7) حُزنٌ من نوعٍ آخر..

42 4 0
                                    

"الفصل السابع"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

_أن أُصْبِحُ أنا أُمنِيَتُكِ، وتُصْبِحينَ أنتِ غايَتي؛ لهو العِشق..
أن أُرافِقُكِ في أحلامُكِ، ويُرافِقُني دومًا طَيْفُكِ؛ لهو العِشق..
أن أكونَ لكِ مصدر القوةِ والأمان، وتَكُونينَ لي السكنُ والأوطان؛ لهو العِشق..
أن تتعلق أعيُنِنا ببعضهما، وتُصاب بالعمىٰ عمَّن سِواهما؛ لهو العِشق..
أن تهْربي من الدُّنيا بأسِرِها، وتلجأي لقلبي، وتستقري بينَ ذراعي وتطمئني،
وأن أهرب أنا من الجميع وأولَّهُم نَفسي، وألجأُ إليكِ، وأُظهِرُ لكِ ضعفي؛ لهو العِشق..

"وأنا يا عمي طالب إيد فرح وشاريها، ومُستعِد أدفع اللي أنتَ تؤمر بيه."

شخَّصت بصرها بقوةٍ عند وصول حديثه السَّابق لمسامعها، وما كادت أن تخطو خطوة واحدة لتقوم بسبِّه وطرده ورفض عرضه المُقزز -بالنسبةِ لها-؛ حتَّىٰ استمعت إلى ما جعلها تثبت عن الحِراك، حين تحدث خالها وقال له:

"وأنا معنديش مانع يا هارون، ما دام هتدفع أي مبلغ أنا أطلبه يبقى أنا موافق."

نَصل سكينٌ حاد غُرِزَ بقلبها الصغير دون رحمةٍ أو شفقةٍ من الفاعل، وهُنا الفاعل ليس أي شخص؛ بل هو خالها ومن تولَّى مسؤولية تربيتها، الآن يوافق على تلك الزيجة دون الرجوع لها حتَّىٰ !!

للحقِ ليس هذا ما آلم قلبها بشدة؛ بل حديثه الأخير هو ما جعل الألم يَعصِفُ بها، فما قاله يعني أنّه يُريدُ بيعِها وقبْض الثمن !!، فلم تتمالك نفسها ودلفت إليهم تنظر لخالها بصدمةٍ وهي تقول:

"إيه اللي أنتَ قولته ده يا خالو؟!"

وقف الجميع بتعجبٍ من تواجدها، بينما تحدث «هارون» بهدوء:

"طب هستأذِن أنا بقى، وأسيبكم لوحدكم."

أومأ له خالِها بهدوء، فتحرك الآخر مرورًا بجوارها وهي ترمقه بمُقتٍ شديد وهو يبادلها المُقت بالتبسُّم، ثم خرج من الشقة بأكملها وتوجَّه إلى شقته المقابلة لهم.

فعاودت «فرح» النظر لخالها وقالت بلهجةٍ جامدة:

"أنا عاوزة أفهم إيه اللي أنا سِمعته دلوقتي ده يا خالو."

تحدث خالها بلهجةٍ بَدَت لها باردةً، وكأنَّ ما يقوله شيئًا بسيطًا:

"زي ما سمعتي بالظبط، هارون طلب إيدك مني وأنا وافقت، فين المُشكلة يعني؟!"

نظرت له الأخرى بدهشةٍ من لهجتِهِ الباردة، وهي تُردد خلفه باستنكارٍ شديد لما تفوه به:

"فين المُشكلة؟! ده المُشكلة كلها في اللي أنتَ قولته، أنا مش عاوزة أتجوز هارون ده."

أنتَ طَوْقُ النَّجاةِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن