البارت العشرون

550 42 36
                                    

تجاوز الوقت منتصف الليل ببضعة ساعات ، الطقس مائل للبروة وتلك الامطار تخرج جميع الشوارع بالخارج

كان جاسر يجلس بجوار ريان الذى كان يقود سيارته تتبعهم سيارات الحراسة

لحظات مرّت حتى وصلوا إلى ذلك المكان

هبط جاسر وريان لينظرون لمجموعة كبيرة من الرجال تُحاوط ذلك المخزن القديم الذي كان تابعاً لشركة ريان

إقترب الاثنان إلى ذلك المكان ليُشير ريان لرجاله بفتح الباب الحديدي الكبير ، وهتف لجاسر قبل دخولهم: جاسر لو مش عايز هتقدر دلوقتى نخليها بعدين

هز جاسر رأسه ببطىء وقال له: يلا ياريان

قالها ودلف للداخل ليتبعه ريان توقف جاسر يرمق من يجلسون امامه على تلك المقاعد مقيدون بسلاسل حديدية قاسية محكمة الإغلاق حول يديه وقدميه وبقيّة أجسادهم وتلك القماشة على عينهم ليقول ريان لجاسر: وفاء وصباح اللى كانو مسئولين عن الحضانة اللى فيها الولاد ودول جوز الخيل اللى هما متجوزينهم

ابتسم جاسر بصمت ناظراً لما أمامه قبل ان يعتدل ليقف بجمود ليشير ريان لرجاله وهو يزيحون تلك القماشة عن وجه النساء لترفع احداهم عيناها وتشهق بفزع حينما شاهدت وجه جاسر الجامد امامها لتقول بخوف ونبرة مذعورة:

ماكنتش اعرف والله مااكنتش اعرف ؟

جاسر ببرود: ماكنتيش تعرفى ايه بقى بلظبط ؟

وفاء: دكتورة مريم هى اللى عملت كده ؟ هى اللى قالتلى اعمل كده؟

نظر جاسر لريان الذى اقترب بهدوء ليقف بجواره ويقول بنبرة باردة: انا بقى عايز اعرف كل حاجة عايز اعرف الحقيقة كلها .

وضع الرجال خفهم تلك المقاعد ليجلس ريان وجاسر وتابع: ومعاكم الليل كله لأخره

كانت تنظر لهم وفاء وهى ترتعش كورقة فى مهب الريح تنظر حولها بخوف وقهرتنظر لزوجها سمير الذى رفع رأسه بتعب، وقد كان مكبلا بالسلاسل جالسا علي ركبتيه،ووجهه يقطر دما تحكي عن آثار ساعات مؤلمة قضاها بين أيدي رجال ريان، والألم ينخر عظامه وكأنه إتفق مع ريان علي أن يذيقوه من العذاب ألوان

لتقول بخوف: انا كنت شغالة فى الحضانة أول لما مدام فلك ولدت والولاد اتحطو فى الحضانة دكتورة مريم دخلت احنا متعودين انها بتدخل الحضانة تملى تطمن على الولاد هناك

صمتت ليرمقها جاسر بثبات وتابع : كملى

وفاء: أول مرة دخلت عادى كانت بتسأل عن الولاد وعاملين ايه وقتها كان اتنين من التوأم تعبانين وكان لازم يفضلو تحت جهاز النفس زى ماالدكتور قال

تانى يوم هى جاتلى البيت قالتلى إنها هتوفرلى شغل تانى فى مكان كويس وبمرتب اكبر وهتوفر لجوزى شغل وتوفرلى سكن فى مكان تانى

ستظل دوماً إختيارىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن