الفصل الرابعة عشر*حرب قادمة*

1 1 0
                                    


دنيا تأخذ بيديك إلى هلاكك وتتركك وحيد فيغطيك التراب وتبكي عليك الأعين أنت وحيد وهم واحدون تمر لياليهم في حزنٍ وإن أتاهم فرحٍ يصيروا له كارهين ولك متذكرين تعرف من فقدوا أحبتهم من أعينهم الذابله وجوهم الشاحبة وثغرهم الذي لا يزوره إبتسامة وهنا مكان فقد به الكثير أحبتهم تشتعل نار الإنتقام داخل اعينهم والحقد في قلوبهم على من جعلهم خاسرين.
لم تمر ليلتهم بسلام آريانا داخل أحضان ديروس تبكي دمعها يتساقط، صوتها غير ظاهر، تفكر في ماضيها مع أخيها
وكيف في البداية كان بها رحيم، وعلى قلبها كطبيب يداويها؟ تتذكر وتزداد دمعاتها، وآرلا تجلس على سور شرفتها تنظر لقمر سمائها تتذكر من كان لها كحامي، يرد الأذى عنها، يمنع حديث أهل المملكة عن عدم وجود طاقة لديها، على من كان على الطيور رحيم، وللكبير معاون، وأمام الصغير لا يتباهى كان محبوبٍ إلى أن تغير حاله في عامه العشرون، صار غاضب، لسانه حاد، ويداه تسبق حديثه، صار وحيد، ورؤيته قليلة، ينهر الكبير، ويستضعف الصغير، ويغضب إن رأي طيرًا يغرد سعيد؛ لكن الآن علمت لما كان يكره تغريد الطير، كان وحيد، تعيس، مليء بالأسرار، كان على حرية طير السماء حاقد، ومن الصغير الذي يلهو غائر، عاش حياته يفعل عكس مايمليه عليه قلبه، خائف من أن يؤذى أحبته، تحمل رؤية والده قتيل، ولم يخبر أحد، أصبحت كالباقية بداخلها نيران الإنتقام مشتعله؛ ولكن كيف وهي لاتملك طاقة تساعدها، فنزلت عن السور، ونظرت للسماء، وركعت ثم صرخت قائلة:أتممت عامي العشرون، وتزوجت ممن أريد، وخسرت من كان على قلبي عزيز،
ماذا تريدين بعد؟
فعلت كل ما تحتاجين، زوديني بطاقتي، إظهريها حتى أنهي على من يسفك الدماء، يقتل بدون حياء، ويضحك على صرخاتنا بإستهزاء،
أليس من المفترض أنني حامية المملكة؟
فأين طاقة الحامية تلك؟
بداخل قلبي بركان به حممٍ تغلو يريد أن يثور؛ لكن
كيف وهو لازال خائف؟
إسمحي لحمم قلبي بالظهور، ولجمرات عيناي بالهبوط، أيتها السماء أنا أناديكِ، إستمعي لصرخاتي، ولقلبي النازف، ساعديني، يكفيني خوف، وضعف.
وبدأت تبكي وأصواتها تعلو فبرقت السماء، وبدأت تتجمع الغيوم، والقمر إختبأ، وأتت الرياح وبدأت الطيور بإصدار أصواتها خوفًا من هذا الإنقلاب، وإقتربت الغربان من شرفة آرلا ينظرون، فبدأت السماء تبرق بقوة، فمسحت آرلا جمراتها، وتحركت خارجة من غرفتها، غائبة عما يحدث حولها، كل ما تسمعه هو هذا النداء
"آرلا أنا أناديكِ تعالي إلي، وسأعطيكِ ماتريدين حان وقت إكتمالك كحامية، وأتت لحظة إنفجار طاقتك؛ لكن تذكري أنها مميتة فلا تؤذي الضعفاء"
رأها آصف؛ لقد أتى من إجتماعه ببولاريس، و إلياس قام بالنداء عليها لم تعيره إهتمام، فقط تسير وفي منتصف الحديقة واقفة كان سيمسكها فأتى أكتافيوس سعيد قائلًا :لا تذهب يا آصف إن طاقتها ستنفجر، لقد حان نداء السماء لها.
فنظر لها مراقبًا لما يحدث من بعيد، فأتت صاعقة من البرق أمامها، فلمعت عيناها، وبدأ البرق يأتي صاعقة تلو الأخرى، إلى أن أتت، وحولها ظهرت دائرة، وأتت صاعقة من البرق، وإلى قلبها مخترقة، تألم من أجلها آصف، وأراد أن يذهب لها، فأمسك به ديروس مانعًا، وبدأ جسدها يطفو لأعلى كأن الجاذبية ليس لها مكان، وأضاءت عيناها كشمس أتت في غير موعدها، قوة شعاعها أعمت الجميع لثواني، وجسدها مشع بلونًا أسود وما إن وضعت قدمها على الأرض ماتت الورود التي تملأ المكان، وفجأة إختفا البرق، وصفت السماء، وظهر القمر وسقطت آرلا فاقدة للوعي معلنةً عن إمتلاكها طاقة مميته، فركض لها آصف، وحملها، وصار بها وسط الحشد المهيب، خائف على من ملكت قلبه، على ملهمته أن تؤذيها تلك الطاقة المميتة يومًا ما، دخل آصف بآرلا غرفتهما ووضعها على الفراش، وغلق الباب، وجلس جوار من إمتلكت قلبه، بدأت آرلا تتعرق فبدأ بمسح جبهتها وحدثها قائلًا:إن كانت تلك الطاقة ستؤذيكِ، لا نريدها ياآرلا، لا أستطيع العيش بدونك، يمكنني أن أحتمل أذيتك لي، ولا أحتمل أذيتكِ لذاتك، إستعيدي وعيك وأخبريني أنكِ بخير، ضعي يديكِ الصغيرة على وجهي، ودلليني كعادتك.
عند عنود وآريان كان يحاول التخفيف عنها، فكرة أنها من ستنهي على اللعنه بذاتها، تخيفها،
كيف ستقتل أمها؟
أيًا ما كانت تفعله فهي لازالت أمها، ولازالت تحبها.
آريان وهو ممسك بيدها:سنكون سويًا ياعنودي، لا تقلقي، لن يحدث شيء.
عنود وهي ناظرة له:أنا من ستقتل أمها ياآريان،
أسمعت مسبقًا عن فتاة قتلت أمها؟
حضنها آريان محاولًا أن يهدء من روعها:كيف لفتاتي أن تقتل؟
فتاتي طيبة القلب، الجميع يعرفها لديها إبتسامة رائعه،
أيمكنك عدم إخفائها عني؟
فإبتسمت عنود؛ ولكن ظهرت أصوات هلع عالية، خرج الجميع من غرفهم لينظروا،
ماذا يحدث؟
لكن آرلا ظلت وحيدة في تلك الغرفة، أتى آيدن، أو كما قال آدريان راموس.
راموس بعبث لمس خد آرلا قائلًا :كيف لهذا الجمال أن يصير لإبن أبيدوس؟
وفي الخارج وجدوا الجميع متجمعًا حول مكانًا ما، وهناك صراخ لإمرأة تبكي قائلة:ياقرة عين والدتكم،
كيف تتركوني بعد أن وجدتكم؟
ياسمائي العالية هؤلاء أطفالي،
فيما أذنبوا حتى يقتلوا بتلك الطريقة؟
كيف لدمائهم أن تملأ المكان؟
آغارثا يموت شعبها خوفًا من تلك جلنار، لعنة ذلك الشيطان أين أبيدوس وأمينوس ليحميانا، أين أدونيس، أين الحامية؟
فأقترب آصف ونظر نظرة فاحصة على الأطفال، أربعة أطفال في أعوام مختلفة مفصول رأسهم عن جسدهم،
كيف لهم أن يموتوا بتلك الطريقة البشعه؟
فأقترب ديروس وأخفا جسد تلك الأطفال، و فض ذلك التجمع قائلًا :إذهبوا إلى بيوتكم، وضعوا أعينكم على أطفالكم، وفل يتجهز الرجال إن الحرب قادمة.
آريانا وعنود أخفيا وجههما في حضن آريان من بشاعة المنظر؛ لكن أضاءت في صدر عنود نار الإنتقام، أن تنهي على اللعنة، وإن كانت والدتها؛ لأجل هؤلاء الأطفال، وليحيا الشعب في سلام تلك مهمتها.
فتحت آرلا عينها لكن ليست تلك عيناها التي تلمع حب، وجمال بل أعين تلمع جائعة لتشبع روحها من إمتصاص طاقة هؤلاء الأشرار، وجدت يد راموس على وجهها، فنظرت له نظرة غاضبة، ونهضت من على فراشها، وبدأت عيناها تشع بذلك الضوء، كأن غرفتها هي مصدر شروق الشمس، ذهل جميع من في الخارج ووجهوا نظرهم لتلك الغرفة المشعه، وركض آصف لعله ينقذ حبيبته، ليرى مايحدث معها، مسكت آرلا يد ذلك من إدعى أنه عمها، من تسبب في قتل إبن عمها، وظلم آريانا، وقامت بوضع يدها حول عنقه، وقامت برفعه لأعلى كأنها بقوة رجلان، وبدأت أظافرها تخترق جلد ذلك الراموس، ثم إشتعلت يداها، وبدأ وجهه يبدأ في الشحوب، بدأت هي بإمتصاص طاقته إلا أن تحول جسده لتراب، فقامت بالصراخ كأنها تعلن بداية إنتقامها، فهدأت طاقتها، وبدأ جسدها يرتخي، فلحق بها آصف وهي تكاد أن تسقط فنظرت له قائلة بسعادة:لقد إنتقمت لأخي ياآصف.
وسقطت غائبة عن الوعي فقلق آصف، فأتى أكتافيوس من خلفه، ووضع يده على كتفه قائلًا :لاتقلق ستكون بخير، جسدها فقط مازال لايعتاد على تلك الطاقة، صباحًا ستكون بخير.
ديروس بالخارج إستدعى الحراس، وقاموا بدفن الأطفال وبدأ في التحقيق ومعه عنود وآريان وصغيرته، فبدأت عنود تأتي لها ذكريات المكان وجدت أن جلنار كانت تمشي بتمايل هنا تلمس تلك الأشجار، وإقتربت من مكان الصغار كانوا يلعبون بهناء فإبتسمت لهم بصفاء وأخبرتهم بهدوء:
أ تدرون؟
كنت في مثل سنكم ألعب أنا وأختي هنا، لكنها قتلت على يدي.
وبدأت في البكاء فأقترب منها أحدهم وقام بحضنها قائلًا:كان لنا أخت، وماتت صغيرة، ولدت بعينان حمروتان فقضوا عليها تلك اللعنة قضت عليها صغيرة.
جلنار:أبي أيضًا كان يريد قتلي صغيرة، لكن أمي رفضت فخلقت لعنتي هي الآن مختفية إذهب أنت والصغار قبل أن تأتي أخشى أن تؤذيكم.
الصغير:ستكونين بخير؟
جلنار بإبتسامة:أجل إذهب.
لكن قبل أن يختفى الأطفال أتى زيوس، وقام بالنداء على جلنار فنظرت له، وأعينها خائفة لكن تبدلت تلك النظرة بأخرى شيطانية لامعة، وقامت بفرد يدها، وجذبت الصغير لها وحاولت خنقه؛ لكن اليد الأخرى أمسكت يدها رافضة.
جلنار:أرجوكِ لا تفعلي، لم يؤذيكِ بشيء.
اللعنه:وأتظنني أقتل من يؤذيني؟
أنا أقتل لإشباع رغبتي ياجلنار.
جلنار:أية رغبة؟
تقتلي الضعفاء، وتقولين رغبة؟
إبنتي ستأتي وستقضي عليكِ ياجلنار حتى وإن قَتلتني أنا راضية.
اللعنة:لنرى من سيقضي على من، ثم قامت بفصل الصغير عن جسده.
حرك زيوس يداه وقام بفصل رؤس الثلاثة الأخرين قائلًا:ستبدأ حربنا ياجلناري الغالية.
اللعنة بإبتسامة وأعين لامعة:أنتظرها متشوقة غدًا ستبدأ النهاية لهؤلاء السبعة سويًا.
عادت عنود للواقع باكية:لقد رأيت أمي معذبة، إنها داخل جسدها سجينة.
فهدأت أريانا من روعها وحضنتها قائلة:لا تبكي يا عنود سننهي هذا وستعود خالتي.
عنود بغضب:كيف ستعود وهي الموت عليها مكتوب؟
آريانا ببكاء وفقدان أمل:لا أعلم.
فأتى آريان سريعًا قائلًا: قتل أطفال أخرين.
فصدمت عنود وآريانا ثم نهضت وصرخت قائلة:
جلنار أتسمعيني؟
فلتظهري لي لنرى،
من سينهي على من؟
فبدأت تظهر أصوات ضاحكة فداروا حول المكان باحثين فأتى صوتًا قائلًا:عنودي كان يجب علي قتلك منذ أن أتيتِ لتلك الدنيا فتاة بزمرد وبجمال كجمالي؛ لكن منعتني أمك مترجية ألا أفعل هذا بكِ، أتى اليوم،
وتقومين بالصراخ علي غير خائفة؟
سأنهي عليك وذلك أعز الطلب.
وضحكت بإشمئزاز فردت عليها عنود قائلة:أمي تنتظرني كي أنهي عليكِ،
وتظنين أني سأسمح لكِ بقتلي؟
ألا تعلمين من أنا ومن أخي ومن زوجي ياجلنار؟
إنهما إبنا أبيدوس وأمينوس من قتلتيهم خائفة سينهيان عليكِ حتى في عدم وجودي.
جلنار بإستهزاء:وأتظنينني خائفة؟
أنت وهم سأجعلكم رماد ياعزيزتي.
آريانا:بوجودي ياجلنار لن يحدث هذا.
جلنارضاحكة:ألديك صوت وتتحدثين ياثعلبتي الماكرة؟
آريانا بضحك:تلك الماكرة ستنهي عليكِ ياعزيزتي.
جلنار:سنرى غدًا إن جيشي يجهز وسأتي لكم غدًا.
آرلا من الخلف بإبتسامة واضحة:ننتظرك ياجلنار.
فنظرت عنود وآريانا لها وجدوها بخير قوية ولكن هناك رائحة للموت تنبعث منها وكيف لا وهي صارت تملكها.
عنود وآريانا:أ أنتِ بخير ياسمو الأميرة؟
آرلا بإبتسامة رائعة:أجل أنا بخير ولا أحب أن تندهاني هكذا.
عنود وآريانا بإبتسامة:لقد نسينا.
فضحك الجميع،
ولكن هل ذلك الضحك سيستمر أم سينتهي غدًا؟
#آغارثا
#حنين_جمعه_ضياءالقمر

آغارثا الجزء الأول "آريافارثا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن