18) ليست وحدها مَن قامتْ بالغدرِ..

51 4 0
                                    

"الفصل الثامن عشر"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

_مَن أنا وإلى أينَ أسيرُ؟ تائهٌ ولا أعرفُ إلى مَتىٰ المسير؟ أين هي وجهتي وما هو المصير؟..
أنا عبدٌ عاصٍ إرتكب الكثيرَ من الذنوبِ والآثام، لا أُنكِر اتِّباعي لنفسي السيئة فأنا في النهايةِ إنسان، كُنتُ أريدُ دائمًا الرؤية من زويةٍ مُختلفة، أو بالأحرىٰ بعينٍ مُختلفة، وقد كان..
فأنتِ من رأيتُ بعينيها الذنوب، فاختار قلبي عن هذا الطريقِ أن يتوب، دون أن ينتبِهَ بإنه بكِ وبحُبِكِ يقع ويذوب! فأصبحتُ أرغبُ في التوبةِ عن كل الآثام، وأن أأثم بحبِكِ وعلى طيفِكِ أنام، فأنتِ خيرُ من جادَ به الزمان، فيا غُفران ألن تأتي لتمحو عني العصيان؟
ففي طريقي للتوبةِ ومُخالفةِ الهوىٰ، سقطتُ غارقًا بعينيكِ وقلبي بِحبِكِ إرتوىٰ! فأُصيبتُ بالمرضِ والعِلة، ورددتُ دعاء قبول التوبة، واسمُكِ في ثنايا دعائي؛ لأحصلَ عليكِ بعد الأوبة، ومِن بعد ما قصصت هل تسألين عن حبي لكِ إن كان يقل أم يزيد؟! لا واللهِ هو يزيد فرؤيتُكِ لقلبي أشبه برؤيةِ هلالِ العيد، ولسان حالي يُردِدَ ويُعيد:
"ياليتَ كُل العِلَلِ بفعلِ عينيكِ؛
ليُصبِحَ الشفاءُ بضمةٍ من ذراعيكِ".
﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉
_"إلحقيني يا فرح يا بنتي تعبانة أوي ومفيش حد معايا في البيت، ويارا مش بترد على تيلفونها خالص، إلحقيني يا بنتي."

توترت الأخرى بعد استماعها لحديث زوجة خالها، فأجابتها بلهفةٍ وسرعةٍ:

"حاضر، حاضر يا مرات خالي، أنا جاية حالًا."

أغلقت مع زوجة خالها وتحركت ترتدي ثيابها وحجاب رأسها ثم هبطت بسرعةٍ دون أن تخبر الجدات أو أحد بذهابها، حتى أنها نسيت مهاتفة زوجها وإخباره، استقلت سيارة أجرى إلى منطقة "وسط البلد"، وبعد ما يقرب الساعة وصلت إلى هناك ومنها إلى البناية التي يقطن بها خالها وزوجته ثم صعدت الدرج بسرعةٍ حتى وصلت إلى الشقة الخاصة بهم..

مدت يدها لتطرق الباب لكنها تذكرت بأمر مفتاحها الخاص فأخرجته وقامت بفتح الباب بواسطته بسرعةٍ ودلفت للداخل ركضًا تنادي زوجة خالها، حتى وقعت عينيها على خالها يجلس أمام التلفاز بكل أريحية وما إن أبصرها وسمع صوتها العالي حتى وقف وهتف بضجرٍ منها:

"جرا إيه يا بت إنتِ داخلة تزعقي كده ليه؟ وبعدين دخلتي إزاي؟ وإيه اللي جابك أصلًا؟"

قطبت الأخرى جبينها بتعجبٍ من وجوده، فقد أخبرتها زوجته بإنه لا يوجد أحدٌ معها بالمنزل وبإنها مريضة، وعند تلك النقطة وجدت زوجته تأتي إليهم بأحسن حال وهي تبتسم بسمة خبيثة جعلت الأخرى تنظر إليها بتعجبٍ أشد وقد كانت في حيرةٍ من أمرها، لا تعلم ما يحدث بالضبط لكنها تشعر الآن بالخوفِ من القادم فهي قد وُضِعت بين المِطرقة والسِندان قولًا وفعلًا..!

أنتَ طَوْقُ النَّجاةِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن