فتاه غريبة

16 6 6
                                    

                        _ رؤى_
بعد بقائي عند العم سائر ثلاث سنوات تعلمت الطب إلى جانب تسلق الأشجار  لكن كسرت قدمي في أول محاولة يقولون بأن الأنسان يتعلم من خطأه في يوم تسللت أشعة الشمس من النافذة قررت الذهاب إلى المدينة لإحضار بعض المستلزمات أخذت حقيبتي ووضعت بها النقود وقبل خروجي استوقفني صوت العم سائر الذي قال لي إلى أين؟ فأجبته إلى السوق !
سائر: هكذا ؟
رؤى: أجل ما الخطأ ؟!
سائر: ألبسي هذه العباءة
كانت عباءة بالكاد تغطي العيني بحيث عدم كشفهما سألته بغرابة : لما أرتديها!
سائر: كي لا يتعرف عليكِ أحد فيُكشفَ أمرُكِ
إقتنعت بما قاله أرتديتها فوق ملابسي وخرجت مودعة له مكملة سيري إلى المدينة
سائر : أتمنى أن لا يحصل أي شيء غريب بأمان الله
سرت خارج الغابة مسترجه ذكرياتي عن المدينة مع جزء قتل والدي حاولت أبعاده عن رأسي عده مرات لكني لم انجح وصلت إلى بوابة المدينه كانت تضج بالزحام وكل بائع يحاول إنفاق تجارته بأقرب وقتٍ ممكن أسرعت لأجلب الأغراض سرت في جسدي رعشة خوف من اكتشاف أمري سرت عدة خطوات اُنَقِلُ نظري بحثاً عن المواد التي سأشتريها فرأيت أُناساً مجتمعين حول تاجر فتزاحمت لأرى ما الأمر فرأيت فتاة أصغر مني بسنة أو سنتين حسب تقديري يبيعونها فبيع العبيد في المدينة يعد تجارة حيث يتم بيع أي شخص لم يستطع تسديد دينه أو آجاره ِأو يأخذون منه طفله حتى لو كان الوحيد ليبيعونه ويأخذوا ثمنه إنهم دون رحمة! فهمهم أموالهم وبطونهم تدافت لشراء تلك الفتاه ذات العينان العسليتان شعرها كان قصيراً بالكاد يصلُ إلى رقبتها بعد مجادله مع الآخرين من أجل شرائها دفعت كل نقودي ونصف ثمنها حتى حصلت عليها سلمني التاجر ورقة تضمن أنها ملكي الآن كدت أن أمزقها لأحررها فقال مردفاً لي : إضاعة الأوراق اوفقدانها  يفقد حق أمتلاكها بمعنى يمكننا أخذها منك مجدداً
أومأتُ برأسي إيجاباً وسحبتها من يدها وسرنا متجهين إلى حافة الطريق وجلست وهي الأخرى بقي في حوزتي خمس دراهم  تكفي لشراء رغيف خبز مع المربى أحضرت لها رغيفاً لتتناوله في البداية رفضت لكنها تناولته بعد إلحاحي عليها مضت لحظات صمت بيني وبينها حتى قطعت الصمت بسؤالي ماسمك؟
نظرت إلى مجيبة: اسمي زهرة
اسمٌ جميل كصاحبته قلتها مبتسمه
لم تنطق بشيء استمرينا بالصمت حتى قاربت الشمس على المغيب فمدت يدي لها قائلة : هيا لنذهب نظرت إلي وقالت : إلى أين ؟
قلت إلى المنزل فأمسكت يدي وسرنا حتى خرجنا من بوابة المدينة فنظرت إلي وقالت : ألا تعيشين في المدينة أجبتها باسمه : لا
استمرينا بالمسير ودخلنا الغابة فقالت : أنا اعرف هذا المكان جيداً ٠
حقاً أجبتها وصلنا إلى منزل العم سائر وطرقناه ففتح العم سائر عيناه ونظر إليها وقال بصوت كاد أن يبكي زهرة ......نظرت إليه بقولها أبي احتضنا بعضهما صدمت من ذلك كيف يملك ابنة دلفنا إلى المنزل وقال حمداً للربّ لقد اعادكِ إلي قلت له مستغربة : أهي ابنتك ؟ لما كانت في السوق كل هذا الوقت فقال : لقد أخذوها عندما كنت في المدينة رغماً عني لأنني لم استطع سداد الإيجار فخرجت من المدينة بانياً كوخاً كي اعيش به واعمل من أجل إستعادتها
جلسنا وتسامرنا الحديث طوال الليل كانت السماء مرصعه بالنجوم وكأنها أجتمعت لتسمع حديثنا ، حدثتنا زهرة عن كل شي مرة أصدم من تعامل الناس لها ومرة أعود لطبيعتي  قررنا الخلود إلى النوم استلقيت بقربها وبقينا الليل بسرد الحكايات تحت الغطاء حتى غفت عينانا استيقظنا في الصباح على نور الشمس المتسلل للغرفة دون إذن لإيقاظنا نهضت من سريري بالكاد عيناي تفتحا بسبب السهر الليلة الماضية كان عمي يعد الطعام كاطاهي المحترف وبعدها دعانا لتناول الطعام جلسنا حول المائدة المستديرة التي تواجدت في منتصف المطبخ
مضت عدة أيام على تواجد زهرة معنا لم أرَ العم سائر سعيداً هكذا من قبل إلا بعد عودة زهرة إليه مرت سنتان بلغت من العمر اثنا عشرة سنة وزهرة احدى عشره كانت أصغر مني بسنة كما توقعت علمنا عمي التبارز بالسيف كنت في البداية فاقدة الأمل في تعلمه بعدها أتقنته كنا بعد كل يوم نتحلق حول الطاولة لنناقش القصص وما حدثنا معنا في الصباح

اسقاط خيانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن