"الفصل التاسع"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧_هل تعلمين يا عزيزتي..
ما يحدُث لي بمُجرد رؤيةِ طيفُكِ؟!
أو كيف أراكِ دومًا؟!
دعيني أُخبرُكِ أولًا بما يحدُث لي برؤيتُكِ، فعندما أُبصرُكِ يُصاب قلبي بقشعريرةٍ يُداعب بها جميع الحواس لتلتفت لكِ وحدكِ عن الجميع،
فلا تسمع الأذن سواكِ، ولا ترى العين غيركِ..
فأنا أراكِ دومًا يا عزيزتي مثل النجوم، تُشبهينها في جمالِها الآخاذ، وكذلك في البُعد..
فأنتِ بعيدة كل البعد عني، حتَّىٰ تأكدتُ بإنني لن أصلَ إليكِ يومًا؛ لذا كُنت عندما أبصرُكِ تخرج من بين شفتي زفرةٌ حارَّة يُردد على إثرها قلبي "آهٍ لو أنالُها، آهٍ لو أنا لَها"..
ذاك المسكين بين جنبي والَّذي سقط أسيرًا بسهامِ مُقلتيكِ الدافئتين، وقد عجزت الثماني والعشرون حرفًا أجمعين عن التعبير عنه وعما يمرُّ به..
والآن.. الآن بعد أن أصبحتِ معي، وبرفقتي،
أصبحتُ أملك النجوم بين راحتي، وصاح قلبي مُهللًا:
"ها قد نِلنا مُرادنا..
ها قد حققنا غايَتُنا.""طب بُصي يا دكتورة وبما إنك مبسوطة كده، أنا حابب أقولك إني مُعجب بيكي جدًا وعاوز أكلم والدك لو معندكيش مانع."
اختتم حديثه ينظر إليها ليرىٰ وقع كلماته عليها، هو بالفعل قرر استغلال سعادتها بذلك الخبر الجميل ليُخبرها بما يحمله لها من مشاعر دفينة، عملًا بمقولة "اطرُق الحديدَ وهو ساخنًا"، وها قد طرقه وهو مُشتعلًا فهل سيتشكل كما يريد، أم يظل جامدًا لضعف طرقته؟!
نظرت له «نداء» بتعجبٍ شديد، فهي خلال هذه الأيام أصبحت محط أنظار الشباب فجأةً !! أولًا ابن عمها، والآن زميل عملها !! هيَ لا تَجِد مانعًا في قَبول زميلها فهو شخصٌ مسؤول، وهادئ الطِباع، وصاحب خُلُقٍ حسنٍ، وأيضًا هي تُكِن له بعض الإعجاب؛ لذا تحدثت بنبرةٍ هادئة:
"كلامك مع بابا يا دكتور سالم مش معايا أنا، وردّي هيكون ليه برضه مش ليك."
وقف الآخر بلهفةٍ وهو يستند بكلا ذراعيه على المكتب ويدنو منه بجذعه العلوي، ثم سألها بلهفةٍ والسعادة ترتسم على ملامح وجهه:
"يعني أعتِبر كده إنك موافقة؟!"
تحاشت الأخرى النظر لعينيه من الخجل، وأجابته بنبرةٍ حافظت على هدوئها:
"أنا قولتلك إن ردّي هيكون لبابا وهتعرفه منه هو."
اتسعت ابتسامة «سالم» تلقائيًا بحديثها الَّذي أطرب قلبه بشدةٍ، ثم قال بلهفةٍ وسعادةٍ عارمة:
"خلاص بإذن الله هاجي اتكلم مع باباكي بعد كتب كتاب ابن عمك عشان إنتوا أكيد مشغولين النهاردة وبكرة.. عن إذنك يا دكتورة."
حركت الأخرى رأسها بخجلٍ، فيما خرج الآخر من مكتبها وهو يبتسم بسعادةٍ عارمة ويسير في الروّاق، فقد حصل على موافقة شِبه مبدائيه عمّا كان يحلُم بِهِ، ورغمًا عنه تحدث لنفسه بصوتٍ مسموعٍ بعد أن أخرج تنهيدة من بين شفتيه:
أنت تقرأ
أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ
Aksiyon"كُنتُ أنا وقلبي بين أناسٌ مؤذيةٍ يسلبُون كُل جميلًا بِـداخلي، ويتركونني بلا حياة؛ حتى رأيتُكَ وسط جموعِ البشرِ فأيقن قلبي أنكَ أنتَ طَوْقُ النَّجاة".