قبل ستة وعشرون عامًا متقلبًا فيهم الحال ممزوج بسعادة برائحة الحزن حب يليه عشق وانتهى بالموت بين طفولة مرت دون أب أو أم ضاعت في رياح الدنيا إنتهت بفتى قلق عبوس يكره تلك الحياة حذر لا يعرف لهو لم يعثر على الحب سوى بين أضلاع أخيه وجده التي سرقته منه الحياة وكان عمره فقط أعوام.
في الجبال الثليجيه تأتي أشعة الشمس على وجه فتاة ما تزغزها كأنها توقظها من نومها تفتح عيناها ببطء لتقابل أشعة الشمس فتعطي لعيناها جمال لايليق إلا بهما كبحر يعكس ضوء الشمس تبتسم بفمها لتزيد جمال اللوحة الربانيه بهاء فتجلس وتعتدل في جلستها تفتح ذراعيها كأنها تحتضن شروق الشمس ثم تأخذ من مرفق يديها رباط شعرها فتقوم بجمعه بدون أن يحتاج لتمشيط فنعومته كحرير لامع لايحتاج لتزين وتترك بعض الخصلات محدثة غرة تزيد من روعة وجهها سبحان خالقها.
محمد:عليا إحنا هنا بندور على حطب يمكن نعرف نسخن الأكل اللي معانا دا.
عليا بإبتسامة تبين محاسنها تظهر غمازات خديها: تمام أنا جايه.
فتقوم من جلستها وتذهب إليهم.
في مكان آخر يجلس شاب تبدو على ملامحه الهيبه وملابسه تدل على الوقار ينظر لشعاع الشمس فيغمض عيناه ويأخذ نفسًا طويل ويخرجه ثم يفتح عيناه فتأتي الرياح تداعب وجنتاه فيبتسم بهدوء فتظهر غمازته اليمنى فتأتي أشعة الشمس تسقط على عيناه الزرقوتين فتبين لمعتهما فيرفع يده يعدل شعره الأسود الناعم الذي يصل إلى كتفيه يأتي شخص من خلفه يضع يده على كتفه ممازحًا إياه.
أبيدوس مبتسمًا: لما أنيسي يجلس بمفرده؟
أمينوس بإبتسامه هادئة لاتليق إلا به: تعرف أني أعشق هدوء الشروق وأعشق تلك الرسمه الربانيه وأحب التأمل فيها.
أبيدوس متفهمًا:مارأيك أن نتمرن الآن؟
أمينوس بذهول:الآن؟
أبيدوس ضاحكًا واضعًا يده أسفل رأسه:أجل.
أمينوس مبتسمًا: حسنًا هيا بنا.
فبدأو تمارينهما أحدهما يهاجم والآخر يدافع في ساحة التدريب ذهب ضحك أبيدوس وأتى شجاع بعين جارحة يصد هجمات أمينوس بقوة، ورحل هدوء أمينوس وأصبح كأسد ينقض على فريسته يحاول الفتك بها بتلك العيون الحمراء الغاضبه رامية وراء الأخرى تارة يدافع وتارة يهاجم إلى أن إستغل أبيدوس مداعبة ضوء الشمس لأمينوس وقام بوضع سلاحه على رقبته فنظر له أمينوس ضاحكًا.
أمينوس بضحك:لقد إستغليت ضعفي ووضعت سلاحك على راقبتي ياصديقي.
أبيدوس متداركًا لفعلته مزيلًا لسلاحه بلهفه وألقاه أرضًا: أعتذر ياأخي يذهب عقلي حين أستخدم سلاحي.
يتحرك أمينوس ويحتضن أبيدوس بقوة:إذا حدث في يومًا ما وكان موتي سبب لإنقاذك لبادارت بعنقي لقَاتلي ليس ضعفًا بل محافظتًا عليك.
فرفع أبيدوس يداه معانقًا لأخيه قائلاً: لو إجتمع العالم يومًا ليفرقني عنك لاقَاتلت العالم أجمع وصولًا إليك، لن يفرقني عنك سوى الموت بل سأذهب معك إن حدث.
أبيدوس وأمينوس لم يكونا مجرد أخان يجمعهما الدماء كان يجمعهما قلبًا صادق وهذا أصدق من الدماء كانا لبعضهما كقرين لايفترقان.
في الجبال تحركت عليا وصولًا إلى أبيها فأتت من خلفه وإحتضنته بقوة فضحك ومسك يدها الصغيرة وقبلها قإبتسمت بخجل سائلة على أختها فأشار والدها لمنحدر بجوارهما فعلمت أنها هناك فترحكت ببطء لأختها التي تنظر إلى العالم من فوق كم أنه صغير فقفزت عليها فسقطوا الاثنتين أرضًا فضحكا معًا.
ليلى بإبتسامة هادئه:هتموتيني في يوم مخضوضه خدي بالك ومش هرحمك هخلي عفريتي يطلعلك ويفضل وراكي.
عليا بضحك:هتكون عفريته طيبه زي صاحبتها.
ليلى: صاحبتها بتحبك يا صغنن.
عليا بإبتسامة مليئة بالحب: وأنا بحبها.
فعانقا بعضهما ولكن حدث مالم يكن في الحسبان إنهارت كتلة جليد من أعلى الجبل وبدأت الثلوج بالإنهيار فأبتعدت ليلى عن عليا بسرعة وأصبحت تسابق الجليد لتصل لأبيها وجددته يأتي بحقائبهم الشخصيه تاركين خيمتهم وجميع أشيائهم الأخرى فمسكوا أيدي بعضهم وبدأو بالركض يسابقون الجليد الذي يسقط أعلاهم إلا أن وجدوا منحدر به كهف مظلم فدخلوا وجدوا أنهم يسقطون إلى الأسفل بدأوا بالصراخ إلا إن سقطوا على جليد في مكان آخر ومحاطين بالحراس الموجهين أسلحتهم إليهم فأخذ محمد بناته خلفه ونظر للجنود.
محمد بقلق:إحنا مسَالمين، إحنا منعرفش ايه جبنا هنا، إحنا واقعنا وكان فيه انهيار في الجبل، بس توهنا.
الحارس:لا أفهم منك شيء.
ليلى بيطء: نحن لا نقصد الأذى ولا نعرف ماذا حدث وأتى بنا إلى هنا لقد إنهار الجبل وركضنا فوجدنا أنفسنا هنا.
فنظرت عليا حول المكان وجدت إثنان قادمين ولكن خطفها شخص واحد منهم هيئته وهدوءه عيناه وشعره تلك الماشيه والخطوه.
أبيدوس:ماذا يحدث هنا؟
الحارس: هؤلاء أتوا من الكهف الشمالي.
أمينوس: من أنتم؟
وكيف أتيتم؟
عليا بلهفه:هذا أبي وتلك أختي وأنا عليا إنهار الجبل فركضنا محاولين تخطى ذلك الانهيار وجدنا الكهف فدخلنا لنتفادى الانهيار وجدنا أنفسنا هنا.
أمينوس عند ذكرها لإسمها أصبح تائهًا في إكتشاف معالمها متناسيًا للواقع أصبح متيم بحوريته الصغيره كما أسماها.
أبيدوس متداركًا للموقف :حسنًا أبعدوا تلك الأسلحه.
محمد:شكرًا ياابني.
أبيدوس مبتسمًا:العفو يابابا.
ليلى بصدمه:إنت بتتكلم وبتفهم مصري عادي؟
أبيدوس ضاحكًا:الحوار مش صعب يعني.
أمينوس:إنتم ضيوفنا مُرحب بيكم في آغارثا لحين خروجكم من هنا.
عليا بصدمه:انت كمان؟
أمينوس بإبتسامة ناظرًا لتلك العينان التي جعلته أسيرًا لحوريته:أيوا أنا كمان.
محمد: إحنا كنا بنلحق نفسنا من خطر التلج معرفش جينا هنا إزاي.
أبيدوس بضحك بصوت منخفض:أمر السماء بقا هنعمل ايه؟
محمد متعجبًا:نعم؟
أمينوس:لا ولا حاجه إتفضلوا،عدن.
أتت فتاة يبدو أنها وصيفه.
أمينوس: جهزي الجناح الغربي لضيوفنا.
عدن:سمعًا وطاعة يامولاي.
فذهبوا معها محمد وإبنتاه.
أبيدوس ضاحكًا:يوجد هنا رجل تائه ويبدو أنه سقط في غرام فتاة بحجم يده.
نظر له أمينوس بغضب فنظر له أبيدوس مدعيًا الخوف.
أبيدوس: لم أقل شيء.
فإبتسم أمينوس وذهب تاركًا أبيدوس خلفه فإتت فتاه يبدو عليها الدلال ووقفت بجوار أبيدوس واضعتًا يدها على صدره.
عند أمينوس جلس على غصن عالي يلعب بآلة موسيقيه أحضرها من عالم البشر في رحلة من رحلاته هو وأخيه فأتت فتاة وجلست بجواره بهدوء تستمع لنغماته ناظرة له بهيامًا واضح ودقات قلبها تتسارع فتوقف أمينوس عن عزف الناي ناظرًا لها بهدوء.
أمينوس متسائلاً:لما أنتِ هنا يا جانيت؟
جانيت متداركة للموقف: إستمعت لذلك الصوت فوجدت ذاتي هنا.
أمينوس محركًا رأسه بالفهم: حسنًا، لقد إنتهيت يمكنك الذهاب.
جانيت بحزن عاشقة أصبحت أسيرة لحب تعلم أنه سينتهي بدمارها:ألا يوجد أملًا لي؟
أمينوس بهدوء فهو يعلم عن عشقها له ولكن لايرأها سوى فتاة صغيرة يرعاها بعد نفي قبيلتها التي إنحرفت: أنتِ كأخت لي أرعاها ياجانيت، تعلمين هذا.
جانيت بإبتسامة منكسرة:أعلم.
فذهب أمينوس وذهبت جانيت مر شهرًا على تواجد أسرة محمد في المملكة تقرب بها أمينوس الهادئ من عليا الشقيه وواقعا في الغرام.
أمينوس ناظرًا لتلك العينان التي أغرقانه على الرغم من كونه سباح ماهر:تعرفي إني عينك أول حاجه شدتني يوم ماشوفتك؟
أخفضت عليا عيناها لأسفل مبتسمتًا بخجل مُظهرتًا لتلك الغمازتين تبعد غرتها خلف أذانها تصعد الحمرة لوجنتيها تزيدها جمالاً، فرفع أمينوس رأسها وحملها من خصرها ووضعها أمامه على ذلك الغصن مدققًا في ملامحها الذي أصبح يحفظهم مبتسمًا بهدوء.
أمينوس بهيام:تلك العينان لايحق لهما النظر لأسفل بحرهما يحق لي الغوص وحدي به، فقبلهما بهدوء فسارت في جسد عليا قشعرية، وتلك الوجنتان المحمرتان خجلًا لايحق لهما الاحمرار والخجل إلا لمن أصبح أسير لعيناكِ فقبلهما، فنظر لشفتيها الورديتين أما هاتان الورداتان تذيبان قلبي فإسمحي لي أن أداويه وأتذوق جمالهما وإقترب منها بهدوء ويده موضعتان على ذلك الغصن كي لاتفر منه وقبلهما قبلة جعلت من عليا كثلج أذابته النيران ليست أية نيران إنها نيران عشق أمينوس، فزادت نبضات قلبها وإزدات أنفاسها وأغمضت عيناها رافضتًا النظر لعيناه فهي تود لو تنشق الأرض وتبتلعها الآن، فنظر أمينوس لحالتها فضحك ضحكة رجوليه ففتحت عليا عيناها وتاهت في جمال ضحكة فارسها ها هي تقع لحبه لاتعلم للمرة الكام كل ماتعرفه أنها أصبحت أسيرة فارسٌ لم يأتي على حصانًا أبيض بل خطى على ثلج أبيض.
عليا بهيام وصوت منخفض:أصبحت أسيرة لذلك الفارس، أصبحت أسيرة لعشق أمينوس.
حان موعد ذهابهم فعبث أمينوس كيف سيترك فتاته وحيدة بدونه حوريته لا يستطيع البعد عنها وهي تنظر له راجية متسائلتًا بعيناها
أستتركني أخرج خارج محيطك؟
ألن تخاف موتي خارجه؟
أمينوس واقفًا: أكتافيوس أريد الزواج من عليا.
صدم جميع الحاضرين سيخسر نصف طاقته إن فعل هذا!
أكتافيوس: ولكن جلالتك؟
لم يكمل حديثه فرفع أمينوس يده يمنعه:أريد أن أتلقى عقاب السماء أقبل به.
فوقفت جانيت خائفتًا:كيف ستحتمل ٦٠ صعقة من البرق؟
فنظر لعليا ثم أجاب:أستطيع أن أحتمل برق السماء لأعوام فقط لأجل عليا.
فبكت عليا في حضن والدها وأخذها وذهبوا لعالمهم تاركين أمينوس يستعد لعقابه كي يكون فقط مع محبوبته.
جنت جانيت قائلتًا لأختها: كيف يحتمل لأجل تلك الفتاة ستون صاعقة وأنا لايبتسم لي حتى؟
لم تجد أختها رد سوى أنها تبحث عن طريقه لتجعل أبيدوس يقع لها.
أكمل أكتافيوس المطلوب وأتى أمينوس مليء بأساور الحديد التي تجعل من صعقة واحدة كعشرة صاعقات فبدأ أكتافيوس بربط يداه في تلك العموايد الحديديه وجلس أمينوس على ركبتيه منتظرًا الصواعق الستين فبدأت الصاعقة الأولى التى أقسم من رأوها أنها فصلت أمينوس عن روحه أتت الثانيه وأمينوس ثابت لم يصرخ أتت الصواعق متتالية فقط يتذكر حوريته فيبتسم بدأت الدماء تخرج من جسده ولكنه متماسك ليكمل الستين سريعًا ويذهب لفتاته فهذا الأسبوع زاد من عشقه وأصبح مشتاقًا لعيناها.
في بيت فخم في القاهره تجلس عليا على سريرها في ظلمة غرفتها تتذكر فارسها بدأت السماء تمطر وظهر البرق والرعد فنظرت من شرفتها رأت الصواعق فقبض قلبها بقوه فعلمت أن حبيبها يصعق فذهبت إلى الشرفة وبكت بحرقة تمنت لو تصعق هي بدلًا منه.
وعند أمينوس أصبح وجهه أزرق وشاحب وأخيه يود لو يأخذ تلك الصواعق بدلًا منه لكن كل صاعقة كانت تؤلم أبيدوس أكثر من أمينوس أحدهما محتملًا لأجل حوريته والأخر يبكي على جراح أخيه إنتهت الصواعق الستون وإنتهى معها ألم أمينوس مع نهاية أخر صاعقة كان فاقدًا للوعي مبتسمًا ها قد إنتهى عقابي غدًا أكون أمامك.
وعليا غفت في شرفتها في البرد القارص والدموع على خديها، إستيقظت على ضوء الشمس وجدت من يجلس بجوارها وبوجهه جروحًا ووجه شاحب لمست وجهه وتلك الجروح وإنفجرت باكية فأحتضناها أمينوس بقوة مخبئًا لوجهه في عنقها يأخذ من ذلك العناق طاقته التي هدرت يستعيد روحه التي حرم منها لمدة أسبوعًا كامل.
عليا ببكاء:كان مش مهم أنا.
أمينوس وهو ناظرًا لعينيها:وأترك بحري لمن؟
أترك حوريتي بعيدة عني؟
لقد أصبحت أسيرًا لكِ منذ أن رأيتك ياعليا.
فقامت بعناقه مجددًا فزاد هو من ضمها ويود لو يدخلها أضلاعه فيهدأ قلبه بها.
أمينوس: تتجوزيني ياعليا؟
رفعت عيناها المحمرتان آثر البكاء وإبتسمت وقامت بهز رأسها بالموافقة.
فتزوجا وقضيا تلك الفترة في سعادة لم يتركوا يومًا واحدًا إلا وجعلوا به ذكريات جديده وحملت عليا وأنجبت أمينوس آخر وبعد عام قتلا على يد جانيت وأختها جلنار.
عاشقا بعضهما فإنتهى بهما الحال زوجان حتى في موتهما.شخصية أمينوس وعليا مختلفه وكل واحد فيهم حب إختلاف التاني دا كمان يمكن الإختلاف دا مظهرش بينهم. مين قال إن الإختلاف بينهي أي علاقة وإن التشابه مهم؟!
التشابه بيولد تنافر إنما الاختلاف بيولد تكامل،
زي الشمس وقمرها مختلفين بس فيهم واحد بيكمل التاني♥️
#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا