا خديها لامستًا جعلت من ليلى كنار مشتعلة.
أبيدوس مكملًا لغزله:وجنتاكِ كورد جوري تجذبني لها، وعيناكِ كعسل النحل تدعوني لتذوقها.
فأغمضت عيناها وإزدات حمرة خديها، فتحرك أبيدوس لمسته ولمس شفاتيها بهدوء فإضطربت نبضات قلب ليلى وزادت قوتها فتداركت ما يحدث ففتحت عيناها وقامت بوضع يدها على صدر أبيدوس مبعدتًا إياه عنها وركضت إلى غرفتها.
فعادت إلى حاضرها ونهضت ذاهبة إلى شرفة غرفتها وجدتها تطل على ورد جوري يقف عنده أبيدوس معطيًا لها ظهره فخانتها دمعة فهي تعلم أنه لم يحبها وأن أبيدوس فقط إشتعلت طاقته عندما نظرت له.
عند أبيدوس كان ينبض قلبه بقوة حين تذكره لما حدث بينه وبين ليلاه
هل حقًا أحبها؟
كان سؤاله الذي طالما بحث عن إجابة له،فوضع يده على قلبه قائلًا: مابك ياقلب؟
أتريد أذيتي؟
أشربت من خمر عيناها حتى سكرت؟
أم أصبحت مدمنًا لرائحة شعرها الذهبي؟
أم لوردها الجوري؟
ألا يكفيك كل هذا الورد؟
أخسرتك أمام أدرينالين شفتاها؟
أم أصبحت عاشقًا لجرائتها وتحديها الدائم لك؟
إني لمحكومًا علي بالإعدام إن كنت وقعت لشمس عيناها.
فأخذ نفسًا عميق وأخرجه ثم أدار وجه فتقابلت عيناهما فأنزلت ليلى عيناها وأدارت وجهه عنه وتحركت لداخل.
تبقا أيام وستغادر ليلى جسدها حاضر وقلبها غائب فأرادت أن تضع لقلبها حد فسألته باكية قائلتًا:
أ تحب ياقلبي قاتلك؟
أ تحب معذبك؟
لقد سُجنت داخل عيناه متناسيًا أن لك مالك.
أنسيت أضلاعك؟
إشتعلت نيرانك لشخص يقبل ظلمة الليل ويكره ضوء نيرانك.
فمسحت دمعها وأخذت قرارها وذهبت لحبيب قلبها فطرقت بابه ففتحه فنظرت له متحديتًا ثم قالت: ألا تحبني؟
أتريد ذهابي؟
وأشارت على قلبها بقلة حيلة قائلتًا: ذلك أحبك،
ألم ترأه؟
فأدار وجهه عنها فذهبت خلفه وأكملت حديثها
لاتهرب من حبي وأجبني
أ أذهب معهم؟
لما سجنتني داخل عيناك والآن تحررني حين أحببت عيناك؟
لما جعلتني أسيرة عشقت آسيرها ثم تركها في مكان هو ليس به؟
لما سرقت فؤادي وجعلته لا يعرف إلاك؟
فنظر لها بقلة حيرة وعيناه تدمع: إن إعترفت بهذا سأصبح كجسد خسر روحه أستطيع أن أخسر قلبي ولا أظلم شعبي أستطيع أن أصبح مشتاق لعيناكِ ولقلبك ولا أترك قبيلتي.
فإبتسمت بحسرة : أخسرتك أمام قبيلتك؟
فلتحي لي قبيلتك وأخبرهم أن ليلى ذهبت دون فؤادها.
فلتحي لي شعبك وتخبرهم أنك نصفتهم وقومت ببتر فؤاد ليلى.
فلتنظر لذاتك في المرآة وتذكر أنك جبانًا لم يستطيع خسران قوته لأجل محبوبته.
إن أتيت لي مجددًا سأقبل بك حبيبًا لقلبي ورفيقًا لأيامي وأنيسًا لوحدتي فمهما حاولت أن أبتعد عنك سيهزمني قلبي ويأتي إليك.
فذهبت ليلى وتركته وحيدًا في غرفته لم يجد مايفعله سوى البكاء على ذاته ليس على خسرانه لحبيبته.
مرت الأيام ورأينا أخان أحدهما تلقى عقابه وقبل بخسارته قوته أمام حوريته والآخر خائف حائر بين نيران حبه وبين نيران قوته.
وفي ليلة يجلس بها ناظرًا لقمر السماء يفكر في عيناها وأن ليلاه مختلفة عن ذلك الليل أتت جلنار وجلست بجواره وسكبت له من خمرها.
جلنار:أتريد الشراب؟
فأخذه لعله يداوي قلبه لا يعلم أنه سيزيد نيرانه شرب كأسًا والثاني والثالث حتى سكر فرأى جلنار فتاته فلمسها وأصبح يتحسس ملامح وجهها فأخذته من يده وأتمت زوجها عليه فأنتهى به الحال زوجًا لجلنار وأبًا لطفل في أحشائها رفض تقبلها وتقبل واقعها.
جلنار: ألن تقبل بي وبما ينمو داخلي؟
أبيدوس بغضب:لم أجبرك على شيء ياجلنار أنتِ من أتيتِ لي كان بإمكانك تركِ.
جلنار مدعيتًا البكاء:من حبي لك قبلت بك، إن لم تقبل بي،
ماذا عن طفلي ماذنبه؟
أبيدوس:ذنبه أنكِ أمه هذا الشيء خطيئة سأتقبل عقابها وأنتِ أجهضيه.
جلنار بغضب:أقسم لك إن ذهبت لها لأجعل منك ومنها جثثًا هامدة ليس لها قوة ولا حول سأقتلك وأقتل نسلك يا سمو الإمبراطور.
وذهبت جلنار تاركةً من يبكي بحرقة على خسرانه لنفسه ولحبيبته وإرتكابه خطيئة دون علم منه أنه زوجًا لجلنار فذهب وتقبل عاقبته مئة وعشرون صاعقة من البرق جزاء مافعل فذهب بدمائه وطرق باب ليلاه ففتحت بابها متقبلتًا بذراعها سجانها أرادت البعد لكن أبى قلبها أمام إصرار حبيبها فأتما زواجهما وأنجبت ليلى أبيدوس آخر عيناه كعين أبيه تسكر من ينظر لها.
ولكن لم يستمر حبهما سوى عامًا واحد فأتى الموت زائرًا أخذًا معه السجينة وسجانها.
#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا

آغارثا الجزء الأول "آريافارثا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن