في الممر كان آريان يتصبب عرق من كثرة غضبه، وعيناه أصبحت حمراء كالدم، ويقبض على يده كلكمة، لو آتى أمامه أحد الآن أقسم أنه سيفتك به، آصف كانت حالته أكثر هدوء من آريان نظر لأخاه وحاول تهدئته ولكن سمعا صوت خلفهما فنظرا وجدا عنود نظر لها آريان وتحرك خطوات كانت كخطوات أسد سينقض على فريسته، إقترب منها وأمسك يدها بقوه ونظر لعينها بعينيه المخيفة آثر الغضب، نظرت له والخوف قد تملك منها فازعة لا تعلم،
ماذا يحدث أو ماذا يريد؟
آريان: لما أنتِ هنا؟
ألم تذهبي منذ قليل؟
من أنتِ، من تكوني؟
نظرت له بصدمة ولا تعلم
ماذا تجيب؟
أهو كشف سرها؟
ماذا تقول؟
لما لا تستطيع الحديث كأنها أصبحت خرساء؟
ذهب آصف وهو يرى مدى خوف عنود ومسك يد آريان بقوه ناظراً إلى عيناه تلك قائلاً: سيبها ياآريان، البنت هتموت من خوفها، ثم نظر إلى عنود، الزمن هيكشف كل شيء.
قبض على يد أخاه بقوه مبعدًا يداه عن عنود، فقوة آصف تزيد عن قوة آريان الضعف، تحركت عنود مسرعة إلى غرفة آرلا مغلقة للباب واقفةً خلفه تأخذ أنفاسها بقوه.
عنود:ماذا لو كُشفتِ ياعنود؟
أقسم أن آريان عيناه فقط كانت تكاد أن تقتلك، لو علم من أنتِ ستكون نهايتك ياعنود.
آصف:تعالى نشرب ونغسل وشنا عشان نهدأ ومنقولش لحد على اللي حصل يا ريو هنحل مشاكلنا براحه بدون مندخل حد.
نظر آريان له وأخرج زفير قوي وكأنه يخرج غضبه: ماشي.
تحركا إلى بحيره في المكان وقاما بغسل وجههما وشربا ثم أمسك آصف بجليد وجعله كورة ثم أصبح يرميها على آريان محاولاً إخراجه من غضبه بدأ آريان يضحك ويلعب مع آصف إلى أن تعبا وإستلقيا على الجليد ناظرين للسماء.
آصف:عارف ياآريان طول عمري كنت بشوف في عيونك نظرة خوف وإنتقام وحنين ولهفه مكنتش ببقا فاهم من اي مكنتش بعرف أفهم خوفك عليا اي سببه أو مغزاه وانا في الأساس أكبر منك شهرين كانت دايماً فيه حاجه ناقصه.
وضع آريان يده أسفل رأسه ونظر للسماء وأغمض عيناه وخانته دمعة سقطت :طول عمري شايف إني الأكبر وانك مسئوليتي واني أبوك واني ضهرك وعينيك عمري مشوفتك أخويا الأكبر مني دايماً بالنسبالي كنت الأصغر مش استهزاء بيك بس بسبب وعودي والمسئوليه اللي كانت عليا ومع ذلك كنت بشوفك أخويا الكبير وقت مقع في مشكله وقت ماكنت لا بتكلم ولا بتعامل مع حد كنت انت انا، وانا انت.
نظر له آصف وقال داخله:طول عمرك شايل همومك لنفسك ي ريو، ثم نظر للسماء مجددًا وغاصا في النوم معًا إلا أن أتت آرلا وعنود ووقفا عند رؤسهم شعرا بحركة خفيفه ففتحا عيناهما فجأة ففزعت آرلا وعنود فسقطا أرضًا فجلس آريان وآصف ثم إنفجر الجميع ضاحكين.
آرلا:وجدتكما متأخرين فخرجت أبحث عنكما الا أن وجدتكما هنا.
آصف وهو ينظر لها بعشق واضح: مهو مسير الطير يلاقي عشه.
آرلا:نعم!
آريان نكز آصف ثم نظر لآرلا:نأسف ولكن حدث شيء ما فأنسانا.
آرلا:حسنًا هيا بنا.
كانت آرلا تدير وجهها فتعركلت في الثلج كادت أن تقع فأمسكها آصف وهو ينظر لعينها ويده ملتفة حول خصرها كما لو كان ممسكها بتملك فسرحت في عيناي آصف البنفسيجيه وهو إنتقل بعينه إلى شفتاها ينظر لهما ويتفحصهما إلى أن وجد لكمة أوقعته أرضًا وشخص يمسك بيد آرلا ويجذبها له.
آصف: اي يا عم مابراحة.
آدريان:أخبرتك لاتنظر لما ليس لك.
آصف:ليس لي كيف؟!
هل أخذت منك تاجك، ملابسك، جواهرك؟!
آدريان:بل تنوي أن تأخذ مني قلبي.
لكمه آريان لكمة جعلت الدماء تتساقط من شفتيه وقال بصوته الجهور:لا تمد يدك مجددًا على أخي وإلا أقسم أني سأخذ منك كل ما تملك.
آرلا:أفلت يدي آدريان إتركني.
تركها آدريان قائلًا:أيعرف والدك أن والية عهده كان في حضن رجلًا آخر؟
رفعت آرلا يدها وأعطته صفعة قويه ثم نظرت لعيناه بغضب قائلة:ولية العهد يمكنها سجنك آدريان، لاتتخطى الحدود معي هذا يكفيني.
ثم تركت الجميع وذهبت، فنظر آدريان لآصف نظرة توعد وما كان من آصف إلا الابتسام بإستفزاز، فتركهم ورحل، نظرت عنود لآريان وجدت أن يده بها دماء آثر اللكمه فإقتربت منه بحذر وخوف ومسكت يده محاولةً تنظيفها فنظر له آريان نظر حب وهيام فرفعت وجهها تقابلت عيناهما ثم تمالكت نفسها قائلة:أعتذر كانت يدك بها دماء فقط.
فقام آريان بجذبها له وضع يده خلف ظهرها محتضنًا إياها كما لو كان بحاجة لذلك العناق، أغمض عيناه ودفئ أنفاسه كانت يجعل عنود تذوب يقشعر بدنها تريد الافلات ولكن يداه محكمة الغلق، إنزعج آصف من ذلك العناق لا يعرف السبب ولكن كان قلق على عنود هذا مافسره مسك كتف آريان قائلاً: آريان سيبها.
فتح آريان عيناه مدركًا لما فعله فتركها فركضت مسرعة مبتعداتًا عنه فمسح شعره وذهب تاركًا آصف خلفه، وخلال ذهابه وجد ذاته بداخل كهف لا يعرف كيف أتى أو ما هذا وجد رجلًا مكبلاً يبدو أنه كبير في العمر لا يعرف كيف أتى وجهه تغطيه لحيته وشعره فذهب بإتجاهه بحذر.
آريان:ياسيد، ياسيد.
إستيقظ الرجل ونظر لآريان بعيناه البنفسيجيه الضعيفه المرهقه.
آريان:من أنت ولما أنت هنا؟
نظر له الرجل ثم بكى ونطق جلنار.
عند آصف كان يلعب في الثلج فضغط على حجر فتح له مخبأ تحت البحيرة فنزل به ثم إنغلق مجددًا وحينما كان يتحرك وجد غرفة بها رجل مقيد حاول إيقاظه فلم يستيقظ الرجل وجد ماء فقام بسكب الماء عليه إلا ان إستفيق نظر له الرجل نظرة مليئة بالغضب تلك العينان مشابهان لعينان يعرفهما جيدًا.
آصف متسألًا:من أنت وماذا تفعل هنا؟
الرجل:أنا نصف قوة رجل أبادته جلنار إنتظرت حتى يأتي نسلي ويوقظني.
آصف:ماذا نصف قوة رجل؟
من هو ذلك الرجل؟
الرجل:أمينوس.
ذهول آصف عند سماعه الإسم فإختل توازنه وجلس في مكانه مذهولًا لا يعرف مايفعل.
عند آريان
آريان:من أنت وماذا فعلت بك جلنار؟
الرجل أبادت عائلتي أمامي لم تترك سوى أبنائي رأيتهما وهما يحاربانها على الرغم من عمرهما الذي لم يتخطى أعوام.
فتذكر آريان ماضيه وحاول فك وثاق الرجل ولكن لم يستطع.
آريان:كيف يمكنني فك وثاقك؟
الرجل:أنا نصف قوة رجل آخر يجب على من يفك وثاقي يكون نسله.
آريان متعجبًا:من هذا الرجل؟
ومن هم نسله؟
الرجل:أبيدوس.
صدم آريان وحاول فهم مايحدث وكيف ان يكون لعمه جسدان أحدهما هنا والآخر مات منذ أكثر من عشرون عامًا.
نظر له الرجل قائلاً:هناك جزء لابد أن يعلمه نسله عندما يعلم سوف تخطلت طاقتي وطاقته ويصبح أقوى مما هو عليه لربما حينها يستطيع الفتك بجلنار
خرج آريان مسرعًا بإتجاه آصف فتقابلا بمنتصف الطريق يلهثان من كثرة الركض مشيران لبعضهما على أماكن تواجد نصف طاقة والدهما، لم يتكلما ولكن فهما بعضهما فتحرك كل واحد منهما في إتجاه مكان والده دخل آصف وحينما رأى أباه بكى بحرقة فهو لم يرأه ولا يتذكر أوقاتهما معًا يبدو ذلك كحلم يرأه لأول مرة في حياته، ولم يختلف الوضع عند آريان الذي تيبس بمكانه ولم يتحرك ناظرًا لوالده،
أيمكن أن يكون هو؟
تذكر أن تلك القوه ستختفي حين انتهاء مهمتها فإقتربا كلًا منهما إلى تلك القوة المكبله ووضع يده على وجهها ثم عانقها وبكوا جميعًا معًا.
قالت قوة أبيدوس أن الطاقه عند خسران نصفها تحبس هنا وأنه ليس والده هو فقط طاقة متبقيه ستفنى عند إنتهاء مهمتها، ونفس الحديث قالته طاقة أمينوس مضافة أن أمينوس ترك لولده رسالة ألايقع في المتاعب وأن يحاول تناسي الماضي والعيش في الحاضر وأن يسامح الجميع ويعلم أن لكل شخص تبرير وأسباب وأنه فخور به أينما كان فضحك آريان وعانق نصف الطاقه وأخبره :ماذا أفعل؟
نصف الطاقه: فك وثاقي حتى أصبح لك.
فقك وثاقه فبدأ الحركه بإتجاه آريان فختلط بقواه وأنارت عين آريان كنيران تحرق كل شيء.
وآصف إحتضنه نصف الطاقه قائلتاً: والدك كان يحبك انت وأمك وهذا السر كان لابد أن يبقى في دائرة الظلام لا يعلم عنه أحد، لك أخت ليست من ليلى وإنها بجوارك دائمًا.
تعجب آصف لذلك الحديث ولكن أكملت الطاقه حديتها قائلتًا : ستعرف كل شئ في حدود شهر، فك وثاقي الآن فقط.
لم يكمل فك وثاقه حتى أصبح جزء من طاقته فلمعت عيناه بذلك اللون البنفسجي مضيئة للمكان من حوله.
أحدث إختلاط القوى إنفجار في البحيره وفي الكهف الثليجي أدى إلى زلزال قوي رج المملكه بأكملها صعق جميع من فيها وصل هذا الإنفجار إلى جبل جلنار.
#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا