part 21

19 3 0
                                    

استيقظت أيرين في اليوم التالي لتجد نفسها تجلس على كرسي مكبلة اليدين و لكن ليس في غرفة التحقيق بل في غرفتها
ثوان حتى دخل أريان الغرفة ليجد أن أيرين قد استيقظت
أريان : و اخيرا قد استيقظتي
أيرين : لا تقلق...لن امت الان
أريان : لا تفرحي كثيرا تبقى فقط ايام قليلة لتشهدي موته و بعدها موتك...أما الانتصار و اما الموت في هذه الحرب
أيرين : ما سر رغبتك في قتله لتلك الدرجة
أريان : انه سر لا يعرفه سوى انا و تايهيونغ و فيليب
أيرين : بما انك ستقتلني فمن حقي أن اعلم
أريان : حسنا سأخبرك
اجابها أريان بهدوء لتنظر له أيرين بتركيز
أريان : أنا و تايهيونغ أشقاء و لكوني انا الأكبر من تايهيونغ لذا فأنا ورثت القلب عن والدي و هو قلب أغارثا اي قلب الموت و لكن بعد أن كبر تايهيونغ و مات والدنا لقد انتزع القلب مني بسبب رغبته في الحكم و بعدها نفاني خارج البلاد و لأن كلانا أولياء عهد لذا فقوانا متساوية مما جعله قادرا على تحمل قوى القلب و نزعه مني دون قتلي
أيرين : لا...هذا غير صحيح...انت تكذب
اجابته أيرين بغضب و قد اغرورقت عيناها بالدموع بينما هو ابتسم بانكسار
أريان : كنت أعلم انك لن تصدقيني كوني
لا أملك دليلا و لكن هذه هي الحقيقة
أيرين : و هؤلاء الذين اهدرت حياتهم لأجل
فرد واحد...ما ذنبهم...؟
سألته أيرين بحزن قد كسا نبرة صوتها لينظر لها أريان باستنكار و استحقار
أريان : و ما كان ذنبي...؟! ألم يهدر هو حياتي ايضا...الان أتى دورهم ليدفعوا الثمن
كونهم أغلى ما يملك...الجميع يعلم انه يحب أغارثا و الحكم اكثر من اي شئ سأحيل أغارثا رمادا كما فعل هو بحياتي 
صاح أريان في غضب لتنظر له أيرين بحزن مما مر به في حياته
أيرين : و ما حياة الفرد من أجل أمة...؟
سألته أيرين بهدوء و حزن لعله يتراجع عن فكرة الحرب ليزداد غضب الأخر
أريان : انظري أين نحن الآن...الحرب كنت انا من بدأها و ها أنا أقف على أعتاب النصر
بينما هو بالكاد صامد...لم يعد يملكك إلى جواره و قد خسر احد القلوب بالفعل و قريبا سيخسر كل شئ كما فعل معي
أيرين : هو ارتضى بتلك الجريمة فهل سترتضي انت بكل تلك الحيوات على عاتقك...؟!
أريان : في اليوم الذي انتزع تايهيونغ قلب الموت مني انتزع ايضا فؤادي...انا رجل بلا قلب
همس أريان بحزن مبتسما بسخرية على حاله ليخرج من الغرفة تاركا اياها تصارع أفكارها حتى خلدت للنوم
                 في اليوم التالي
استيقظت أيرين اثر صوت فتح الباب لتنظر أمامها لتجد أريان يرتدي ملابسه الحربية واضعا سيفه في غمده و هو يبتسم
لها بسعادة و بجانبه كريستوفر
أيرين : أأنت على يقين مما ستفعله ألن تتراجع...؟
أريان : بالطبع لا انها فرصتي لأنتقم منه على ما فعله
أيرين : كما تشاء
تنهدت أيرين بحزن ما ان خرج أريان و كريستوفر من الغرفة دقائق حتى دخل جيمين الغرفة و اغلق الباب بحذر قبل ان يراه احد
أيرين : من أنت و ماذا تريد...؟
سألته أيرين بحدة ليقترب منها جيمين ببطئ و لسبب ما هي لم تشعر بالخوف و كأنها على يقين انه لن يؤذيها
جيمين : أنا هنا لإخراجك...انت لا يجب أن تكوني هنا الان بل كان يجب أن تكوني في مقدمة جيش أغارثا
اجابها جيمين بهدوء لتنظر له أيرين بصدمة
أيرين : ماذا...تخرجني...ألم تكن انت السبب
في وجودي هنا اذا كيف لي أن أثق بك...؟
سألته أيرين بغضب ليفك جيمين وثاقها و نظر لعينيها
جيمين : ياليتك تتذكرين من انا
تنهد جيمين بحزن ما ان أنهى حديثه لتتراجع أيرين خطوة للوراء بحذر بعدما نهضت من مجلسها
أيرين : من انت يا هذا و كيف لي أن أثق بك و بما تقول...؟
سألته أيرين بحدة و غضب ليقترب منها جيمين خطوة لتبتعد عنه اكثر
جيمين : لقد كنت صديقا مقربا لك
اجابها جيمين بحزن لتتناسى أيرين حذرها
أيرين : لمَ انتظرت كل هذا...لمَ الأن...؟
جيمين : لأن أريان ليس هنا...سامحيني انني احضرتك لهنا و لكن هذا كان امرا من أريان و لا استطيع مخالفته
أيرين : لمَ تريد انقاذي...ما هو هدفك...؟
جيمين : لم اظن يوما انني سأبالي بصداقتنا و لكن ها أنا ذا أبالي لقد انقذتني يوما و ها أنا ارد الدين...هيا نذهب قبل أن يرانا كريستوفر و ذلك لن يرحمنا ابدا
أيرين : كيف أثق بك...؟
جيمين : اعلم انني لا أملك الحق لأطلب منك أن تثقي بي لقد خنتك سابقا و يمكنني ان افعل مجددا
اجابها جيمين بهدوء لتتراكم الدموع في عيني الأخرى
أيرين : اذا أخبرني هل لو كنت أتذكر من انت هل كنت سأتبعك...؟
سألته أيرين مانعة دموع عينيها من أن تنهمر لينظر لها بثقة
جيمين : لما كنتي لترفضي او تفكري لوهلة
اجابها جيمين بهدوء و ثقة ليقترب من أيرين اكثر و مسح دموعها التي انسابت على وجنتيها
أيرين : اذا...سآتي معك و لكن ما الذي يمكنني فعله انا اذا خرجت انا لا يمكنني ايقاف هذه الحرب انا عاجزة
صاحت أيرين في غضب نهاية حديثها ليمسك جيمين يدها و نظر لها نظرة توحي بالتفاؤل و الأمل
جيمين : لست عاجزة انت وحدك يمكنك ايقافها
أيرين : هل انت واثق مما تفعله...؟
جيمين : أنا لم أكن واثقا من شئ أفعله اكثر
من ثقتي بما افعل الان
ابتسم جيمين نهاية حديثه لتبادله أيرين الابتسامة ثوان حتى خرج كلاهما من الغرفة و القلعة بأكملها
أيرين : إلى أين سنذهب...؟
جيمين : سنأخذ المركبة المحملة بالأسلحة من هنا لجيشنا في هيفين اي سنذهب إلى معسكر التحالف في هيفين
اومأت أيرين له بتفهم لتمر دقائق حتى وصلا للمركبة ليختبأ بها لتمر اقل من ساعة حتى وصلا لمعسكر التحالف في هيفين لينزل كلاهما في حذر
جيمين : اسمعيني جيدا...المكان هنا ليس خطرا لتلك الدرجة فقط ابقِ خلفي و لا تتحركي
همس جيمين بجدية و حدة لتومئ له أيرين في تفهم لتقف خلفه و بدأ كلاهما بالتسلل خارج المعسكر إلى أن رآهما احد الجنود ليهرع اليهما و قد وقف امامهما يعترض طريقهما ثوان حتى نشب شجارا عنيفا بين الجندي و جيمين إلى أن طعن  الجندي جيمين بخنجر في بطنه ليمسك جيمين مكان إصابته بألم
الجندي : انت خائن
صاح الجندي في وجه جيمين بغضب ثوان حتى أتى بقية الجنود لمحاصرتهم بينما هو لم يتحرك انشا من مكانه
جيمين : لا تتحركي من خلفي
همس جيمين بألم لتومئ له أيرين بتفهم و قد اغرورقت عيناها بالدموع لتجد إعصار من الرياح قد تكون جعل الجنود غير قادرين على الرؤية بوضوح ليمسك جيمين أيرين من معصمها و ركض بها خارج المعسكر دقائق من الركض حتى ابتعدا عن المعسكر ليجلس جيمين بجانب إحدى الأشجار ممسكا مكان إصابته بألم لتجلس أيرين بجانبه
أيرين : لا تقلق ستكون بخير...رجاء تحمل لن ادعك تموت بعد ما فعلته لأجلي
تحدثت أيرين بينما اغرورقت عيناها بالدموع ليخرج جيمين بعض الأعشاب من جيبه و وضعها على مكان إصابته
أيرين : ما هذا...؟
جيمين : انها أعشاب طبية استخدمها عادة في حالة إصابة احد الجنود
أيرين : و لكن هذا لن يدم طويلا
اجابته أيرين في قلق لينهض جيمين بصعوبة من مجلسه و امسكها لتنهض معه
جيمين : أنا بخير لا تقلقي...يجب أن نذهب الان لأنفاق المقاومة الشعبية...انها قريبة من هنا
تحدث جيمين بهدوء لتومئ له أيرين بتفهم
ليسير كلاهما متجهين للأنفاق السرية الخاصة بالمقاومة الشعبية
مرت ساعات ليصلا إلى بداية الأنفاق لتلتفت أيرين حولها في عدم فهم
أيرين : أين الأنفاق...؟
جيمين : و هل تظنين انها ستكون ظاهرة أمام العلن...؟
سألها جيمين بسخرية لترفع كتفيها بمعنى لا اعلم و في اللحظة ذاتها امسك جيمين الحبل الموجود أمامهم و جذبه تجاهه لتفتح بوابة مؤدية لأسفل لتنظر أيرين للمكان بدهشة
جيمين : هيا انزلي
نزلت أيرين لأسفل يليها جيمين و كان كلاهما يمسكان بالكشافات لتنير عتمة الطريق الذي كان مظلما
مرت دقائق من السير المتواصل ليقفا أمام مفترق طرق لينظر جيمين للطريقين بتمعن و أيرين كذلك
أيرين : اظن انني قرأت عن شئ كهذا من قبل و لكن...
قاطع حديث أيرين سماعها لأصوات أقدام تقترب منهما لتنظر خلفها في ذعر لتجد عددا من الرجال يسدون النفق الذي أتت منه ثم حين نظرت إلى جيمين وجدته ينظر أمامه و هو يضغط على أسنانه لتنظر الى حيث ينظر لتجد أن من كل نفق خرج عدد من الرجال ممسكين بمشاعلهم
قبض جيمين في هذه اللحظة على يد أيرين ليعيدها خلفه محاولا حمايتها ليصوب أحدهم سلاحه صوب ظهر أيرين
♤ : حركة أخرى و سنقتل كلاكما
صاح ذلك الرجل بحدة لتغمض أيرين عينيها بخوف
أيرين : جيمين لا تقلق سنخرج من هنا
همست أيرين في اذن جيمين الذي بالكاد يستطيع الوقوف لتنظر أيرين خلفها
أيرين : من انتم...؟
سألت أيرين الرجل الذي يصوب السلاح تجاهها ليقهقه بسخرية
♤ : لست أنا من تحت تهديد السلاح بل أنت فأجيبي من انت ان كنتي تريدين التقاط انفاسك التالية
اجابها الرجل بغضب و في هذه اللحظة شعرت أيرين بإتجاه الرياح يتغير لتنظر لجيمين بصدمة
أيرين : أتمزح...انت بالكاد تستطيع الوقوف
جهرت أيرين بغضب و لكنها لم تتلقى شئ منه سوى التجاهل
♧ : أدريوس...انهم ليسا من هيفين لم يرهم احد من قبل
صاح الشاب الذي كان يقف بجوار الرجل الذي يصوب سلاحه تجاه أيرين ليهم بإطلاق الرصاص على كلاهما لتغمض أيرين
عينيها باستسلام إلى أن قاطعه صوت أحدهم
♤ : توقف أدريوس...لا تقتلهما
أمره الرجل بحدة لينزل أدريوس سلاحه بينما افسح الجميع الطريق لذلك الشخص الذي سرعان ما ذهب تجاه أيرين و هو يرمقها بصدمة
أيرين : هوسوك أهذا انت...؟!
سألته أيرين بصدمة و قد اغرورقت عيناها بالدموع من فرط سعادتها
هوسوك : ألين...انت حية
تحدث هوسوك بسعادة ليركض كلاهما تجاه
الأخر و عانقا بعضهما بسعادة
ثوان حتى فصلت أيرين العناق و هي تنظر لهوسوك بأعين دامعة مما جعله يمسح دموعها المنسابة على وجنتيها بإبهامه
هوسوك : لقد ظننت انهم قاموا بقتلك أأنت بخير...؟
أيرين : اجل...انا بخير...كيف حال ليرا لقد تعافت أليس كذلك...؟
سألته أيرين بقلق لينزل هوسوك رأسه في حزن
هوسوك : لم أستطع انقاذها...الرصاصة أصابت قلبها
اجابها هوسوك في حزن لتنهمر دموع أيرين
على وجنتيها و لكنها سرعان ما عانقت هوسوك
أيرين : أنا السبب هوسوك...انا السبب...انا قتلت ليرا
همست أيرين بحزن وسط شهقاتها ليفصل هوسوك عناقه معها و أمسكها من كتفيها و قربها اليه
هوسوك : اياكي أن تكرريها...انت لست السبب
تحدث هوسوك بهدوء لتومئ له أيرين بالرفض و قد زينت دموعها وجنتيها
أيرين : لا...انا السبب في كل هذا
هوسوك : كفي عن هذا
صاح هوسوك في غضب لتكف أيرين عن حديثها و نظرت له في دهشة من غضبه لتجده ينظر لها بحزن
هوسوك : ما تفعلينه الأن لن يعيدها و هي كانت سعيدة بالموت لأنها دافعت عني انا اعلمها جيدا...لذا لا تفسري الأمر على طريقتك
أيرين : ماذا عنك...من تبقى لك...؟
سألته أيرين بحزن و هي تمسح دموعها التي بدأت تزداد
هوسوك : تبقى أن انتقم منهم علام فعلوه
و الان لمَ انت هنا..؟
سأل هوسوك أيرين محاولا تغيير الموضوع
جيمين : هي يجب أن تقابل يونجي بأية طريقة
أجاب جيمين على سؤال الأخر ليسقط أرضا مستندا على الجدار اثر النزيف الذي بدأ يزداد ليهرع اليه أيرين و هوسوك في خوف
أيرين : جيمين تحمل قليلا...تبقى القليل فقط انتظر
تحدثت أيرين بقلق بينما تتفقد إصابته
هوسوك : أدريوس تصرف.
أمره هوسوك بقلق ليقترب من جيمين متفقدا اياه
أدريوس : اعتذر و لكن لا يمكنني المساعدة
اجابهم أدريوس بحزن ليبتعد عن طريقهم
أيرين : لا تقلق جيمين لن تموت...ليس بعد ما فعلته لأجلي...ليس بعد أن اقتربنا من الوصول
اجابته أيرين في قلق لتقطع جزء من ملابسها و ربطتها حول مكان إصابة جيمين
جيمين : اخرجي من هنا...حياتك اهم انت يجب أن تقابلي يونجي...فقط اتركيني
أجاب جيمين بأنفاس متقطعة لتومئ له أيرين بالرفض و هي تمسح العرق المتصبب على جبينه
أدريوس : يا رجال...ابعدوا النيران إصابته خطيرة
امر أدريوس الرجال ليطفئ الجميع مشاعلهم لتبقى الكشافات هي المضيئة
أدريوس : الان يجب أن نبتعد كي يتنفس جيدا...المكان هنا ضيق و بالكاد يحتملنا
ما ان أنهى أدريوس حديثه حتى ابتعد أيرين و هوسوك عن جيمين
هوسوك : لمَ تنقذينه...أليس هو من امر بأخذك...؟
سألها هوسوك و هو ينظر لجيمين الذي بالكاد يستطيع التقاط انفاسه
أيرين : اجل و لكنه كان ينفذ أوامر أريان و الان هو قام بإخراجي من القلعة لإيقاف الحرب
هوسوك : يبدو انك عرفتي من تكونين
أيرين : اجل...انا أيرين قائدة جيش أغارثا.
اجابته أيربن بجدية لينظر كل من في النفق لبعضه في صدمة و دهشة.
.............................................................

بوابة الجحيم ( أسطورة أغارثا )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن