"الفصل السادس"
"رواية أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧"رُبَّ صُدفَةٌ خَيْرٌ مِن ألفِ ميعاد".
_أحرُفٍ تشبَّثت ببعضِها؛ لِتُصبِحَ كلماتٍ مُتجاورةٍ، وتكَّوِن جملةٌ صادِقةٌ، ذات أثرٍ طيِّبٍ في النفوسِ..
ففي بعضِ اللحظاتِ نتقابل مع أشخاصٍ في صُدفةٍ غيرْ مُرتبة البتة، ولا نعرِفه، أو نراهُ لمرتِنا الأولى؛ ليُصبح فيما بعد هو أقربُ الأشخاصُ لقلوبنا، وأفضلهم بالنسبةِ لنا،
ثم وبمرورِ الوقتِ؛ نَشكُر تلك الصُدفة الرائعة الَّتي جمعتنا به؛ لنحيا معه حياةً طيبة تمنَّاها القلبُ سابقًا، وحققتها له الصُدفةُ حاليًا.وافقته الأخرى الرأي، ثم تحركا سويًا باتجاه مكتب الإستقبال، ووقفا أمام المكان الفارغ والَّذي كان صاحبه يوليهم ظهره، فتحدث «إياد» بهدوء ليُلفت إنتباهه، أو إنتباهها، فهي ترتدي حجاب، وقال:
"لو سمحتي؟!"
إلتفت له الأخرى وهي تجاوبه بهدوء وأدبٍ قائلة:
"أؤمُرني يا فنـ...."
بترت حديثها حين أبصرته يقف أمامها وبجوارِهِ تلك الفاتنة صاحبة الأعين الزرقاء، بينما جحظت عيني الآخر وضرب جبهته براحةِ يده؛ حين وجدها تقف أمامه فما يُريده لن يُحققه أبدًا برؤيتها، وقد تأكد بإن هذا اليوم هو أسوأُ يومٌ بحياتِهِ، لكِن ما جعله يشخِّص بصره بتعجبٍ، هو حديث الفتاة الَّتي ألقته بهدوءٍ وأدب وهي تبتسم ببشاشةٍ:
"نورتوا المكان يا فندم، حضرتك تؤمرنا بإيه وإحنا في الخِدمة؟!"
وقف الآخر ينظر لها بتعجبٍ شديد، فهي لم تُحدِّثه بتلك الطريقة بالخارج !! لقد كانت في أسوأ حالاتها على ما يَظُن، حتَّى أنه حين أبصرها هُنا تيقن بإنها لن تُساعدهم؛ لكنّها خالفت توقعاته بحديثها الغريب !
نظرت له «روما» بتعجبٍ من صمتِهِ الغريب، ونادته بنبرةٍ مُتعجبة من حالته:
"إياد !! هو في حاجة ولا إيه؟!"
إنتبهَ لها الآخر وابتسم بهدوء وهو يُحرك رأسه نفيًا، ثم عاد ببصرِهِ لتلك العجيبة الواقفة أمامه، وقال بهدوءٍ وثباتٍ كعادته:
"كُنا بس عاوزين نعرف في هنا إوض فاضية ولا لأ، عشان محتاجين أوضة للآنسة."
أنهى حديثه بهدوء وهو يَقصُد «روما» بحديثهِ الأخير، فابتسمت الأخرى بإشراقٍ وهي تُجيبه:
"طبعًا في إوض للآنسة، أحجز ولا إيه؟!"
نظر «إياد» لِـ «روما» وكأنه يسألها بنظراته عن رأيها، لتتحدث الأخيرة بهدوء واستفسار قائلةً للفتاة:
"أيوة ياريت ويكون Suite، لإني هقعد حابة حلوين هنا."
ابتسمت لها الأخرى باتساعٍ، وأجابتها بمرحٍ وهي تُشير لعينيها:
أنت تقرأ
أنتَ طَوْقُ النَّجاةِ
حركة (أكشن)"كُنتُ أنا وقلبي بين أناسٌ مؤذيةٍ يسلبُون كُل جميلًا بِـداخلي، ويتركونني بلا حياة؛ حتى رأيتُكَ وسط جموعِ البشرِ فأيقن قلبي أنكَ أنتَ طَوْقُ النَّجاة".