11) أنِرتِ يا غَالية !

49 3 0
                                    

"الفصل الحادي عشر"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

_بالأمسِ كُنتَ غريبًا، واليوم أضحيتَ قريبًا !
أخبرني أهذا أمرٌ عاديًا، أم كما أراهُ أنا عجيبًا ؟!
أن يحميك من ليس مِنك، لهو أمرًا غريبًا،
وأن تُصبِح بأمانته لو حدثًا جليلًا !!؛
لكن مهلًا، وانتظر قليلًا..
إعلم بإنني غائر الجروحِ، لقبوني عليلًا،
لم أُبرَأ مِن جُرحي، إلَّا بكنفِكَ؛ بِتُّ قريرًا،
وفارقتني الكوابيس، وكانت أحلامي قواريرًا..
بِرفقتك عرفتُ الأمان وأتخذته سبيلًا،
وبِجوارك تناسيت الخوف، وكُنتَ لي خير ونيسًا.
____________________________

والعمل.. إيه العمل
ما تقولي أعمل إيـه
والأمل.. أنتَ الأمل
تحرمني منك لـيـه.."

كان إحساسها قويًا وصادقًا، فقد لامس قلبه وتلاعب بأوتاره، والأخرى قد اندمجت أكثر هذه المرة وهي تسير وتتغنى بفستانها الرائع؛ حتَّىٰ إلتفتت على حين غرةً لتشخّص بصرها بصدمةٍ حين وقعت عينيها عليه يقف أمامها وينظر لها مُبتسمًا وكأنّ ابنته هي من تُبدع أمامه، رفرفت بأهدابها تُريد أن تتأكد إن كان يقف أمامها بالفعل؟! أم أنه مِن نَسج خيالها؟!، وإن كان حقيقةً فمُنذُ متىٰ وهو يقِفُ هكذا؟!

أعربت عن حالة الدهشة الَّتي تلبَّستها كُليًا، بقولها المُتعجِّب:

"مـالـك !! أنتَ هِنا مِن امتىٰ؟!"

ابتسم الآخر بهدوءٍ كعادته، ثم قال يُجيبها بنبرته الهادئة الرخيمة وهو يُتابع عينيها مُبتسمًا:

"أنا المفروض أبقى هنا من بدري، بس لسه فايق بقالي أسبوع يا جنة."

نظرت له «جنة» بجهلٍ لمقصده أو لمغزى حديثه، بينما الآخر كان يقصُدها ويقصد تلك المكانة الَّتي احتلتها هيَ بقلبه ولم ينتبه لها إلا في الأواني الأخيرة، فتحدث يستفسر منها بقوله:

"صحيح إنتِ اللهمَّ بارك صوتك حلو جدًا جدًا يعني، خفياه عننا ليه بقى؟!"

ابتسمت «جنة» بخجلٍ طفيف وهي تداعب حجابها بكفها، تزامنًا مع قولها:

"عادي يعني، أصل صوتي مش الواو عشان أغني وكده، ثم إني بحب صوت عهد جدًا ومش بحب أسمع غيره."

شخَّص الآخر ببصره باتجاهها، تزامنًا مع قوله النافي:

"بالعكس، إنتِ اللهمَّ بارك صوتك حلو جدًا واللهِ مش بجاملك يعني، وبعدين طب أنا بقيت بحب أسمع صوتك."

لا يعلم كيف قال حديثه الأخير؟!؛ لكنه حقًا ما يشعُر بِه بالفعل، فخلال ذلك الأسبوع المُنصرم أمسىٰ يعشق صوتها الأشبه بالناي وجماله، بينما الأخرى ابتسمت باتساعٍ -رغمًا عنها- فمن يُثني عليها ليس كأي شخصٍ، بل هو الحبيب ولجروحِ الروح طبيب؛ لذا قالت بنبرةٍ حماسية مُعتادة منها:

أنتَ طَوْقُ النَّجاةِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن