الفصل الثالث وعشرون

565 47 29
                                    

بمكان أخر

كانت تقف تلك السيدة وهى تنظر أمامها عبر نافذة غرفتها الزجاجية ، على الرغم من مرور كل تلك السنوات ولكنها لم تفقد جمالها بعد لازالت تحتفظ ببشرتها البيضاء النقية وشعرها الأصفر الذى يماثل لون الشمس وهى ترفعه بذيل حصان مرتفع

كانت تنفث دخان سيجارتها وهى تنظر أمامها لثوان قبل أن تطفىء سيجارتها وتتحرك للجلوس على ذلك المقعد تضمُ تلك الدمية الصغيرة لصدرها وعيناها على تلك المجلة امامها والتى يبدو إنها قديمة نظراً لإصفرار أوراقها ولكن تلك الصورة بها لازالت كما هى بلمعتها ، صورة عائلة الرشيدى إثناء إفتتاح ذلك المنتجع منذ سنوات طويلة

عندمـا يكون لكَ أعداءاً كُثر ، لا يكون صعباً إتحادهم لإيذاءكَ أو مُساعدة من يُريد إيذاءكَ، و هى كانت تريد ذلك كانت تريدُ إيذاءه و بما أنها لا تملك قتله، أو تخريب أعماله ، و لا تمتلك مـا قد يؤلمه فـقد سعتُ لسلب مِنه شيء آخر

ضمت تلك الدمية لها بقوة وهى تغمض عيناها تتذكر ماقامت به

فلاش باك

بلوكسمبورغ منذ سنوات طويلة

كانت بسيارتها بطريقها للمطار وكانت تحمل ذلك الطفل بين ذراعيها ، لقد تم عامه الربع منذ سنوات وقضى سنة كاملة بالمستشفى يعالج من مرضه ولم يشفى بعد وتلك كانت فرصتها المثالية

كانت تحمله وهى تنظر لـ وجهه بملامح خـاويّة ، فياسين الأن يظن أن إبنه ميّت و أمه إنهارت ظناً أيضاً أن إبنها ميّت.. و لا أحد سيبحث في هذا الأمر كثيراً

مررت يدها على رأسه برفق وصولاً لرقبته كانت تفكر بقتله، و لكن ذلك لن يشفى إنتقامها

لـذا فكرتُ بشيءِ آخر، مـا أفضل إنتقام سوى أن ينتقم مِنه إبنه؟

كم الأكاذيب التي سيمتلىء بها عقله و هو ينشئ، و لن يعوضها هذا عن ماحدث معها وفقدانها كل شىء حتى حرمانها من الأمومة و كُل مـا إمتلكتُ يومـاً.

هذا الطفل سيكون إنتقامها ، لا يهم كم من الوقت ستتظر، لا يهم بمـا سيحدث فهى لم يعد لديها رغباتِ و لا أحلامِ و لا حياة. لم يعد لديها سوى برغبة عميقة بالإنتقام ، لم تكن بطلة إحدى الأفلام ، التي سيأتي أحدهم و يُحبها و ينقذها من سعيّها للإنتقام، ليس لديّها سواه. لقد تُركتُ وحيدة ، تبكي و تنتحب و لم يستمع إليها أحد

و الآن هذا الطفل، سيحبها ، و سيعتبرها والدته.. ستكون كُل شيء بالنسبة إليّه و عِندما يأتي الوقت المناسب.. هو من سيأخذ بثأرها مِنه.

باك

خرجت من شرودها ذلك على صوت الخادمة التى تخبرها بموعد تناول الطعام لتومىء برأسها وهى تنهض وتغادر غرفتها بعقل لايتوقف عن العمل

ستظل دوماً إختيارىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن