العوده إلى المدينة

17 3 11
                                    

                       _ سيف_
ربما كانت مصادفة عندما ألتقيت برؤى وزهرة ذلك اليوم مازال شعور الذنب بعد كذبي عليهما بأني تلك الليلة كنت اختبئ في القلعة للهروب من الذئاب مضى على صداقتنا ثلاثة أسابيع ويومين أنا الآن جالسٌ على كرسٍ قرب النافذة وبقربي كوب الشاي الذي برد لأنني لم ارشف منه مازلت اقرأ كتابي عن الشعر لأنني أحب أن اتعلمه فهو يمنحني شعوراً وكأن الجماد يتحدث إلي ويشعرني بأن تراب الوطن هو من يحن إلي وليس انا من يحن إليه وأن العصافير عندما تغرد مبتعدة عن وطنها بأنها تودع أرضها وتعدها بالعودة
بينما أنا جالسٌ اقرأ بعض الاشعار دخلت عليّ الخادمة تطلب مني ان أذهب لوالدي لأنه يطلبتي أومأت برأسي إيجاباً فتراجعت بضع خطوات واغلقت الباب بدأت أفكر لما قد يطلبي ؟ أليس غريباً مضت خمس سنوات لم ارى وجهه ربما هو أمر غريب لكن هذه هي الحقيقة ، لطالما سمعت من أشخاص أن الشاب هو من يكون الأكثر اهتماماً من ناحيه والديه لكن مادام هناك فتاة تحل محله فإنهم لا يكترثون إلا لمصدر قوتهم أبي قاسي كل مايهمه مصالحه الشخصية أنه لم يعاملني مرة وكأني ابنه بل كآلة لهذا ابتعدت عنه بما أنه يعتبرني مجرد مصدراً للتلاعب بالآخرين دعوني اعرفكم بعائلتي أمي تدعى   جواهر وأبي ببيار ولدي اخت تدعى إيفا لم نتفق يوماً على شيء لجادلتها أو جادلتني اختي مغرورة تحب المال كثيراً وهي مستعدة لبيعي الآن مقابل مبلغ من المال للتخلص مني لكني اعلم انها بحاجتي كي تحقق مطالبها أبي يعد الوزير لملك مدينة الأحلام بمعنى يده اليمنى الحقيقة لا أحب أمور السياسة فأنا أميل للتعلم والتثقف أكثر بالنسبة لي قراءة كتاب افضل من حضور اجتماع مع أبي لكني تجاهلت افكاري وتجهت إلى الباب وفتحته وسرت في الممر حتى رأيت أبي وهو ينتظرني نظر إلي وقال : اليوم اريدك أن تأتي برفقة اختك
فقلت له : إلى أين؟
فقال لي وهو ينظر إلي وكأنه فقد الامل مني ورمقني بطرف عينه وهو يدير ظهره لي : إلى المهرجان
ومن ثم غادر ، تذكرت المهرجان حفل يقام سنوياً كذكرى لتغلب مدينتنا وزدهارها إنها مدينة الأحلام بمعنى لا يمكن وجودها إلا في الاحلام هذا ماسماها به شعبها وملكها عدت إلى غرفتي وجلست على الكرسي وأنا أفكر بما قاله أبي وبنظرته لي فتكأت برأسي على الحائط وأنا انظر إلى السماء وأردد أتمنى أن لا يحصل أي شيء سيء لأنني أعلم فتصرفات أختي ومشاكلها ولا سيما بأن ابن الملك سيكون هناك الذي يدعى ب لؤي  شابٌ لم يتجاوز عمره العشرون عاماً برغم أن اختي تحبه ولكنه لا يبدي لها أي اهتمام ( إنه لا يرغب بها فلماذا تلاحقة إلى كل مكان يذكب إليه)؟ وتطلب مني ان اتقرب منه  كي يوافق عليها ( اخشى أن يحبني أنا عوضاً عنها) لا لا هذا مجرد هراء أنه كلام مع نفسي بعدها قررت الهموم لتجهيز نفسي لكي أذهب معها لأنها لن تكف عن الثرثرة إن وجدتني غير جاهزٍ قولوا عني ماتشاؤن غيور من اخته لا يحبها لا يهتم بها يكرهها يبغضها لا يهم أنا أحبها ولكن لا احب غرورها الزائد اشك بأنه سبب ابتعاد السيد لؤي عنها سيد؟ أنا اناديه هكذا فهو الوريث الوحيد للملك لدينا نفس الصفات أعني حبنا للعلم والمعرفة والمغامرة وقراءة الكتب ، لقد احضر والدي له أربع جاريات لتكون إحداهن زوجة له فرفض الفكرة لأنه ليس لديه وقت لهذه الأشياء وأن التعلم لحكم المملكة هو كل همه أما الزواج فهو آخر همه أنا اوافقه الرأي لأن الجبان هو من يختار له والدها من يتزوج ويكون شجاعاً إذا وجد حبه بنفسه ، أختي تشعر بالغيرة من الجارية الثانية التي تدعى ياسمين لأنها تمتلك شعراً اشقراً ليس بطويل وعينان عسليتان وكانت اجمل امرأة تحدث بها أهل المدينة من بعد أمي واختي ياسمين لاتحب أن يكون هناك أمرأة أجمل منها ولهذا تتباهى بنفسها وبشعرها الاشقر كنت لأقول ان ياسمين أجمل أمرأة رايتها لكن تغير الأمر بعد إلتقائي برؤى
" تلك الزهرة التي وجدتها يوماً التي لايشعر احد بوجودها إلا إذا أزال العشب الذي حولها عيناه الزرقاوتان أشبه بمحيط عميق لوناهما مميز إنها جميلة بكل صفاتها "
أهذا حب من طرف واحد ؟
أهو غير متبادل ؟ أو هو مجرد إعجاب ؟
وسط تفكيري طرقت أختي الباب وهي تقول : ألم تنتهي إلى متى سأنتظرك ؟
خرجت لها بعد أن أخفيت أفكاري في دماغي لأغوص بها في الليل
                 ......يتابع ......

اسقاط خيانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن