فلاش باك *أذيتموني في خلوتي فأتيتكم بالمزيد*

0 0 0
                                    


خلقت مليء بالمطامع، والحقد، والكره خلقت من نار لا طين، أو ماء لكنني كنت مكتفي بنفسي، شري لذاتي، لا أظهر لبشري يومًا، إلا أن حاول بعض البشريين إستدعائي، لن أكذب وأخبركم أني كارهًا لهذا بل أحببته لكثرة الدماء، مطامع البشريه أسوء مني، ومن صفاتي، حقدهم تمكن منهم أرادوا أن يتبعوني فقط لأجل الثروة، والطاقه لم أذي أحد، لكنهم أذوني في خلوتي، وقتلوا لي حبيبتي، وطفلي الذي لم يخلق بعد.
منذ قرنًا مضى تمكن الحقد والطمع في قلوب قبيلة أراضيه، بشريه أرادوا الإستلاء على من هو ملك لغيرهم، بدأ ينحرف بعضًا منهم، وأراد الفاسد منهم جذب الصالح للإنحراف مثلهم، قَبل البعض، والبعض رفض، كان من يرفض يقتل، كان حاكمهم فاسد، طاغي، يحب السلطه، لم تنعم عليه السماء بقوة كالباقي، فأصبح حاقد طامع، قتل الضغار، ونهب الكبار، ذل النساء، وأغوى الشباب، فأراد إستدعاء من يمكنه تزويده بما يريد مقابل الدماء.
حاكم قبيلة آل مو:أريد الطاقة، والسلطة، والجاه أريد من الجواري العشرات، ومن الخدم المئات، أريد لإسمي أن يحيا لسنوات.
دوريس الخادم :أ أدلك على طريقة مؤكدًا ستساعدك؟
حاكم القبيلة:فلتخبرني بسرعة ما لديك.
نهض دوريس، و بجوار الحاكم واقفًا، موسوسًا ببداية الدمار قائلًا:يقولون أن هناك شخص يساعدك على الحصول على اي شيء تريده من قوة لكن شرطه كثرة الدماء.
حاكم القبيلة:ومن هو هذا الشخص في قوته لم أجد إنسي؟
ديروس بمكرٍا:إنه ليس إنسي ياسيدي، لقد خلق من نار بوابة عالمه لم يرأها بشري مسبقًا، إنه سيد العالم الثاني، وحاكمه إنه الشيطان.
حاكم القبيلة بتركيز:وكيف يمكننا رؤية من لم يرأه إنسيًا ولا جان؟
ديروس بإبتسامة ماكرة:بإستدعائه قائلًا، ياقائد لجيشًا خلق من نار، أستدعيكَ لأوفي مطامعي، وكره للبشريه واضحًا، أريد إمتلاك ما لم يمتلكه بشريًا عدوًا أو صديقًا كان، ومن الدماء لك أبار.
حاكم القبيلة متفهمًا قام بترديد تلك الكلمات فظهرت أنا في هيئة إنسان، وأخبرته موضحًا، لإستدعائي كاملًا يجب عمل مراسم الإستدعاء كاملة بدون كلام.
حاكم القبيلة مذهولًا:وماهي مراسم الإستدعاء؟
فجلست على كرسيه وأظهرت أمامه صورة موضحه، أن تقوم بصنع دائرة من نار، وتضحي بالكثير، والكثير من الأطفال، وأن تملاء تلك الدماء الدائرة بإحتفال، وداخل تلك الدائرة تقوم بخلق نجمة من دماء الفتيات، وأن يصلي، ويردد لحضوري المئات من الشباب، عند إكتمال كل هذا الكلام تأتي فتاة، وترقص في الدماء، وعلى أنغامها أحضر كإنسان، و بكامل طاقتي أعطيك ما تريد، وأحكم تلك القبيلة على الأنغام، وأملئها بالظلام؛ لكن تذكر أني سيتغير مظهري كل مئة عام.
فبدأ الحاكم بمراسم الإستدعاء، وجذب الشباب في دهاء، وأمر بإستدعاء جميع النساء، وبعد وضعهم يقتل أطفالهم في هذا المكان، حتى أنه أنهى على جيلًا كاملًا من الأولاد، والبنات، وزود الشيطان بالدماء، إكتملت دائرتي، ونجمتي مليئة بدماء الضعفاء، فوصل طغيانه إلى الحكام فأتوا بجيشًا قويًا، وأمر بقتل الحاكم الفاسد، وإنهاء الممالك من جشعه، فتوقفت المراسم عند رقص الفتاة، مرت أعوام وأعوام إلا أن ظهرت فتاة مليئة بالظلام، جمالها قاتل، وعيناها الحمرتان يجذبان أي إنسان، أو شيطانًا كان؛ لكن عائلتها كانت فقيرة حد السماء، فأردات هي أن تحيا في الطرف وتكون الرفاهية على رأسها تاج، وكانت حادثة الحاكم الفاسد مازالت على اللسان، فبحثت عن مكان المراسم، بحث ظمئان على ماء، إلى أن وجدت الدائرة، والنجمه مازالت مليئة بالدماء، فقامت بالرقص وإكتمل إستدعائي، وخرجت من باطن الأرض، وعالمي كإنسان.
الشيطان في بهجة قال:أكلفكم خروجي خمسة وأربعون عام؟
الفتاة في ذهول:حقًا إكتمل الإستدعاء.
فنظرت لها ولمحت فتاة طاغية في الجمال، شعرها أحمر قاتم، وعيناها حمروتان، وشفتاها كجمرة من نار، فجذبت إليها، وعشقتها حتى فاض كوبي عشقًا من هذا الدلال.
الفتاة في تساؤل:بماذا يمكنني منادتك؟
الشيطان في هيام:لايوجد لي إسمًا الآن،
أيمكنك تسميتي يامحبوبتي؟
فضحكت في إستحياء وقالت:إسمي أماليا.
فضحكت وأخبرتها:المعنى ذاته أليس كذلك؟
أماليا:أجل المعنى ذاته،بما إنك شيطان، والمفترض أنك ماكر سأسميك زيوس،
أعجبك؟
زيوس ضاحكًا:ألم تسميني أنتِ به؟
لما لا يعجبني إذًا؟
فضحكت أماليا، وكانت ضحكتها كتفتح أوراد الربيع كانت مزهره ومليئة بالحيويه، لم تظهرني لقبيلتها، ولم ترد الشر لهم، فقط أرادت أن تحيا سعيدة وتكون أسرة نقيه، فقدمت لها ماتريد، ملئت حياتها سعادة، وصرت أرى ورود ضحكاتها كثيرًا، فأردتُ أن أعترف لها، وتمنيت لو أحببتني دون إستخدام سحري، أو لعنها لتصير ملكًا لي.
تضحك أماليا على أشياء أخبرها بها، وأنا أضع رأسي على قدمها، وهي تضع يدها على شعري، فنهضت من على قدمها وصرت مقابلًا لعينياها، وأخبرتها بصوتي الدافئ، وأنا هائم في لمعة عيناها الحمراء التي طالما أحببتها:أنا أحبك ياأماليا.
صمتت أماليا، وعم الهدوء المكان، وجحظت عيناها ظننت أنها بي غير قابله، فبدأت تلين ملامحي، وشعرت أن غضبي سيتملك مني، فنهضت واقفًا، وأدرت وجهي عن عيناها قائلًا:إذهبي يا أماليا ولا تعودي لي مجددًا.
وبدأت الرحيل فوجدتها مني مقتربه، معانقتًا لي من ظهري، ويداها على قلبي ووجها على كتفي نائمًا، فأغمضت عيني لا أنكر أني فرحت ورقصت بداخلي فوجدتها لي قائلة: أحببتك منذ أن رأيتك أول مرة ذهلت من زمرد عيناك ومظهرك وسامتك وقوتك،
فكيف لي أن أذهب وأكون لك كارهه أو غير عائدة؟
فمسكت يداها وأدارت وجهي لها، ثم نزلت بعينياي إلى عينياها، وحملتها من خصرها إلا أن صارت بمستوي وجهي، فهي كشجرة مسك تفيض بعطرها الخلاب، ولا تتعدى المئة وخامسون، فوضعت يدها حول رقبتي كانت كثلج أذاب ناري الدافئة، أذابت شري، وحقدي، وكرهي لبني نسلها فغيرت إتجاه عيني، وإلى شفتاها صرت ناظرًا، نيران شفتاها كان تناديني لأزود نيرانها، فإقتربت منها في تمهلٍ، وزودتها، فأصدرت تنهيدة رائعة، فلم أستطع إبعاد ذاتي، أو أن أتمالك حبي لها، فأكملت رحلتي في بحور عشقها، ومرت الأيام إلى أن أتت لي قائلة...
أماليا في سعادة طاغية:أحمل بداخلي نطفة منك تنمو، وبي مراعية.
فقولت لها غير مستوعبًا من فرحتي الزائدة:ماذا تعنين بقولك هذا؟
فإبتسمت وأعادت التوضيح قائلة:سيصير لي منك إبنة رائعه.
وأخذت يدي، وعلى رحمها وضعتها قائلة:حبنا يكبر بداخلي، وستكتمل عائلتنا الهادئه.
ففرحت، وعنقتها، وصارت قدمها تعلو عن الأرض، وأدرت بها قائلًا:لم أكن أحلم في يومًا أنه سيكون لي حبيبة في جمالها طاغيه، أو أني لبني نسلك مصافحًا، فحصلت على حبيبتًا تزداد عما توقعت مائة، وكانت من بني البشر فصرت لهم مصافحًا، مبتعدًا لا أراهم إلا كعائله، والأكثر من ذلك صار لي برحمك فتاة في جمالها ستصير طاغيه، سأسميها جلنار الغالية ستحيا على الدنيا، وسيكون بوابة عالمنا لها راكعة.
فمرت أربعة أشهر، وخلالها صارت فوضى في مملكتي واضحة، فأخبرتها أن سأغيب عن عالمها لمدة عامًا واحدًا؛ لكن لم يكتمل شهران، وعلمت أنها في ضيقٍ واقعة، وكنت مقيدًا من سيدي لم أستطع التحرر، وكانت مصيبتي أني أحببت من بني نسلها واحدة، فرأيتها أمامي باكية شاكية، وذرفت الدموع على بكائها مئة.
أماليا بحسرة قائلة:أردت السعادة منك، فملئتني بها، ففاض كأسي، وعادت تعاستي الضعف بل زائدة، كبر بطني، وعلمت قبيلتي فعلتي، لم أخبرهم من أنت، أو كيف أتيت، أخبرتهم أنه بشري كنت لوجهه غير رائية، فعد إلي، وحررني من قيودي، وخذني إليك، وأمسح دموع محبوبتك الغالية.
ومر على أماليا سواد الليل إلى أن أتي لها أدونيس وزوجته آساندرا وقامت بفحصها قائلة بصدمة:ما تحمل به ليس إنسيًا كاملًا.
فرد زوجها أدونيس بغضب:ماذا تقصدين؟
آساندرا :إنه يملك صفات شيطانًا، وهناك نيران في قلبه أشعر بها.
فإشتعلت نيران عائلتها وقالوا في غضب:لا نملك سوى لقمة عيشنا، ونحن بأماليا ليس لما صلة.
وأمها صارت تبكي، وتصرخ قائلة:حين تلد إقتلوا طفلها أم فتاتي فهي على قلبي غالية.
فصرخت أماليا بحسرة، وكسرة خاطر قائلة:أنا بعائلتي لا أملك صلة؛ لكني ومن خلق السماء أحببتهم، وحبيبي لم يأذي نسلنا قط مسبقًا، وفتاتي التي لم تلد سأربيها على حب، وستكون للخير فاعلة، وأني ورب السماء أحببتك ياأمي كحبي لذاتي، ولطفلتي مئة.
فبكا الجميع، وقال أدونيس في غضب:والسماء لتقتل أماليا بطفلها.
فصرخت أماليا، ويداها على بطنها تحمي طفلها:إنفوني إلى الشمال بمفردي، ولن أعود أو تروا طيفي مجددًا إتركوني بفتاتي،
لقد أحببت،
وهل حبي ذنب؟
لقد أردت السعادة فحصلت عليها بجوار محبوبي،
فهل سعادتي ذنب؟
لقد عاش معي عامًا كاملًا،
فهل نقص لكم فردًا، أو زادت لديكم المشاكل والجرائم؟
آغارثا أمانها كما هو وهدوء آل مو كما هو،
فلما تريدون أن تبنوا عداء وتظلموني في طفلتي ومحبوبي وذاتي؟
سكت الجميع وطأطأ رأسه في خجلٍ من حديثها إلا أدونيس المصمم على قراره ذاته فمسك يد أماليا، وسار بها حتى وصل إلى بئر الدماء، وأعلن أمره بقتل أماليا بطفلها فسكتت أماليا، وصارت تبكي بحرقة على مايحدث لها في غياب حبيبها فصرخت قائلة:إملاء الأرض بدمائهم ودماء نسلهم أجمعين، ستخلق جلنار من جديد، أكيد لن تموت طفلتي الصغيرة أكيد، زيوس أنا أناديك تعالى لنجدتي، وإنتشلني من بني قبيلتي، وإن لم تستطع إظهار برائتي، وفات الوقت، وحانت ساعة موتي آمرك بقتلهم، وأن تأتي بدمائهم إلى بئر دمائك، أريد أن يمتلئ حتى يفيض، ليست هذه شخصيتي لكنكم تريدون المزيد، أقسم لكم سيأتني زيوس برأسكم أجمعين.
فقتلت بطعنة سيف من أدونيس، ومع طعنتها ثار زيوس، وإشتعلت نيران الإنتقام بداخله على نسل آغارثا، وآل مو أجمعين ففك وثاقه،  وقتل سيده، وإحتل عرش مملكة الجان، وصار الحاكم بها، وخرج، وصار يركض إلى محبوبته، وفتاته فرائهم في الدماء غارقين، فحمل حبيبته وصار بها وسط الجمع، ويبكي بدمعه ما يفيض، ووضعها أمامهم، وقال في حسرة، وصوت الخسارة واضحًا:أحببت بنتكم، أو من ظننتها من نسلكم فستحافظون لي عليها، فقتلتوها مرتان، مرة بتخليكم عنها، ومرة بطعنة مميته لم تؤلمها الطعنة كما ألمها خذلانكم، قتلتموها هي، وطفلة لم تولد بعد،
ماذنب طفلتي يامن تملكون الرحمة التي لم أعرف عنها حتى القليل؟
لم أملك مشاعرًا، ولكني لها كنت بحبيب.
وتبدلت ملامحه إلى شيطان رجيم نيرانه تعلو حتى تكاد تصل السماء، وعيناه تشع منهم النيران تحرق من ترأه، فقام بالنفخ في المكان، قام بإشعال النيران في الجميع، ومن يمسك به يفصل جسده عن رأسه جزئين منفصلين، وترك الأطفال تنظر لتلك الواقعة خائفين،
فقال:إتبعوني تصلوا إلى برِ أمان.
فركعا الجميع، وصاروا له عابدين، وقال بصوتًا مكير:إئتوني بأبناء آغارثا أجمعين.
ذهب الصغار، ولصغار آغارثا جامعين، فقام بإبداتهم أجمعين، وبعث صغيرًا برأس صغير إلى أدونيس، وتكلم من خلاله قائلًا:قبل خمسون عامًا أنهى بني نسلك إستدعائي خائفين تلاشوا شري، وعني صاروا باعدين، أتيت لي بشر كبير، أخذت مني محبوبتي، وطفلي العزيز، ورب سماءك لأقتلك أنت، وعائلتك أجمعين، تعالى إلي بجيشٍ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، سأكون لهم مبيد، وإن أتيتني برجال قومك القوامين، سأصير لهم عاجزًا، وإن رأيت إمرأتك سأجعلها لك قاتلة حتى ضحكي يزيد.
فجن أدونيس، وجهز جيشًا عظيم، وأتى إلي بهم في صفوف كثيرين، فنفخت فيهم من نيراني، فصرت لهم مبيد، وبعث لي رجال قومه القوامين، فصرت لهم عاجزًا مميت، فأتى إلي هو، وزوجته بقوتهم، وحيدين فصرت أحاربهم؛ حتى سحرت إمرأته، وجعلتها ترأه كشيطان مميت، فصعقته ببرقها حتى صار جثتًا قتيل، ثم جعلت من طفلٍ صغير يطعنها بسلاح زوجها حتى وقعت قتيلة، فزاد ضحكي و ملئ كأسي بدمائهم حتى فاض، وأخذت محبوبتي، وجلبتها معي إلى عالمي، ولجسدها صرت حافظًا ثم عدت، وإلى حكام آغارثا منتقمًا، جبار فلعنت بطون سيداتهم، وقتلت صغارهم وكانت لعنتي لهم:ستلد نساءكم شيطانًا كارهًا حاقدًا، يفرق بين الأحباب، ليس لديه مشاعر ضعف، أو ودًا واضحًا، لا يعترف بكونه ولدًا لعائلته، يقتل عائلته بدمٍ باردٍ، رافض للعدل، وللدلال عاشقٍ، يلد بجمال واجهٍ طاغي، تميزه عيناه الحمراء المشتعلة بنيران الفساد،  ولدماء عاشقه مدمنًا، ولدمار  العالم متلذذًا، ولأصوات صراخكم مشتاق، يكتمل شيطانه في قمر سماءه البارقة الصافية، وهذه لعنتي الدائمه.
وإختفيت حتى أخطأ والدان، وأتوا بإبنتهم للحياة، فصرت بعقلها لاعبٍ متحكمٍ، بداخلها نمت جلناري الغالية من جديد بنيران إنتقامها تستعيد قوتها، وتنتقم لموت والدتها من جديد.
لم أكن أؤذيكم فأذيتموني،
فكيف تريدوني أن أجعلكم تحيوا سعداء، وأنا حزينًا مشتاق؟
لكم مني الضعف من الإشتياق أويزيد.
#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا

آغارثا الجزء الأول "آريافارثا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن