الفصل الحادي عشر *تخطيط الشيطان*

1 1 0
                                    

في هدوء الليل هناك أحلام تبنى، وأعين تبكي على الأطلال، خطط تتم، وأخرى ترسم، مكائد، ولقاءت لعدو ما، أو لحبيب، دعوة لشر، ودمار لقلوب باتت تظن أن الحياة عادلة، نهايات لقصص كادت أن تبدأ، وبداية لقصص ظننها مستحيلة، جفون ساهرة تفكر في القادم، وأخرى تبكي على الحاضر غاضبة من ماضيها، تجتمع جميعها أسفل ظلمة سماء الليل، الضوء والسبيل الوحيد لهم هو نور قمرها إن كان موجود.
في تلك الليلة التي كان من الممكن أن تنتهي بقتل آصف، وجمرات عنود، وغليان قلب آريان، وحيرة آرلا، وآريانا في أمر إختيار أزواجهما، و تحقيق ديروس، نذهب معًا لغرفة سرية في قلب ذلك القصر، يقف بها شخصان شخص نعرفه، والأخر يرتدي عباءة مخبأ بها وجهه، تظهر فقط حمرة عيناه، وصوته المزعج، يعطي لنا ظهره، واضعًا يداه خلفه، يقف مشموخ الرأس، يضحك كشيطان، نسمع صوته تقشعر أبداننا خوفًا.
آدريان بإنزعاج: وأخبرتني أنك ستساعدني لأستعيد حقي في العرش، في حكم تلك المملكه.
المجهول: ألم تكن تلك خططتك؟
آدريان عابثًا: وما أدراني أن آرلا ستكتشف مايحدث؟
المجهول:مساعدتي الوحيدة لك يجب أن تضمن دماء، أريد دماء.
آدريان بخوف:لكني لاأريد القتل.
المجهول: هذا مايمكنني تقديمه لك، أو.
آدريان بلهفه: أو ماذا؟
المجهول:تأتني بآريان، إنه أضعف من آصف كما أن قوة آصف لامعنى لها دون وجود آخاه.
آدريان: وكيف أفعلها؟
المجهول ضاحكًا:سأخبرك الطريقه.
نتركهم في تخطيطهم الماكر لمكائدهم، ونذهب لغرفة أخرى دخلناها مسبقًا لكن لم نتمعن في تفاصيلها، نفتح بابها نجد على يسارنا سرير صغير مرتب، شمعة في منتصف الغرفة تبعث ضوء خافت، أريكة في جانب الغرفة الأيمن، هناك شرفة ولكن مغلقة، بجوار الشمعة توجد فتاه ضعيفة، أصوات نحيبها واضحة، صنعت جمرات عيناها بركان، مخفضة الرأس، ضامة أقدامها إلى صدرها، يفتح بابها شاب واضح عليه اللهفه، والخوف يقترب منها ببطئ، يجلس جوارها، يضع يده على ظهرها، يضمها إليه بهدوء، يلمس على شعر الكستنائي برفق، يحاول بعث الطمائنينة داخل روحها المبعثره، الخائفة، يحدث طرقعة بيديه يزيد من ضوء الشمعة، لتصبح الغرفة بأكملها مضاءة، يحدثها بهدوء قائلًا:لقد أخبرني آريان ماحدث معكِ، أتدري ياعنود دمعكِ يجعل من قلبي جمرة لو لمسها أحدًا لحرقته.
عنود رافعةً رأسها لأخيها وعيناها كالدماء من كثر بكاءها: روحي بيدها ياأخي، يمكنها قتلي متى تشاء، يمكنها إنهاء عنود.
أحدثت كلماتها بقلب آصف بركان ثائر لا يمكن إخماده، وعيناه البنفسجيه صارت كجمر موقد، تنبعث منها النيران قائلًا بصوت واضح لعنود وغاضب:سأقتلها لأجلك ياعنود، أقسم لكِ سأحررك منها إن كلفني الأمر روحي، أخيكِ يمكنه إنهاء البشريه فقط لأجل رؤية إبتسامتكِ ياعنود.
فبكت عنود في حضن أخيها حتى غفت باكية، خائفة، وتركته وحيد في تلك الغرفة الهادئه، لايستطيع النوم، فقط يفكر،
كيف يرد الطعنه لجلنار طعنتان؟
وفي غرفة نعلم ملامحها، وفي ذلك الركن المظلم نجدها تجلس، تقوم بالرسم مرة أخرى، لمعذب قلبها، يدخل أخاها فتخفى أوراقها، وتخرج من ظلمتها، وتذهب لتعلم سبب عبوثه.
آريانا بحذر:ماذا حدث ياآريان؟
آريان وهو ناظر أمامه:جلنار كانت هنا.
فظهرت ملامح الرهبة على آريانا، متذكرتًا جلدها من تلك جلنار، فهبطت من عينيها دمعة، رأها آريان فأمسك كفيها برفق، وأجلسها بجواره، وتحدث بصوت منخفض، وهادئ: لن تَمُسكِ ياآريانا، ستكونين بخير.
آريانا بلهفه:عنود؟
أين عنود؟
آريان بهدوء:عنود بغرفتها.
آريانا:عنود تكره جلنار وتخافها.
آريان:أعلم.
آريانا بلهفة واضحة:لدى جلنار روحها يمكنها قتلها.
آريان مجعدًا حاجبيه سألًا:كيف يمكن لجلنار قتلها؟
آريانا ناظرتًا للأمام كأنها تتذكر شيئًا ما ثم أخذت نفسًا عميق وقامت بإخراجه ونظرت لأخيها بأعين دامعة: سأخبرك، عنود تكبرنا بأشهر ولكنها ولدت إبنة سبعة أشهر فصارت تكبرنا بعام ربما.
آريان بإنصات:أسمعكِ.
آريان مكملتًا حديثها:كانت تعتني بي، وتلعب معي، تتألم لألمي حين تجلدني جلنار على أتفه الأسباب، كانت تسهر تداويني بطاقتها، عنود لديها طاقة لم تولد بدون، فهي إبنة جلنار وأبيدوس، ولكن ذات ليله حين كانت تجلدني جلنار..
آريانا تصرخ متألمتًا، وجلنار تجلدها بقوة ضاحكتًا، مستمتعتًا بذلك الصراخ، وعنود راكعتًا في منتصف الكهف، مغمضتًا عيناها، رافضتًا لما يحدث، وعلى الرغم من إغلاقها المحكم لعيناها صرخات آريانا جعلتها تبكي، ففتحت عيناها التي كانت تشبه الزمرد الأخضر، وحركت يداها أوقفت ذلك السوط، وجسدها يطفو لأعلى، وعيناها مضيئة بضوء أخضر لامع، من قوتها جذبت السوط لها، وقامت بجلد جلنار مرتان حتى إنطفأ لون عيناها، ووقع جسدها أرضًا، فنست آريانا الصغيرة ألم جسدها، ونهضت تجري لتعلم ما حل بأختها التي وقعت أرضًا مغشيًا عليها
آريانا بخوف ولهفه:نونو لدي على لولو "نونو ردي على رورو"
كانت صغيرة إبنة ثلاثة أعوام، لم تكن تنطق أغلب الأحرف، وعلى الرغم من صغر سنها، وحجمها كانت تتلذذ جلنار بجلدها أمام عنود، ظنًا منها أن خوف عنود الذي سيكبر معها، سيجعلها تحت يديها.
عنود إبنة الأربعة أعوام التي كان يبدو من ملامح وجهها أنها فتاة بالغة مليئة بالهموم، أجابت أختها بإبتسامة واضعتًا يدها على وجها الباكي: نونو تويسة يالولو"نونو كويسه يا رورو"
فأغمضت عيناها غفت عن هذا العالم، ذاهبتًا إلى عالمها المضيء، باعدتًا عن ظلام والدتها جلنار، مرت سنوات على ذلك الحادث التي حاولت جلنار فيه معرفة سر طاقة عنود، وكيف أتت، وفي عمر عنود الحادي عشر كانت توبخها جلنار دون سبب، وأتت بسوطها لكي تقم بضرب آريانا، لتخرج غضبها، وكانت إبنة عشرة أعوام، فركضت عنود، وحمت أختها بجسدها الهزيل آثر الجوع، وحين إقترب منها السوط توقف وكأن أحدًا ما ممسكًا إياه، نظرت آريانا لأختها صاحبة الزمرد المضيء، ويدها التي خلف ظهرها، موقفتًا لذلك السوط الذي كان يشبه بخيال آريانا كثعبان سيلدغها، ونهضت عنود، وأدارت وجهها الذي يخفيه شعرها الأحمر القاتم، ثم جسدها، وأصبحت مقابلتًا لجلنار، إزدادت طاقتها عن المرة السابقة فجذبت سوط جلنار لها، وصارت بسرعة الضوء أمام وجه جلنار، فرفعة رأسها، ونظرت في أعين جلنار، ومسكت عنقها، ورفعتها لأعلى كادت أن تقتلها إلا أن أتى ذلك المجهول، وأزاح عنود بقوته عن جلنار، فصدمت بالحائط، ووقعت مغشيًا عليها فذهب إليها، وأطلق لعنته على عنود، أخذًا منها طاقتها التي هي مصدر روحها، وحياتها، وواضعها في بلورة تملكها جلنار في قاعتها الخاصه، صدمت آريانا بما حدث، وزاد بطش جلنار، وضعفت عنود أكثر، وأصبحت خائفة، ضائعة تبكي فقط على ذاتها، وعلى أختها إلا أن ذهبوا الإثنتان مع آيدن آريانا كأميرة، وعنود كوصيفة لآرلا، آريانا تضرب من آدريان، وعنود تظهر لها جلنار، أو تذهب لها لتقوم بجلدها، وإزدياد خوفها.
آريانا راجعة للحاضر باكية، نهضت عن جوار أخيها، وذهبت لشرفتها قائلتًا:عنود دائمًا كانت تساعدني، لم تكن كأخت لي فقط، بل كأمي بعد وفاة جانيت التي عاملتني كبنت لها، ودومًا كانت تخفف عن عنود، وتساعدها.
فوقف آريان وآثر الصدمة على وجهه فنظرت له أخته وقالت : عنود طيبة القلب، لم ترد الأذية لأحد يومًا، لاتؤذها ياآريان هي بحاجة لك، ولنا.
فخرج آريان، وترك آريانا تبكي على أختها التي سلبت منها قوتها، وروحها، وهو ضائع، مضطرب،
ماذا يفعل؟
أيضحي بأخته؟
أم يذهب لتلك جلنار؟
ديروس كان يتجول في طرقة القصر، يبحث عن دليل واحد أن هناك من يريد قتل آصف، سمع همهمة أصوات معينه، فوضع أذنه على الحائط؛ لكن لم يستمع إلى الحديث، لم يدري ما يحدث، بحث على مدخل، فلم يجده، حاول أن يفجر ذلك الحائط، فلم يفجر، بل كان قوي، وكأنه ضد ديروس، فجُن ديروس،
من هؤلاء؟
ولما يريدون قتل آصف؟
ولما يجتمعون في خفاء الليل وظلمته؟
أهم شياطين أم ماذا؟
لم يكذب ديروس فهم شياطين يختبئون في جسد بشري.
لم تنم أعين من في القصر، الصغير قبل الكبير، أتى اليوم التالي موعد إلتقاء جلنار بآريانا، تجهزت آريانا قوية، مشمرتًا عن ذراعها فستانها قاطعتًا لخيط ما، يبدو أنه مقدس آثر قطعه لمعة عيناها، فطرق أحدًا بابها، ودخلت عنود ناظرتًا لأسفل، لم تستطع النظر لعينياها، هاهي عنود تسلمها لقاتلتها، مجبرة ليس طواعية، فتحركت آريانا إتجاه عنود رافعتًا رأسها، وجدت أن الدمع على خديها لم يجف بعد، وعيناها مغلقتًا، فإبتسمت آريانا، ومسحت دمع أختها، وإحتضانتها قائلتًا: عنود أنتِ أختي، لقد تربينا معًا، جانيت كانت تحبك.
عنود ببكاء وحرقة:جانيت جعلتكِ مسئوليتي، جانيت سلمتكِ لي، أنا لم أستطع حمايتكِ يا صغيرتي.
فبكت آريانا، وأخرجت عنود من حضنها، وقامت بمسح دمعها، وقائلتًا: لقد حملتكِ الأمانة، وأنتِ لم تخونيها ياعنود، قُمتِ بحمايتي مرارًا، وتكرارًا إلا أن فقدتِ روحكِ، وطاقتكِ يا عنود، ونظرت أمامها شاردتًا لن تستطع جلنار فعل شيء اليوم ياعنود.
فنظرت لها عنود متسائلتًا فإبتسمت آريانا، وقالت: أنا أخت آريان ياعنود.
وإجتمع الشباب آصف، وآريان، وديروس، وحكى لهم آريان ما قصته عليه آريانا، وذهبوا خلف عنود، وآريانا إلى أن خرجوا خارج حدود المملكة إلى ذلك المكان المظلم، البارد، جمدت قدماي عنود، خوفًا فهي تعلم ماذا ستفعل بها جلنار، فقامت آريانا بالضغط على يد أختها، ورمشت مطمئنتًا عنود، وأكملوا السير دخولًا لذلك المكان، بدأ ماضي عنود يقف أمامها، وخوف آريانا يظهر خانت عنود دمعة سقطت من هدوء المكان أصدرت تلك البقعة الصغيرة من الماء صوتًا.
جلنار بإبتسامة: أهلاً بكما يافتاتاي.
إشمئزت عنود من صوت أمها، وحدث في جسد آريانا رعشة فمدت جلنار يدها جاذبتًا آريانا لها، واضعتها أمامها، فقامت بلمس وجهها وتسألات: أين جروحي ياآريانا؟
فأجابتها: لقد أخفاها الزمن ياجلنار.
فضحكت جلنار بقوة: أصارت قطتي تتحدث؟
آريانا: قطتك صار عمرها ستة وعشرون عامًا، فصارت ثعلب مكار له أسنان حادة.
فنظرت لها جلنار نظرة فاحصة ثم تركتها، وجلست على عرشها، ونظرة لعنود قائلتًا: تربيتكِ صارت واضحة ياعنود،
أربيتيها؟
أم رباها زمنها؟
فقالت عنود تحاول إخفاء خوفها: رباها حقدكِ وأنانيكِ وحقارتكِ ياجلنار.
فضحكت جلنار، ثم جذبت بيدها عنود، ورفعتها من عنقها قائلتًا: حقارتي؟
أنتِ لم تري حقارتي بعد ياعنود.
أفلتت عنق عنود وإقتربت من آريانا وقالت: أريد أخاكِ ياقطتي،
أم يا ثعلبتي؟
وضحكت ضحكة شيطانية ثم قالت:
متى سوف تأتيني به؟
نظرت لها آريانا نظرة مشمئزة قائلتًا:
أتظنينني مثلك؟
أسلمكِ رقبة أخي؟
أ أخذه إلى هلاكه؟
أمينوس سلمكِ رقبته بدلًا من أخيه ظنًا منه أنكِ ستصدقين في حديثكِ، فقومتي بقتله بالبطيء، قتلتي زوجته، ومن رباها، وأحبها كإبنة له، وواضعتيني أمامه عمري عام، وأمرتيه بشرب سِمك المميت كي أحيا أنا، واضعتيني على صدره كي يرأني مرة أخيرة، حدثني ببكاء
أتعلمين ماذا قال؟
فأكملت حديثها
قبلني هنا على جبهتي، وأخرج طاقته، وأدخلها إلى قلبي، بكى، وأخبرني لكِ أخ يشبهكِ، لكن ليس في قوتكِ، ربتك إبنتي، راعتكِ جانيت، وإهتمت بكِ، وقام بإلباسي هذا الرباط المقدس،
أترينه؟
لقد قطعته، قوة أبي تسري داخلي ياجلنار، سيصبح جسدي مليئًا بها حين يكتمل القمر، ستصبح مكتملة، أقسم لكِ ياجلنار سأخرج قلبك في يدي، وأضعه لتك الذئاب التي تحرس عرشك، سألطخ عرشك بدمائك، وأحرقه، أقسم لكِ سأجعل من سنين عذابي، وعذاب عنود أداة تحرك حقدي، وكرهي، ونار إنتقامي منك، فأمسكت بيد أختها، وأكملت حديثها لنا لقاء قريب ياجلنار، فقط إنتظريني.
فأختفت عنود، وآريانا بفعل قوة ديروس جعلهما في الخارج بجواره، وأتى آصف وآريان مبتسميين، وقالا لديروس تمت المهمة
فتسألت آريانا :أية مهمة؟
ديروس : سنخبركم حين نصل إلى القصر، هيا بنا حتى نصل على الموعد المقدس، فسمو الأميرة آرلا، تحاول إبعاد الجميع عن غرفكم حتى نعود.
فعاد الجميع، وبدلوا ملابسهم، وذهبوا لمراسم كشف من سيكمل معهم باقي رحلتهم.
بدأ أكتافيوس بالمراسم، ونده على آدريان سيبدأ به إفتتاح المراسم ليرى
من هي زوجته؟
من ستكمل مع باقي رحلته.
وضع آدريان إصبعه في داخل شيء ما، يبدو كمكينه؛ لكن تزود طاقتها من برق السماء، فقامت بتحريك ترسها في حركة دائرية، وأخرجت شيء معدني لامع يبدو كسن إبرة، وقامت بغرسها في إصبع آدريان، أخذتًا نقطة دمٍ من دمه، لكن حدث شيء لم يكن متوقع.
أكتافيوس بحزن واضح: سمو الأمير آدريان لن تكون له زوجة، ويبدو أن خط رحلته نهايته قصيرة، وقريبة.
فصدم آدريان وقام بسحب يده بقوة، ونظر لأكتافيوس قائلاً بغضب: إن لم تكن كبير آغارثا لكنت سجنتك على هذا الكلام الفارغ، تلك الأله معطلة إنها خردة من الحديد،
تريد منها تحديد مصيري؟
وذهب مبتعدًا عن ذلك المكان الذي وصفه بالجهل، والخرافة، ذهب مطرودًا منه.
إلياس بغضب واضح: أكملوا المراسم.
أكتافيوس بهدوء: سمو الأمير آصف، إنه دورك.
فوضعت آرلا يدها على قلبه الثائر قائلتًا: إهدء ياقلب،
أتريد فضحنا؟
لن تخيب السماء ظنك بها، ستكون لحبيبك حتى إن أدى ذلك إلى خسران لقبي كأميرة.
فذهب آصف مطمئن أن له رب لن يخيب ظنه به، ستكون له حبيبته، فوضع إصبعه، وهو مغمض العينان، فأخذت الألة قطرة الدماء، فأضاءت بلون أحمر براق، ذهب بإتجاه معاكس لآرلا فقبض قلبها؛ لكنه أتى من خلفها، وإخترق قلبها النابض معلنًا إنتصار الحب، معلنًا آرلا رفيقة لآصف، فركضت بإتجاه آصف معانقتًا إياه، قائلتًا بصوت خافت وهادئ: أهلًا بكَ رفيق لقلبي.
فرد عليها قائلًا: أحببتك بدون قوى الحب،
فكيف سيكون حبي لكِ بوجودها ياحوريتي؟
وذهبوا إلى مقاعدهما، وأتى دور آريان فنظرت عنود لأسفل لم يحالفها الحظ مسبقًا، وحصلت على ماتريد،
أسيحلفها الآن؟
فذهبت بهدوء من المكان؛ ولكن أضاءت قطرة دماء آريان لونًا أخضر، وذهب بسرعة البرق وإخترق قلب عنود، التى كانت في منتصف الطرقة، فوقفت محلها غير مصدقتًا لما حدث معاها،
أ حبيبها صار ملكها؟
فوجدته أمامها رافعًا رأسها قائلاً بإبتسامة غذبة:
مجددًا؟
أ تبتعدي بعيناكِ عني؟
أهلًا بك أنيسة لوحدتي ياشمسي.
فقامت بعناقه، وبكت بفرحة قائلتًا: أهلا بكَ يا فرحتي، ويا سر سعادتي، مطمئنًا لروحي.
وجاء دور آريانا فخافت من وضع إصبعها، فأتى ديروس من خلفها وهمس بجانب أذنها: أنتِ زوجتي، ورفيقة رحلتي ياصغيرتي، إذهبي، وكوني مطمئنة، أنتِ لي منذ أن كان عمرك يوم.
فنظرت له آريانا لتستمد منه القوة، فوجدته مبتسم بإطمئنان فتحركت، ووضعت إصبعها فخرج لونًا أرجواني؛ لكن لم يخترق قلب ديروس بل تقابل بلون أزرق أحدث إنفجار كألعاب نارية.
إبتسم أكتافيوس وقال: سهم ديروس يبحث عنكِ منذ أعوام ياسمو الأميرة.
فبكت آريانا، وإقترب منها ديروس، فقامت بلكمه على صدره، كأنها تعاتبه على تركها وحيدة كل هذه الأعوام، فقام بضمها لصدره قائلاً: كنت أقوم بحمايتك قبل أن أعرف كونك من العائلة الإمبراطورية، ديروس حارسًا لا يملك قلب هذا لقبي؛ لكنك قلب ديروس يا صغيرتي.
ديروس قوي لا يهزمه سهم، أو سيف؛ لكنك هزمتني عيناكِ.
ديروس عنيد لا يمكن إخضاعه؛ لكن بإبتسامتك أخضعتيني. ديروس لا يبتسم؛ لكنك سبب إبتسامتي يا آريانا.
فقامت بعناقه قائلتًا: أنت حمايتي، قوتي، وجيشي، أنت من إستطاعت عيناك ملك قلبي ياديروس.
إجتمع الأحباء الثلاثه زوجان بقلب واحد عاشق، هيمان، رافضًا الرضوخ لأحد غير نصفه من يُكمله.
إجتمعوا في الليل جميعًا، وقام آصف بإظهار شيئًا أخضر اللون مضيء، داخل بلورتًا زجاجية، فلمعت عيناي عنود، ونهضت من مكانها ونظرت لأخيها قائلتًا: أ هي؟
فقال آصف:نعم.
عنود: قوتي وروحي؟
آصف: نعم ياعنود،
ألم تخبريني بأنها تملك روحك؟
فهزت رأسها بالإجابة
فأكمل حديثه: إتفقنا جميعًا أن نعيدها لكِ.
فنزلت جمراتها مجددًا؛ لكن تلك المرة دون خوف، أو بكاء على أطلالٍ مضت، بل على إستعادتها لروحها بحرية.
فأخرج آصف ذلك الضوء المشع، فقام بالتحرك إتجاه عنود، فرفعت كفيها، فإنتقلوا إلى كفيها، ومن كفيها تحركوا حولها في حركة دائرية، مُحدثين أنغامًا قوية، ثم إخترقوا صدرها، فأغمضت عيناها، ثم طفى جسد لثوانٍ، ففتحت عيناها، ملئت الغرفة ضوءًا أخضر اللون، مشعًا، ثم عاد جسدها إلى الأرض، فقامت برفع يديها أمام عيناها، وهبطت بهما بهدوء، مزيلتًا لذلك الضوء الأخضر، مانعتًا لمعة عيناها الساحرتين، وإختفا نمشها، وتحول شعرها للون الأحمر القاتم، تبدلت عنود من فتاة، لفتاة أخرى.
فنظرت لهم بإبتسامة قائلتًا: تلك أنا عنود بقوة ساحرة كأمي، وقوة قابضة كأبي، ورثت الإثنان فصرت أقوى من جلنار؛ لكن لست بقوة سيدها.
ففرح الجميع، وإنتهى يومهم بسلام، ولكن ذلك المجهول لازال يخترق بسمه قلوب الآخرين، جامعًا لجيش من القبائل التي إتبعته، أجل إنه الشيطان، شيطان الممالك الأربعه.
#حنين_جمعه_ضياءالقمر
#آغارثا

آغارثا الجزء الأول "آريافارثا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن