"الفصل الثاني"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧_ما يُؤرِقُ نومُكَ، ويُشغِلُ بَالُكَ، ويُصِيبُ رأسُكَ بالضَجيجِ؛ هو التفكيرُ في الغدِ، وفيما قد يحدُث فيه؟!
فأنتَ دائمًا تُفكرُ ماذا سيحدث غدًا؟، ومتى وأين سيحدث؟، وكيف سيحدث؟، وما رد فِعلُك عند حدوثه؟ ومع مَن سيحدث؟، وهل ستجد حل لما قد يحدث؟!
أسئلةٌ كثيرةٌ تُثار في نفسِكَ الضعيفةِ حول الغد؛ لذا تَخشىٰ الغد، وتيأسُ اليوم، وتكرهُ الأمس، ومهما حاولت، وأرهقت نفسك في التفكير، فلن تصل لما قد يحدث أو كيف سيحدث؛ فجراب الحاوي يحمل الكثير والكثير، والأقدارُ مكتوبة؛
فعليكَ أن تَعِشْ اليوم، وتستقبل الغد بابتسامةٍ مُشرقة؛ ليهدأ رأسك من الضجيجِ، وتُصبحُ أيامك رغم الخرابِ ربيعًا.بعد عودةِ الجميعِ من عملهِ، وكذلك «يزيد» الَّذي عاد من الغردقة في نفسِ الوقتِ معهم، اجتمع الشباب جميعهم في حديقةِ القصر حتى يجلسون ويتسامرون سويًا.
عانق «رضوان» صديقه المقرب بفرحةٍ وهو يقول بمرحٍ:
"أسرع واحد يسافر ويرجع في مصر كلها والله."
ضحك الآخر بقوةٍ وابتعد عنه وهو يغمز له بمرح ويقول:
"عيب عليك ما أنا مش أي حد برضه."
ضحك «رضوان» بملء شدقيه على حديث صديقه، فاقترب منهم «زياد» في تلك اللحظةِ وما إن أبصره رفيقه حتى قال بمرحٍ:
"حبيب هارتي واللي هيتجوز جارتي."
ضحك «رضوان» على حديثه، بينما نظر له «زياد» بحنقٍ وقال:
"مش كنت عاوزني أشقطها من كام ساعه في التليفون، دلوقتي بقى هتجوزها !!"
ردَّ عليه «يزيد» بتوضيحٍ مرِح:
"يا ابني أنا كنت عاوز اساعدك بس مش أكتر، لكن شكلك مش وش نعمه خالص."
ضحك «زياد» رغمًا عنه ثم قال يستفسر منه بمرح كعادته:
"تعالالي هنا، أنتَ سافرت النهارده الصبح وأنا كلمتك على الضهر كده كنت شاقطلك واحده، معنى كده إنك مروحتش بيتكم حتى؟!"
ضحك الآخر بملء شدقيه، ثم أجاب صديقه بعد أن توقف عن الضحك وقال:
"عيب عليك هو أنا أي حد؟! أنا أول ما وصلت وكنت ماشي في طريقي لبيتي اتكعبلت في حتة مُزة إنما إيه فقولت متتعوضش وروحت شاقطها بقى عشان متروحش مني."
ضحك «زياد ورضوان» بقوةٍ على حديثه، ثم تحدث الأخير وهو يقول من بين ضحكاته:
"بجد ربنا يهديك يا يزيد وتتجوز ونخلص منك، مش معقوله كل شويه مع واحده كده."
أضاف «زياد» بعد أن توقف عن الضحك، قائلًا بنبرةٍ أعربت عن سخريته من صديقه:
"مين ده اللي يتجوز !! أنتَ تفتكر يا رضوان إن واحد زي يزيد ده ممكن يتجوز أصلًا، ده عبيط يا عم."
أنت تقرأ
أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ
Action"كُنتُ أنا وقلبي بين أناسٌ مؤذيةٍ يسلبُون كُل جميلًا بِـداخلي، ويتركونني بلا حياة؛ حتى رأيتُكَ وسط جموعِ البشرِ فأيقن قلبي أنكَ أنتَ طَوْقُ النَّجاة".