"الفصل الخامس عشر"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧_أنتِ هو كِنزي الثمين..
نعم، فالحصول عليكِ بمثابةِ الحصولُ على كِنزٍ ثمينٍ، لطالما كنت أحلمُ بالاستيقاظ برؤية مُحياكِ، والنوم على ملامحك الهادئة، وأن يتحول هذا الحُلُم لواقعٍ فلكِ أن تتخيّلي كيف ستصبح حالتي؟!
فأنا أشبهُ برجلٍ ضاع بغابةٍ كبيرة مُوحِشة يشعر بالخوف من أصوات الوحوش المُفترسة والدياجر المحيطة به، ولا ماء ولا ثمار لينعم بهما ويروي عطشه ويسد جوعه، حتى نومه ترك عينيه ورافقه السُهاد مخافة الإفتراس..
يسير بلا هدي حتى لاح أمامه من بعيدٍ أشجارٍ مُثمرة؛ ليركض بكامل قواه باتجاهها آمِلًا بثمرةٍ واحدة تُصمت صوت معدته المُنهكَة، حتى وصل أخيرًا ليفغر فاه بدهشةٍ مما رأى! حيث أبصر جنةٍ أرضية! تلك الأشجار المُثمرة والبئر المُمتلئ بالماء العَذب والطيور الجميلة المصاحبة للمكان، لتَقَر عينه بما يرى ويشرب ويأكل ويجلس مُستأنسًا بين الطيور مُستظلًا بالأشجار كمن حصل على وطنه من بعد الغُربة، وحاوطه الأمان من بعد الكُربة.
﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉
استيقظ الجميع ظُهرًا وبعد أن أنهوا صلاتهم شرعوا في إتمام النواقص استعدادًا لتلك الليلة الرائعة، ومع حلول المساء وإسدال ستائره أصبح قصر «سُليمان» شاغرًا بجميع الأناس، جيرانهم ورفاقهم وأحبائهم فقد حضر الجميع للمباركة للعروسين وقد اجتمعت جميع النساء داخل القصر كالعادة، والشباب بالخارج.كانت الفتيات بالداخل تتراقصن سويًا بمرحٍ وقد أتت إليهن «خديجة» ووالدتها يُشاركهن السعادة والفرح، وفجأةً شخصّت «نداء» بعينيها حين أبصرتها بين النساء والفتيات تلجُ إليهن، لتردد اسمها بدهشةٍ سيطرت عليها:
"رومـا !!"
إنتبهت الفتيات لما تفوهت به رفيقتهن وحركن أبصارهن حيث تنظر الأخيرة، ليبصروها تلجُ بابتسامتها الهادئة وهي ترتدي فستان ضيق أحمر اللون يصل إلى ما بعد ركبتيها وعليه معطف من خامة "الچينز" وتترك لخصلاتها السوداء القصيرة العنان وتلك الغُرة تزيد من جمالها مع عينيها الزرقاويتين، فتبسّمت الفتيات واحدةٍ تلو الأخرى لرؤياها، بينما ركضت إليها رفيقتها تعانقها بغير تصديق.
إبتعدت عنها «نداء» وهي تقول بعدم تصديق لرؤيتها أمامها:
"أنا مش مصدقة إنك جيتي يا روما بجد! نورتي بيتك من تاني يا حبيبة قلبي."
ابتسمت لها «روما» بحبٍ خاصٍ بها وهي تُجيبها:
"يعني إزاي مشاركش في فرحة زي دي، ودي الفرحة المنتظرة."
ابتسمت لها الفتيات اللاتي اجتمعن حولها ترحيبًا بقدومها، فيما تحدثت أميرةُ الليلة مبتسمة الوجه بإشراقٍ:
"جدعة يا بت يا روما، عارفة لو مكنتيش جيتي كنت هطلع عينك بجد مش هزار."
ابتسمت لها الأخرى بهدوء وهي تحرك رأسها نفيًا، تزامنًا مع إمساكها بكفيها وهي تقول:
أنت تقرأ
أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ
Action"كُنتُ أنا وقلبي بين أناسٌ مؤذيةٍ يسلبُون كُل جميلًا بِـداخلي، ويتركونني بلا حياة؛ حتى رأيتُكَ وسط جموعِ البشرِ فأيقن قلبي أنكَ أنتَ طَوْقُ النَّجاة".