مر أسبوعًا على تدريب آصف وآريان أو ذهابهما في سبات عميق كما يرأهما من حولهما وتتناوب آرلا وعنود بمراقبتهما بوجود ديروس الملازم لهما فهو حارسهما، وجلنار في كهفها تستعيد قوتها لكي تعود معلنتًا حربًا تود ربحها، وآدريان يدبر مكيدة لمن أتى لكي يشاركه ملكه بل ينتشل منه كل شيء، وآيدن قلقًا مما يحدث يود لو ينهي على آصف وآريان، وقلوب بالحب تائهة تود لو ينظر لها محبوبها؛ ولكن نار الحب إن تمكنت منهم لقتلتهم.
في عقل آصف
آصف: هكذا أنهيتُ تدريبي وأتممته أليس كذلك؟
طاقة أبيدوس:أجل أنهيت تدريبك؛ ولكن تبقا حقيقة لأبد أن تعرفها.
آصف عاقد حاجبيه مستغربًا: أية حقيقه؟
طاقة أبيدوس:ماضي أبيدوس الذي أشعل النيران في قلب جلنار، معلنتًا تلك الحرب عليه، إستغل طاقته، وإستعملها بشكل خاطئ.
آصف بذهول: كيف لوالدي أن يكون سبب دمار؟
طاقة أبيدوس مبتسمًا بسخريه:بل هو أساس ذلك الدمار.
وفي عقل آريان
طاقة أمينوس:إنتهى تدريبك يا آريان.
آريان ناظرًا له بسعاده:حقًا؟
طاقة أمينوس:أصبحت متحكم في قواك الخمسه، أصبحت ملكك، وتحت طاعتك.
آريان بإمتنان:شكرًا لك.
طاقة أمينوس بإبتسامه: هذا واجبي، حافظ على ذاتك، تقبل الحقائق ياآريان كما هي فقط دعها تمر بسلام ليس الجميع واحد، ولا صحة لحديث كالولد يشبه أباه أو أن فتاة ستكون نسخة من والدتها للجميع ماضٍ وحكاية لأبد من السماع لها، قبل أن نعطي حكم، تذكر جيدًا هذا الحديث، ليس الجميع متشابهًا، دومًا هناك تنافر كآصف ووالده كلاهما يملك طاقة الحب ولكن إستعمال كلاً منمها لها مختلف يشبه أباه لكنه مختلف عنه.
آريان متفهمًا:حسنًا سأتذكر حديثك لا تقلق لكن
ماذا هناك؟
طاقة أبيدوس: ستعلم قريبًا حان وقت إستيقاظك ياآريان، وحان وقت ذهابي لم يعد لي مكان هنا إنتهت مهمتي الآن.
بدأت طاقة أمينوس بتلاشي كبخار ما أو ذكرى لم يعد لها وجود، وبدأ آريان بتحريك أصابعه معلنًا إستيقاظه من هذا النوم العميق بدأ بفتح عيناه ببطء حتى فتحهما بحرية أكبر حرك رأسه شمالاً وجد ديروس واقفًا على الباب حامي له ولأخيه فإبتسم بإطمئنان ثم حرك رأسه يمينًا وجد أميرته جالسة على الأرض واضعة رأسها بجوراه مغمضة العينان فإبتسمت عيناه ليس فمه فقط فنام على جانبه الأيمن ناظرًا لملاكه يتفحصها ويحفظ تلك الملامح التي يعشقها ذلك النمش الذي يزين وجنتيها الورديتين كزنبق النجوم فهي وردة تعرفها من لونها الوردي والنمش الذي يزينها وحوافها البيضاء التي ترمز إلى نقائها حسنًا إنها تشبه أميرته في كل شيء حتى نقائها وهذا الشعر الكستنائي الذي يبهره ويسحبه إلى عالمها، فقام بتحريك يده وجسده مقتربًا من شعرها لمسه ببطء وقام برفع بعضًا من خصلاته وقربها من أنفه ليستنشق رائحته مغمضًا عيناه كأنه مدمنًا يأخذ جرعة من إدمانه لتعيده لوعيه مجددًا ثم فتح عيناه وجد غرة من شعرها على وجنتيها تحجب الرؤيه فأزاحها ببطء فأحس بأنها ستستيقظ فاعتدل في نومته وأغمض عيناه مجددًا.
إستيقظت عنود ونظرت إليه وإقتربت منه تتفحصه هل عادت تشنجاته؟
هل تسقط منه دموعه؟
هل يشعر بالخوف؟
وجدت أنه هادئ وأنفاسه أيضًا هادئه فوضعت يدها على خده تلمسه لكي تريح قلبها المشتاق فسارت في جسده كهرباء ورعشة ففتح عيناه فصدمت عنود وأرادت الرجوع للخلف فأزاحت يدها سريعًا فأمسكها آريان وجذبها فوقعت على صدره فوضع يده حول خصرها محكمًا يده ناظرًا لعيناها نظرة تذيب نظرة لاتحق إلا لأميرته حاولت النهوض لكن كيف؟
فتحرك آريان مغيرًا الوضع هي أسفله وهو أعلاها وعيناهما متقابلتان، عندما أحس ديروس بالحركه وإستدار وجدهما هكذا إبتسم وخرج تاركًا إيهم.
آريان مبتسمًا وصوته مليء بالدفء: لو رأى القمر عيناكِ لأستقال من مكانه لشدة جمالهما، ولو رأت الورود خديكِ لتركت لكِ مهمتها، أما شفتاكِ فلا يحق لأحد غيري رؤيتهما أو وصفهما بالنسبة لي هما ككرز أحمر يمكنهما مدواة قلبي.
فأقترب منها وقبلهما قبلة خفيفة وسريعة فزينة خدي عنود خجلًا فتركها آريان مبتسمًا فخرجت مسرعة لا تعلم إلى أين الأهم أن تختفي.
عنود بإبتسامه وهي واضعة يدها على شفتيها: أيعقل؟
هل قبلني؟
هل هذا الكلام لي؟
وجدت قلبها ينبض بسرعة وبقوة وصدرها يعلو ويهبط فوضعت يدها على قلبها تحاول تهدئته ولكن دون أية جدوى لقد خارت قواه ونزعت أسواره أمام عيناي آريان.
دخل ديروس وجد آريان جالسًا مبتسمًا وهذه أول مرة يرى فيها إبتسامته.
ديروس: سمو الإمبراطور؟
لايوجد رد من آريان فهو في عالم لا يوجد به سوى أميرته وملاكه.
ديروس:سمو الإمبراطور آريان؟
لا رد.
إقترب منه وضع يده على كتفه وهزه ببطء:آريان.
فرجع آريان إلى عالمنا حاول عدم الإبتسام فلم يستطع فضحك بقوة لو رأى أحدًا ضحكته لرأى أن للنهار لون آخر وهو ضحكة آريان.
فإبتسم ديروس لسعادة صديقه: أهلًا بعودتك سمو الإمبراطور.
فنظر له آريان بعيناه متذكرًا شيء: أجل آصف
أين هو؟!
وكيف حاله؟!
لقد نسيته.
ديروس: إنه بجوارك في سريره.
فتحرك آريان ببطء وجلس بجوار أخيه وجد قطرات هائلة من الدموع تسقط منه وأصبح نفسه يعلو ويهبط بقوة وقبضة يداه تزداد قوة يبدو أن هناك شيء يحدث لا نعلم عنه فمسك آريان يداه بقوة.
آريان:آصف، إصحى أنا هنا ومعاك أيًا كان اللي حصل هنصلحه سوا هنحاول فوق يا آصف.
فعانقه بقوة فبدأت أنفاسه تهدأ وقبضة يداه ترخو وفتح عيناه ورفع يداه وعانق أخاه بقوة باكي بكاء من صوته رعدت السماء وسقطت منها الماء كأنها تبكي على بكاءه، صوته إخترق أذان آرلا فذهبت مسرعة ظنًا منها أنه لازال في سباته فرأته يحتضن أخاه فأقتربت ببطء ووضعت يدها على كتف آريان فأبتعد آريان وإقتربت هي من معذب قلبها وإحتضنته فهدأ آصف حتى سقط في النوم.
من قال أن بكاء الرجل ضعف فآصف أقوى رجال آغارثا سقطت من عيناه الدموع كطفل أخذت منه لعبته.
حين نام ذهبت آرلا بعدما فُطر قلبها من دمع محبوبها وتركت من أصبح ضعيف وهش من حالة أخيه.
آريان بصوت منخفض وهو ناظر لأخيه:اي حصل معاك ياآصف؟
فوق وشاركني دموعك ياصاحبي، والله صوتك دبح قلبي، أصلاً معدتش سامع ليه صوت قوم وقولي أنا عارف إنك مش نايم إنت مش بتنام وانت مضايق.
آصف وعيناه مغمضتان وصوته يكاد أن يكون مخفي آثر بكاءه:أبويا ظلم جلنار ياآريان، أبيدوس رمز العفه والنقاء كان واطي ياآريان، جلنار طلعت ضحيته ياصاحبي، اللي قالك إنها عدوتنا هو اللي خلاها كدا لو مكنش إعتبرها جاريه يرميها عادي وقت مايحب كان زمان أبوك وأمي وأمك و أختك وهو لسه عايشين ياآريان.
وعاد بكاءه مجددًا وآريان لم يفهم ما يحدث مع صديقه وأية أخت فأقترب منه وعانقه مجددًا، ولكن خلف ذلك الباب هناك من يبكي بصوت مكتوم واضعًا يده على قلبه والأخرى على فمه يود لو يذهب ويمسح دمع آصف لكنه مازال ضعيف وخائف فتحرك بقدمه الثقيله إلى غرفته ومخزن أسراره.
عنود ببكاء: أبيدوس لم يجعل من جلنار ضحية ياآصف، جلنار هي من جعلت من آبيدوس سبب حقارتها، أنا من يعلم الحقيقه أنا وحدي وبكت بقوة حتى غفت.
وفي هذا الكهف البارد المليء بالظلام تقدم جلنار تحيتها وولائها لهذا اللعين من جعل من حياتها ظلام في ظلام ومن يداها دماء لأناس ضعفاء خطائهم الوحيد معرفتهم بتلك جلنار وذنبهم الوحيد هو الحب كأنها خلقت لتنهي العشق تنهيه بالموت.
جلنار راكعتًا: أعلن ولائي لك مجددًا سيدي مُدني بالقوة والطاقة والجمال، أعدني لعهدي السابق لأزودك بالدماء.
شيطان جلنار مبتسمًا: لك مني ماتريدين ياجلنار ولي منكِ كثرة الدماء.
جلنار وشيطانها ضاحكين بقوة متناسين أن من يضحك أولًا يبكي في النهايه.
وفي الكهف دخل رجل يعلن عن قدومه يصفق بيديه فتخرج له جلنار وقد عادت إلى ذاتها القديمه ذهل من جمالها فإقتربت منه ووضعت يداها على صدره بدلع.
جلنار: أهلاً بك حبيبي آيدن.
آيدن مغيبًا من لمساتها:لقد عدتِ كعهدك السابق يا عزيزتي.
جلنار مبتعدًا عنه:أليس هكذا أجمل؟
آيدن بلهفه:أنت في جميع حالاتك جميلة ياجلنار.
فإبتسمت جلنار وجذبته من يده لتجلسه على عرشها.
جلنار:كيف حال فتاتاي؟
آيدن:الاثنتان بخير.
جلنار:هذا ما أتمناه.
عودة إلى القصر وبالتحديد إلى غرفة شخص لم ندخلها من قبل.
غرفة مزينة ومع ذلك تبدو كئيبة تملأها الأضواء إلا ركن تجلس به آريانا وحيدة معها أقلامها ودفترها مصاحبين لها في ذلك القصر ترسم بهما محبوبها السري تود لو ينتشلها من هذا القصر ومن تلك المملكة إلى خارجها ليس لها صديق وأخاها ووالدها مشغولين بمطامعهما ولذاتهما التي ليس لها نهاية.
دق الباب فأخفت دفترها ووقفت وخرجت من ذلك الركن المعتم كارهتًا لهذا الضوء تعدل من ملابسها.
آريانا بصوت منخفض:تفضل.
وجدت آرلا تدخل ويبدو على ملامحها الحزن فإقتربت منها ببطء وأخذتها من يدها إلى الشرفة وأجلستها على المقعد.
آريانا:مابكِ ياسمو الأميرة؟
آرلا رفعت عيناها وإبتسمت بسخريه:ألم أخبرك مسبقًا أن تعتبريني أختك وتتوقفي عن مناداتي هكذا.
فأخفضت آريانا رأسها ونطقت بتعلثم:لو سمعني أخي أحدثكِ بدون ألقاب لقاما بضربي وأنا لا أحتمل يداه ولا سوطه.
نظرت آرلا إلى الحديقه الجميله التي تطل عليها شرفة آريانا وقامت بأخد نفسًا عميق وإخراجه وخانتها دمعة فسقطت فقامت بمسحها.
آرلا: أتدري يا آريانا أنكِ الوحيده في ذلك القصر من أستطع الحديث معاها، لأني أعلم أني سأخرج من هنا سأجدك متناسية لذلك الحديث.
ثم نظرت إليها وأكملت حديثها: يبدو أني واقعت في الحب.
فنظرت لها آريانا بصدمة.
آرلا :أعلم أنني أميرة وأنني لايجب أن أقع في حب شخصًا ما وأن السماء التي تختار زوجي ولكن قلبي لم يكن تحت سيطرتي يا آريانا وبكت بحرقة.
قامت آريانا من مجلسها وإحتضانتها ثم إبتسمت وقالت: لست وحدك من وقعت ياآرلا.
فرفعت آرلا وجهها وكأنها تود تأكيد من آريانا على ماسمعت فتركتها آريانا وواقفت أمام سور شرفتها.
آريانا:رأيته في صغري حين أتى بي أبي إلى هنا في أول ليلة وقعت في حبه من مظهره كان عمره يبدو في الثامنة عشر وأنا فتاة في الخامسة عشر من عمري لم ينظر لي ولكن نظرت له وتمنيت لو يرأني، بعدها كنت أتشاجر مع أخي وكان سيضربني فأمسك يداه ورفض هذا ووضعني خلفه فزاد عشقي له رأيت أنه حارسي هو من يمكنني الاعتماد عليه سيخرجني من ظلامي لكنه أيضًا في هذا اليوم لم يرأني، رأيته بعدها كنت أحاول قطف ورده لكنها كانت مليئة بالشوك فجرحتني فخطف يدي وبدأ بالنفخ في جرحي أتت الدماء فأقترب بشفتيه وقام بمص ذلك الدماء سارت في جسدي يومها كهرباء وزادت حمرة خدي لكنه أيضًا في ذلك اليوم لم يرني، فعاشقته وحدي وأصبحت أسيرة لديه بدون موافقة منه.
فنست آرلا حزنها أمام حزن أختها فقامت بإحتضانها ونظرا للسماء معًا.
حين يزداد حزننا ولا نرى من يشدد على يدنا من يمكنه مسح دمعنا أو يجد دواء له فتضيق بنا الأرض فنجد أن تلك السماء الشاسعه هي حلنا وهي أنيسة تلك الوحده ونجومها يمكنها مسح دمعنا.
نامت عنود بدمعها مخبأة أسرارها، وآصف يبكي ولديه أسرار ستنفجر لآريان،وجلنار وآيدن غارقين في ملذاتهما، وآرلا وآريانا يفكران بعشقهما الذي سيتحول لنار تحرقهما لو علم باقي القصر.#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا