14) استراحةُ مُحارِب..

59 5 0
                                    

"الفصل الرابع عشر"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

لقد صَدَقَ مَن قال بإنَّ العيدَ فرحةٌ، فأنا عيدي برؤياكِ يا جميلةُ المُحيا والقلبِ!
معلومٌ ومشهورٌ بإنَّ لنا عيدان، أما أنا فَلي ثلاثة أعيادٍ، العيدان المُتعارف عليهما، وعيدٌ برؤياكِ وبِطَلَةِ مُحياكِ وابتسامةُ عيناكِ فعندها يصرخ قلبي عاليًا:

_هلَّ العيدُ، واحتلَّ قلبي السعادة
هلَّ العيدُ برؤيةِ مُحياكِ كالعادة
هلَّ العيدُ بابتسامةِ ثغرُكِ المُعتادة
هلَّ العيدُ بنظرةِ مُقلتيكِ البرَّاقة
هلَّ العيدُ ومعهُ تضاعف حبي لكِ، وازداد زيادة.
﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉
دقائق قليلة وألتفوا جميعًا حول الطاولة ليتناولوا سحورهم سويًا، وقد لاحظ الأخير غيبة زوجته الغريبة، فتسائل بتعجبٍ:

"هي فرح فين؟! مشوفتهاش من ساعة ما صحيت يعني؟!"

نظر له الجميع بدهشةٍ وتعجبٍ من سؤاله الغريب من وجهةِ نظرهم، وقد لاحظ الأخير نظراتهم الموجّه إليه وقد زادت دهشته أكثر من إختفاءِها المفُاجئ.

وحين لاحظ نظراتهم باتجاهه سألهم بتعجبٍ من نظراتهم تلك:

"في إيه يا جماعة هو أنا قولت حاحة غلط ولا إيه؟ مش شايف فرح من ساعة ما صحيت هي راحت فين؟"

أجابته والدته بعد أن تنحنحت بهدوء ثم قالت ببعض الارتباك مخافة ردة فعله الغير معروفة حتّى الآن:

"بُص يا ابني بصراحة أنا لاقيتها قاعدة وباين عليها بتفكر في حاجة ومش عارفة تقولها فسألتها وألحيت عليها لغاية ما قالتلي إنها عاوزة تروح تتسحر وتبات مع أخوها ومستنياك تصحى عشان تقولك، فقولتلها إني موافقة وإنها ممكن تنزل بس هي قعدت تقولي لأ يمكن إياد يزعل وكده فأكدت عليها إنك مش هتزعل وأقنعتها لغاية ما نزلت، أنتَ فعلًا زِعلت يا إياد؟"

حرك الآخر رأسه نفيًا، تزامنًا مع قوله الهادئ وقد شعر بالارتياح لفعلة والدته:

"بالعكس يا ماما أنا مش زعلانة خالص، يمكن فعلًا كنت هزعل لو صحيت لاقيتها لسه هنا وإنك أصريتي عليها تستناني، لكن رد فعلك كان هو الصح طبعًا وكالعادة."

ابتسمت له والدته بحب وفخر من تفكيره المُميز، بينما نظر له توأمه بتعجبٍ وذهولٍ شديدين أعرب عنهما بقوله:

"مش زعلان!! إزاي؟! ده أنا قولت إنك هتقوم تقلب الدنيا على بعضها وتقول إزاي تنزل من غير ما تقولي والكلام ده، أصلي لو مكانك مكنتش خليت عشق تنزل غير وأنا رجلي على رجليها، أصلي هكون ما صدقت إنها في بيتي يعني."

اختتم حديثه بنبرةٍ حالمة بذلك اليوم الَّذي ستُنير بِه حبيبة قلبه منزله وحياته كلها، بينما قاطع شروده صوت شقيقه حين أجابه بنبرته الهادئة:

أنتَ طَوْقُ النَّجاةِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن