كانت نتفات الثليج تلك تتهاطل بغزارة من السماء والرعد يَشُق عنان السماء لترجع مَرة أُخري لِظُلمتها الحالكه ، فيما القمر مَحبوسًـا بين غُبارات السُّحب الغائمه حولهُ مانعه إيَّاه من نفاذ نوره ذات الضيّ الساطع الهادئ
بينما كان جاد يقف بسطح ذلك المبنى الخاص بالقواد بذلك المعسكر أعلى مكان به يقف محدقاً أمامه فقط غير عابئًا بالبروده التي تسلّلت لجميع أنحاء جسده وعِظامه البارده بل ظلَّ واقفاً بمكانه بنظرات شارده مُحتضنًا ذاته لِمحاوله ضعيفة في بثَّ الدفئ لِنفسهُ ورغم ذلك وشفتيه المُرتجفتا بردًا إلّا أنْ تهاجم الذكريات على ذاكرته يجعله لايشعر بذاته
فلاش باك
فقد قدرته على الرؤية منذ ان كان بعمر الثامنة بعد أن انتزع عيناه بلا رحمة وظل تلك السنوات يعانى من الظلام المصاحب له حتى أتم الثانية عشر منذ أيام
وبكل يوم خلال تلك السنوات الثلاث عاانى بها بأشد انواع الالم
لايرى أى شىء إلا الظلام ولاتشفع صرخاته وتألمه لذلك الرجل الذى كان يقف يراقبه بعنيان جامدة لاترمش
وهو مُكبَّل بالأغلال والقيود الحديديّة القاسية من قدماه ويداه حتّى جسدهُ. تُطبَّق الأغلال علىٰ جسدهُ بِعُنف حتّى بات وكأنه سينفجر في إيهٍ لحظة. دماءٍ ستخرج من عروقه وأوردته مُنفجرة لشدة الضغط عليها . بينما يُبحر الدماء القاتم بين كامل خصلاتهُ ورأسه وتُغطّي ملامحه تقريبًا. وقد تم رسم لوحة فنيّة على جسده بالأسواطِ المُشتعلة وصوته ذلك يهمس بنسيانه كل شىء لعائلته لأبيه لأخيه توأمه
كلما صرخ بأسم أحد منهم مستنجداً باكياً كانت تزداد قوة تلك الجلدات على ظهره
بكلمات منددة بجعله عاجز عن الحراك إن ظل يردد اسمائهم
باك
زمجرة البرق أخرجته من شروده وأفكاره تلك الطقس مماثل لما كان يحدث معه
كان يتم تقييده ورميه بذلك الطقس البارد بالخارج ، يتم حرق جسده
مرت أسابيع وأشهر وظل على تلك الحالة ماأن تشفى جروحه يحصل على اخرى جديدة
حتى بالنهاية رضخ لمطالبهم تركوه لمدة عام تحت الاختبار وقد وجدو منه الطاعة التامة
وبسن الرابعة عشر تم إجراء له تلك الجراحة لزراعة قرنية ليستطع الرية مجدداً وكم صدم بتغيير شكله والجروح التى إمتلئت بجسده ووجهه..حتى تلك النظرة بعيناه صارت مُختلفه وكأن شيء إنطفأ بها
مرت الأسابيع بعدها وتعلم كل شىء من وقتها حتى أمساكُ السلاحُ وكذلِك القتلُ !
لم يعد لديه حِس التفكير السليم ، يفعل اي شيء فقط للنجاة بحياته شىء بداخله طمس وتلاشى للأبدُ
