12) عودةّ الحبيبُ الغائِبُ.

62 6 2
                                    

"الفصل الثاني عشر"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

_أخبريني كيف حالُكِ وبماذا تشعرين؟
أيوجدُ لي مكانًا بقلبِكِ، أم لغيري يأخُذُكِ الحنين؟
سؤالٌ يؤرِقُ نومي، وأنتِ بالراحةِ تهنئين..
تقتُلني براءةُ عيناكِ، وبغيري أنتِ تُفكرين !
وإذا باشرتُكِ بالسؤال، فبماذا سوف تُجيبين؟!
وياليتُك ما أجبتِ حين سألت، وقد زاد بداخلي الأنين
أحقًا بي لا تشعرين، وخلف غيري تنجرفين؟!
أحقًا بي لا تُفكرين، وإلى غيري دائمًا تشتاقين؟!
كُل ذلك كَذِبٌ؛ حتَّى لو أنتِ مَن تقولين..
فقلبي يقول بإنكِ مني وإليَّ تنتَمين،
وأنا أُصَدِقُ قلبي وإن كُنتِ أنتِ تُكَذِبين
فروحي أختارت روحُكِ خليلة، وإن كُنتِ لا تُريدين
وأنا أنتظِرُ مُجاورتُكِ، وبالغدِ كذلك ستُصبحين
فدعائي لا يخلو مِن اسمِكِ، وربي سيُجيبه وتَرِين..
سنجتمعُ سويًا قريبًا بإرادةِ وقدرةِ ربُّ العالمين.
____________________

وفي نفس المنطقة لكن ببنايةٍ أخرى، خاصةً تلك البناية الَّتي يقطن بها «هارون»، دّق جرس باب شقته عاليًا فتحرك يفتح الباب ليُبصر الطارق أمامه بهيئته الباكية، فابتسم يقول بنبرةٍ ساخرة:

"نورتي يا روما، ادخُلي يا غالية، ادخُلي."

دلفت الأخرى بخطواتٍ وئيدة إلى الشقة، فيما أغلق الآخر الباب خلفها وألتفت ينظر لها وهو يقول بضجرٍ يُخالطه السُخرية:

"ما دام جيتي دلوقتي ووشك بالشكل ده كإنك معيّطة يبقى عرفتي اللي حصل، صح؟!"

نظرت له الأخرى بضجرٍ شديدٍ وغضب، أعربت عنهما بقولها:

"يعني أنتَ عارف، مقولتليش ليه وأنتَ بتكلمني الصُح؟! ليه سيبتني اتصدم الصدمة البشِعة دي."

ابتسم الآخر بزاويةِ فمه، ثم قال بعد أن جلس على المقعد:

"حبيت تتصدمي زي ما أنا اتصدمت بالظبط، أصل سبع البُرمبة بتاعك اللي رفعالي بيه السما هو نفسه اللي أدانا إحنا الاتنين على قفانا بالجامد، وفي الآخر تقوليلي متقتلهوش."

نظرت له الأخرى بتيهٍ وضياعٍ سيطرا عليها، وقد ظهرا عن طريقِ حركة بؤبؤيها:

"بس إزاي وامتى وليه اتجوزها إياد؟! دول ما اتقابلوش تقريبًا غير مرتين تلاتة، مش معقولة يكون حبّها يعني."

إشتدت قتامة عيني الآخر وهو يُجيبها بنبرةٍ حاقدة كاره:

"أكيد اتجوزها عشان يضايقني، يارا قالتلي إنه قالهم إني مجرم وكده، وده معناه إنهم اتكلموا، فأكيد عمل كده عشان يضايقني ويقهرني."

نظرت له بألمٍ شديدٍ وحزنٍ سكَن مُقلتيها، لكن زاد عليهما الإصرار والإنتقام اللذان قرأهما الآخر بوضوحٍ عليها وهي تقول:

أنتَ طَوْقُ النَّجاةِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن