الفصل الثامن♥️

1.6K 80 0
                                    

الفصل الثامن(حلم بسيط )
وحلمي البسيط هو أن تحبني ...الا ترى غيري...هل اطلب الكثير؟!
......
استقبلت قبلته الدافئة وتفاعلت معها وهي تتمسك بسترته....كانت تشعر بشعور غريب....شعور رائع وكأنه يغزو روحها لا شفتيها ....رفعت ذراعيها ولامست كتفه وهي تغمض عينيها بقوة شديدة ...بعد.لحظات ابتعد عنها وهو يعانق وجهها ثم يطبع قبلة على جبينها ويقول ؛
-هستناكي.بكرة على نار ...
ثم نهض وتركها غارقة بأحلامها .....
......
في منزل  ماجد...
كان يجلس على اريكته وهو يمسك بصورتهما سويا ...صورة لهما قبل خمس سنوات يوم خطبتهما ...كانت ترتدي فستان باللون الأرجواني ...بدت جميلة بشكل لا يصدق مع عينيها الواسعة التي كانتا تتطلعان اليه بحب بالغ ...كان هذا اليوم أجمل ايام حياته على الإطلاق....صحيح انه لم.يكن يعرف انه يعشقها الى هذا الحد ولكن السعادة كانت تحيط قلبه ...كان يعد الأيام حتى يتملكها ...حتى تصبح له ويكون أمانها ولكن ذلك الشرط الذي قررت وضعه دمر كل شئ....
تنهد وهو يخرج قداحته ويشعل النيران بالصورة وهو يقول بدموع تتساقط من عينيه:
-مبقتيش من حقي يا مياسة ...مبقاش من حقي افكر فيكي ولا أحلم.بيكي ....
انتظر حتى احترقت الصورة بأكملها وتتابعت تساقط دموعه...أنها المرة الأولى التي يشعر بها أن قلبه ينسحق داخل صدره بتلك القوة ....يشعر وكأنه عاجز عن التنفس ...وكأن كل ما حوله مهدد بالدمار ...لقد أحبها...احبها فعلا وتمنى أن تعود إليه ولكنها نهت ما بينهما بكل بساطة....هل يحق له أن يتكلم ؟!...أن يعارض ...بالطبع لا ...هو من تزوج وتركها ونظر إلى حياته ومن حقها أن تفعل المثل !!
............
في اليوم التالي ....
خرجت من  غرفتها وهي تبتسم بسعادة بينما تشع بفستان وردي واسع مع حقيبة بنفس اللون وحجابها الأنيق كان يزين رأسها ....
نظرت إليها زوجة والدها وقالت :
-خير على فين ؟!
نظرت إليها مياسة بضيق ولم ترد عليها وبدلا من هذا أمسكت هاتفها وابتسمت وهي تجد رسالة منه ....
خرجت مسرعة بلهفة لتراه...فمنذ الامس والنوم يرفض أن يزور عينيها ...لقد نامت الفجر تقريبا واستيقظت مبكراً ....
........
ابتسمت مياسة بسعادة وهي تجد قصي يقف أمام البناية الخاصة بها.....
-قصي
قالتها بلهفة وهي تقترب منه ...عينيها تشعان من السعادة ...تشعر بقلبها يكاد يخرج من صدرها ...
-حبيبي ازيك ...
قالها مبتسما وهو يشد على كفها ويكمل :
-وحشتيني بجد ...
أطرقت برأسها حياءاً ليبتسم هو ويسحبها نحو مقعدها بالسيارة ويفتح الباب لتدخل ...
استقلت السيارة ليذهب هو من الناحية الآخرى ويتخذ مكانه بجوارها وينطلق بها ...
....
في أحدى المتاجر الفاخرة ...
كانت تقف مياسة بذهول وهي تطالع.فستان الزفاف الحريري...كان أجمل شئ رأته في حياتها ...لم ترى اجمل منه على الأطلاق ...تلمسته بتردد وعينيها السوداء تبرق بستار رقيق من دموع السعادة ...كيف يمكن السعادة ان تأتي ببساطة هكذا ..كيف يمكنها.أن تتمثل في وسيم بعينين رماديتين يجتاح أحلامها وفستان أبيض من الحرير ...من قلب بات ينبض بعشق بعد سنوات من الجمود ...كيف يمكن ...
ابتسامة سعيدة ارتسمت على ثغرها بينما يقف قصي خلفها ويقول :
-عجبك الفستان ...
-أووي...
قالتها بسعادة ولكن صوتها خفت وهي تكمل:
-بس ده غالي أووي ...
-عجبك الفستان ؟!
كرر سؤاله مرة أخرى لتجيب :
-عجبني بس ...
-من غير بس ..مفيش حاجة في العالم تغلى عليكي ....كل حاجة رخيصة قدامك انتِ....أنتِ اغلى حاجة في حياتي ... ....
تخضبت وجنتيها فأكمل وهو يتلمس وجنتها الملتهبة ويقول :
-تحبي تقيسي  الفستان؟؛
ابتسمت وهزت رأسها قائلة :
-بس مش هتشوفني بيه دلوقتي أنا هقيسه واشوفه مضبوط وبس
-اللي عايزاه يا حبيبي
.....
خلل أصابعه بين اصابعها وهو يسحبها خارج المتجر بعد ان دفع حساب الفستان ووصى على توصيله في أقرب وقت ....
-ايه رأيك نروح نتغدى سوا ؟!
قالها وهو يشد على كفها لتبتسم وتقول :
-أوكِ ...أنا نفسي أكل كشري ..
-نأكلك كشري ..
قالها وهو يدخلها لسيارته وينطلق بها ..
.........
في المطعم ...
كانت تتناول طبقها والدموع تنهمر من عينيها ...لقد أضافت كمية كبيرة من الفلفل الحار ......شفتيها أصبحت بلون الدماء ووجنتيها أيضاً...كانت تحترق ولكنها أصرت على الاكل ....
نظر إليها قصي بقلق وأخرج محرمة وهو يمسح دموعها ويقول :
-خلاص هطلبلك طبق تاني سيبي ده ...
ولكنها هزت رأسها وقالت:
-لا سيبه طعمه عجبني ...
أزاح الطبق من أمامها وقال بإنفعال :
-يا بنتي هتموتي مش كده ....ايه سر أن حاجة توجعك وتحبيها بالشكل ده ....
اخذت منه الطبق وقالت:
-عشان بجد طعمه حلو ...حلو اووي فأنا هتجاهل الألم اللي مسببه ليا ...
ثم بدأت تأكل مجدداً ودموعها لا تتوقف بينما كان ينظر هو إليها بدهشة شديدة !!
........
يوم الزفاف ....
..
في صالون التجميل ....
كانت تقف وعلى شفتيها ابتسامة مرتعشة تقبض على باقة الازهار البيضاء وهي تعطي ظهرها لقصى الذي اقترب منها ليحظي بالنظرة الاولى ...
اقترب اكثر وحاول النظر إليها ولكنها بشقاوة تهربت  عندما أدارت جسدها بالكامل عنه ...زفر بحنق مصطنع وهو يحاول رؤيتها بينما تتمنع.عنه وتضحك .... أخيرا امسكها من كتفيها وجعلها تستدير له ...
كتم أنفاسه وهو يرأها في كاملة زينتها كعروس سعيدة ...لقد زادت السعادة جمالها أضعاف أكثر ما فعلته مساحيق التجميل ...رفع ذقنها وتشابكت عينيهما وابتسم وهو يطبع قبلة قوية على جبينها ثم يمسك كفها وهو يخرج من صالون التجميل وسط الزغاريد السعيدة ....
.......
في قاعة الزفاف الكبيرة ....
كانا يرقصان على إحدى الاغاني الرومانسية ....الحب يلفهما من كل جانب ...كانت السعادة فقط موجودة ...السعادة التي ارادتها مياسة وحصلت عليها أخيراً...كانت سعيدة لدرجة أنها لم تهتم لنظرات أحد ...لم تهتم للنظرات المندهشة أن كيف فتاة مثلها تجاوزت الثلاثين عام تجد رجل رائع مثله. ..ولا حتى اهتمت بنظرات ماجد الحزينة ....لتكن صريحة ..داخلها كانت تشعر بالرضى لانه يعيش اليوم شعورها ...لقد تحطمت أيضاً عندما تزوج من غيرها...ولكن حقا ما اوجع قلبها أن خالتها لم تحضر زفافها 
-تحبي نروح شهر العسل فين ؟!
قالها مخرجاً إياها من شرودها ...نظرت إليه وقالت بلطف:
-المكان اللي انت عايزه ...
-لا ازاي أنتِ العروسة وتقرري...اللي أنتِ عايزاه يا مياسة أنا هنفذه ...هعمل اي حاجة تساعدك ... قوليلي اي حلم وانا هحققهولك ...
-أنا احلامي بسيطة يا قصي ...أنا مش عايزة شهر عسل محصلش ...ولا عايزة دهب ولا فلوس ...مش عايزة اي حاجة من الحاجات دي ...
قالتها وشفتيها ترتجفان بإنفعال ...أمال رأسه وقال بحيرة:
-اومال عايزة ايه ؟!
ابتسمت دامعة وقالت:
-عايزاك تتقي ربنا فيا ...تعاملني كويس ...متعرفش عليا بنات وتفضل مخلص ليا ...متهنيش  في يوم من الايام ولا تيجي عليا ...متكسرش قلبي وتخليني اندم اني اختارتك ...عايزة دايما افتخر اني اختارتك ...اقول للكل أن اختياري كان صح ...ده اللي عايزاه يا قصي ...عايزة ابقى أنا الست الوحيدة في حياتك زي ما انت هتبقى الوحيد والأهم في حياتي ...تقدر تعمل لي كده ؟!
ابتسم بلطف وهز رأسه ...
....
انتهى الزفاف على خير وأصبحا بشقة الزوجية ...تلك الشقة التي جهزتها بسرعة بنفسها وفي وقت قياسي ....
...
وقفت مياسة في منتصف الغرفة وهي تفرك كفها ...لقد تأخر  زوجها بالخارج ولا تدري ما هو السبب ...
أمسكت فستانها وخرجت ...
توقفت في الصالة وهي تسمع همس زوجها الحاد من على الباب ...اقتربت منه وهي تقول :
-قصي فيه ايه ؟!
انتفض قصي بطريقة مبالغ بها ونظر إليها بعيني متسعة ...
اقتربت هي أكثر وقلبها يرتجف لتتجمد وهي تجد امرأة شقراء أنيقة ترتدي نظارات شمسية رغم أن الساعة تجاوزت منتصف الليل ...
-مين دي يا قصي ؟!
قالتها بتوجس ليبتلع قصي ريقه ويقول :
-مياسة دي روان ...مراتي !!
وعروسه الآن لم تعد سعيدة بل بدت محطمة بشكل كبير ...
يتبع
#هل_أسعدك_قتلي
#سولييه_نصار

هل أسعدك قتلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن