أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ

3) القادمُ سيئٌ للغاية.

"الفصل الثالث"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

_"هل هذا مَعقول؟!"
جُملةٌ نُردِدُها في يومِنا الواحد مِئات المرات؛ بل آلاف المرات، فعندما نَرىٰ حدَثًا عَجيبًا أو غير مُتوقع نُردِدُها، وعندما نَسمع ما لم نتوقعه وممن لم نتوقعه نُردِدُها، وعندما نتفاجئ بأشياءٍ جديدةٍ وأحداثٍ عجيبةٍ نُردِدُها، وعندما نقابل شخصًا ما في مكانٍ غير متوقع، أو لم يتصور العقل وجوده في هذا المكان وفي هذا الوقت نُردِدُها من بابِ الدهشةِ والتعجب وعدم التصديق؛ وكأننا في تلك اللحظة نُكذِّب جميع حواسنا وننتظر الإجابة من العقل البشري الَّذي يَصعُب عليه استيعاب جميع الأمور والأحداث.

عندما فُتِحَ الباب ودلف هو منه بثباته المُعتاد وثقته الموروثة وابتسم لهم وقال:

"منورين يا رجاله واللهِ، وأكيد إنتوا قدها."

نظروا له الخمسة بتعجبٍ وصدمةٍ غير مُصدقين أعينهم بإنه هنا بالفعلِ ويقف أمامهم ويحدثهم، بل الأدهى أنه هو المسئول عن كافةِ التفاصيل الخاصة بتلك العملية !!

ظلوا يتابعونه بأعينهم المتعجبة، حتى أعرب عن دهشتهم تلك وترجمها «إياد» الَّذي هتف بغير تصديق:

"جـدو !!"

نظر له جدِه بهدوءٍ وثباتٍ وقال مُعدلًا حديثه السابق:

"اللواء باسل آدم سُليمان يا حضرة الملازم."

مازالت الدهشة تعتلي ملامحهم، وتحدثت «وعد» أخيرًا باستفهام:

"إزاي طيب؟!"

تحدث الجد بثباتٍ وثقةٍ لم تنفك عنه رغم كِبَرِ سنه وشيبه:

"أنا المسئول واللي بعت جيبتكم واللي اختارتكم عشان نقبض على عصابة الE.M، فِهمتوا؟!"

حرك الخمسة رؤوسهم إيجابًا، فيما تحدث «رحيم» بهدوء يستفسر منه:

"طيب يا سيادة اللواء فهمنا المهمة أكتر وحضرتك عرفت الموضوع إزاي؟!"

ابتسم «باسل» بثقته المعتادة، ثم هتف بتوضيحٍ لهم:

"كل الموضوع إني عارف إن إياد ووعد بيراقبوا هارون وبيحاولوا يمسكوه بكل الطرق، فخليت رجالتي الخاصة تنبش ورا الموضوع لحد ما عرفت بحوار العصابة الكبيرة اللي معموله، وعرفت كمان إنهم زرعوا نفسهم وسطيكم في الشغل عشان كده طلبتكم وبعت لقسم الغردقة عشان يجيب أدهم ورحيم ويحيى."

تحدث «أدهم» بهدوء يسأله:

"طب يا سيادة اللواء هم مقلولناش ليه إن حضرتك اللي عايزنا يعني؟! هم مكانوش يعرفوا؟!"

ردَّ عليه الآخر بتوضيحٍ وثبات:

"لأ طبعًا كانوا عارفين بس دي معلومات سرية يا سيادة النقيب ومينفعش حد منهم يقولها من غير إذن."