الخاتمة (خلصت حكايتنا)
أفكر فيكِ لبضع ثواني فتغدو.حياتي حديقة ورود
نزار قباني ....
..........
-افتكر ان وقتها كنت في كلية صيدلة ...كنت طالبة مجتهدة وعندي احلام كتير ...كان نفسي اتخرج بسرعة عشان اساعد بابا ...كنت شايفاه عمل كتير عشاني...بعد مو.ت ماما الله يرحمها هو كرس حياته ليا أنا ...عمل المستحيل عشاني وعشان دراستي .. .كنت بشوف ابويا بيعمل المستحيل عشان يوفرلي فلوس. .....كان فاتح حساب بإسمي في البنك عشان جهازي لما اتجوز ....بس انا خذ.لته ... خذ.لته لما سمعت كلام أصحاب السو ء ...خذ.لته لما دخلت طريق مش طريقي وبقيت واحدة تاني...بقيت أسقط في الكلية ...طول اليوم مش مركزة وتعبانة وبابا لما اكتشف قعدني من الكلية ...أنا مكملتش تعليمي عشان اتعالج ...وبعد كل اللي عمله عشاني انا خذ.لته ...يمكن مو.ت ابويا أنا يكون ليا يد فيه ...زي ما كان ليا يد في مو.ت ابني ....أنا اختارت سكة ضلـ.مة وعانيت في حياتي ....اللي عايزة أقوله ان حياتنا بتمشي حسب اختياراتنا احنا ....أنا كنت ضعـ.يفة رغم أن الكل حاول يساعدني بس فـ.شلوا عشان أنا مكنتش حابة اساعد نفسي ...بس دلوقتي أنا عايزة اساعد نفسي عايزة اكون انسانة افضل وهكون بإذن الله ....
أنهت روان كلامها في احدى جلسات العلاج الجماعي في المركز الذي انشأه زوجها ...جلست وهي تمسح الدموع التي تكونت جانبي عينيها وهي تحاول الابتسام بينما كان قصي من بعيد ينظر إليها وهو يبتسم بكل سعادة ....سعيد للغاية لأنها قررت أن تنهض بنفسها دون انتظار من أحد أن ينقذها...قررت هي أن تنقذ نفسها ...شعر قصي أن أخيراً روان يمكنها الاعتماد على ذاتها ....
......... ..
-أنا بجد مش مصدق انك وافقتي عليا ...لما عمي قالي امبارح كنت هجيلك بالليل بس عمي مرضيش ...بس لما طلع النهار علطول لبست وجيت ....مياسة ...أنتِ بجد موافقة عليا ...يعني مش هتيجي في الاخر وتغيري رأيك ؟!
قالها ماجد وهو ينظر إليها دون تصديق بعد أن أخبره والدها بموافقتها ...لم يصدق نفسه ...حيث أنه ما يدور حول نفسه وهو يضحك ويقرص نفسه ليتأكد أنه ليس حلماً...لقد اتعبته وهي ترفضه مرارا وتكراراً...ولكنه عرف أن الحياة دونها جحـ.يم ومعها جنة فأراد جنته على الأرض ....
ابتسمت مياسة بسعادة وهي تهز رأسها وتقول:
-مش هغير رأيي أنا موافقة....
ضحك مرة آخرى وهو يقول :
-طيب يالا ...يالا نجيب المأذون وانا موافق على شرطك ...وكل شروطك ....
-مأذون ايه يا عم انت لسه فيه خطوبة ...
قاطع الكلام والد مياسة ليرد ماجد:
-نعم خطوبة ايه يا عمي؟!بعد ده كله خطوبة ده انا استويت عشان توافق عليا ...لإما كتب كتاب علطول أو اخطـ فها ومش هتشوفوا وشها تاني ...وانا مش هتنازل!!!!
.........
بعد أسبوع ...
-عاجبك اللي عمله ابوكي ده ؟!
قالها ماجد بضـ.يق في حفل الخطبة الخاصة بهما لتضحك مياسة وهي تنظر إليه بحب ...فرغم اعتراض ماجد صمم عز على أن يكون هناك خطبة اولا لمدة ست أشهر وبعدها الزفاف يتم ....
-معلش يا ماجد ما هو لازم ادرس صفاتك الاول قبل ما اتجوزك...
قالتها مياسة ببراءة ليرد ماجد بضيق :
-هو أنا كتاب علوم عشان تدرسيني يا مياسة ...ماشي هصبر ست شهور وبعدها هر.نك علـ.قة على اللي بتعمليه فيا ده ...
ضحكت مياسة بقوة وهي تنظر أمامها ...تلك السعادة الغريبة التي تسيطر على قلبها....سعادة لم تختبرها أبداً...سعادة أتت من ثقتها من نفسها...هي من لم تظن أنها كافية لاي شخص ولهذا شعرت دوما بالنقـ.ص ...بالخو.ف ...ولكن الآن هي تثق بنفسها ...تثق أنها كافية ...تثق أن ما حدث لوالدتها مؤ.سف ولكن ليس بالضرورة أن يحدث لها
..............
مرت الأيام والأسابيع وماجد يتذ.وق عذ.اب مختلف....عذ.اب من تسـ لط والد مياسة الذي كان لا يسمح له أن يتحدث الا مياسة الا ساعة واحدة باليوم ...وكان ممنوع الخروج الا مرة واحدة كل اسبوعين لمدة ساعة وهو يرافقهما هو وسناء ....كان يضـ.يق الحـ صار عليه بطريقة مستـظفزة ورغم هذا ماجد صابر يتو.عد له حتى تصير مياسة بمنزله....
... ..........
-يا بابا حرام عليك ماجد استو.ى..
قالتها مياسة وهي تضحك بينما تجلس بجوار والدها ...نظر إليها والدها مبتسما ...أنها المرة الأولى التي يراها بتلك السعادة ...أنها سعيدة لدرجة أن وجهها يُشرق كالشمس ...يعترف أن بعد الله ماجد السبب في هذا ...فهو يحاول تعويضها دوماً عما فعله ...يهاديها يوميا حتى لو لم يراها يترك الهدايا بمنزل والدها ...يفاجئها دوما ...يتحمل حصا.ره الشديد ولا يتذ.مر حتى لو رأى الضـ.يق بعينيه....يحقق جميع طلباتها....يحبها بجنو.ن ....هو كرجل يعرف أن ماجد مُغرم بإبنته بطريقة لم يعهدها.من قبل ...ربما لو تزوجا سابقاً تلك المرة ووافق ماجد على شرطها لم يكن ليحبها بتلك القوة ....ولكن الآن هو مغرم بها حتى النخاع ...
ضمها عز إليه وقال:
-بطلي طيبة يا بنت أنتِ خلينا نعذ.به.شوية اومال يأخدك مني بالساهل...
ضحكت مياسة وقالت:
-تصدق عندك حق ...
......
مرت الست أشهر بسرعة وأتى يوم كتب الكتاب ....
......
كانا في المنزل ينتظران الشيخ حتى يأتي ....
-كلها وقت بس وبعدين هتبقي مراتي وادي دقني لو خليتك تشوفي ابوكي مرة تانية بسبب اللي عمله فيا في الخطوبة ...
قالها ماجد مازحا لتضحك مياسة بقوة ....
فيكمل هو بنبرة جادة:
-جهزي يالا كل شروطك يا ست البنات ..وانا همضي وابصم عليها .....
ابتسمت له بحب وهمست :
-أنا معنديش شروط...
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
-طيب وشرط اني متجوزش عليكي واحدة تانية مش هتكتبيه على الأقل ...
ضحكت وقالت:
-لا مش هكتبه ..
احتار اكتر وقال:
-وده ليه؟!
-عشان بقيت واثقة فيك ....أنا واثق انك عمرك ما هتعمل حاجة تضا يقني ولا تزعلني...
أشرق وجهه بإبتسامة رائعة وهو ينظر إليها..أنها تثق به ...هذا كل ما يحتاجه منها ...أمال عليها وهمس :
-فكريني اقولك حاجة بعد كتب الكتاب ...
-هتقول ايه ؟!
سألته بحيرة ليرد بنبرة حملت أسمى معاني حبه لها :
-أني بحبك ...
اشاحت بوجهها وهي تنسحب من جواره لتجلس بجوار والدها وقد احمر وجهها خجلاً. ..
.........
بعد أسبوع آخر كان الزفاف .....
زفاف كبير صمم ماجد عليه ....كانت مياسة تتزين بفستان العروس الضخم ....كان فستان يشبه فستان الأميرات ...وخمارها الأبيض الرائع المُطرز بورود رقيقة ....
كانت تبتسم بسعادة وهي تراقص ماجد بينما يهمس في أذنها بكلمات الحب....
.....
انتهت الرقصة وجلست مياسة على المقعد وهي تضحك وتقول:
-أنت عارف اني مليش في الرقص ارتحت لما دوست على رجلك خمس مرات ...
-يا ست الناس براحتك مش زعلان...
قالها. هو يسحب كفها ويقبـ.له .....
ابتسمت له بحب ولكن ابتسامتها تلاشت وهي تلاحظ الظل الذي يقترب منها...ظهر الجمود في عينيها وهي تنظر إلى قصي الذي يقترب منها بإرتباك...شعر ماجد بالضيـ.ق وهو يراه ...كيف يجرؤ على ان يأتي إلى هنا ؟
نهض ماجد وقال بصوت جامد:
-محدش عزمك !!!
-عارف ...وانا مش جاي اضا.يقكم أنا جاي ابارك واقول اني فرحان عشان مياسة لقت سعادتها أخيراً....
تدخلت مياسة وقالت:
-الله.يبارك فيك عايز حاجة تانية ؟!
-عايزك تسامحيني على اللي عملته ..حاسس اني مش هرتاح الا لو سامحتيني يا مياسة. ...
تنهدت مياسة بعمق وقالت:
-ربنا يسامحك يا قصي بس انا هاخد وقت عشان اسامحك ...روح ربنا يسعدك.بعيد عني ...
ابتسم بإيجاز ورد ؛
-ربنا يسعدك يا مياسة ...وهدعي دايما ربنا أنه يفرحك وتسامحيني ...
ثم ابتعد عنهما وخرج من القاعة ....كانت مياسة تتابعه بعينيها وهي تسأل نفسها ...اين تلك المشاعر التي كانت تكنها له ...هل اختفت فعلياً بتلك السهولة ؟!
-هيييه أنا بغير متبصيش لحد غيري. ..
قالها ماجد وهو يمسك كفها لتبتسم وتقول :
-أنا مبحبش غيرك أصلاً...
-وأنا والله مبحبش ولا حبيت غيرك ♥️
وتلك كانت البداية لحياة مياسة وماجد ...بداية للحب والثقة بينهما ...
تمت بحمد الله
-هل_اسعدك_قتلي
#سولييه_نصار