الفصل السادس والعشرون (خسارة)
ويبقى مكانك فارغاً وفراغك أجمل الحاضرين
محمود درويش
-يا مصيـ.بتي؟!
قالتها سناء بر.عب وهي تض.رب على صدرها ....تنظر إلى مياسة بصدمة كبيرة .....أطرقت مياسة برأسها والدموع تحتشد بعينيها بينما لا تستطيع أن تجيب على أسئلة خالتها ....
..................
منذ الأمس وهي متسطحة على الفراش ..
شاخصة عينيها للأعلى بينما الدموع تسيل من عينيها ...لم يزور النوم عينيها منذ الأمس ...منذ أن تحرر منها وطلقها...لقد اعترفت بجر.يمتها الكبرى وخسـ.رته..خسـ.رته وخسـ.رت نفسها ....
نهضت من الفراش وهي تتجه إلى المرآة ...تنظر إلى انعكاسها بالمرآة وهي لا تصدق إلى أين وصلت ....ذهول عصف بكل كيانها وهي تدرك اي مستنقع حقيـ.ر غر.قت به ...لقد غر.قت وكانت هي الخا.سرة .....خـ.سرت ابنها ....زوجها ..والأهم أنها خسـ.رت نفسها....ضا.عت روان وسط سقطا.تها المتتالية ...اختارت مُتـ.عة لفترة وجيزة من الزمن وستندم عليها باقي العمر ...
-آه !!!!
صرخت بأ.لم وهي تزيح قناني العطر من على طاولة الزينة لتتهـ.شم على الأرضية وتنتشر رواىح العطر المختلفة فتخـ.تنق هي ...كل ما حولها يخنقها....وضعت كفها على صدرها وهي تبكي بصوت مرتفع ...تصر.خ من اعماق روحها ...أنها تتمز.ق ...الأ.لم داخلها كشخص ساد.ي مجنو.ن يمز.ق روحها دون توقف ....انها تمو.ت ...تمو.ت!!!..............
-كل ده يحصل معاكي ومفكرتيش تكلميني يا مياسة أخص عليكي ؛!!!
قالتها سناء وهي تشد على كفها ...تمنحها الدعم رغم كلامها المغلف باللوم بعد أن اخذتها مياسة لغرفتها لكي تخبرها كل الحقيقة والتي اتضح أنها تعرف جزء منها كما أخبرها قصي ....
أطرقت مياسة برأسها ودموعها تتساقط من عينيها بينما تقول بصوت مرتعش :
-خو.فت ...خو.فت يا خالتي تلوميني أنا عشان اتجوزته ...خو.فت تقوليلي أن ده جزاتي عشان رفضت ماجد ...
توسعت عيني سناء بصدمة وقالت:
-لا بجد مش مصدقة ...ازاي تفكري فيا بالشكل ده يا مياسة ...ازاي ...ده انا زي امك ..مستحيل اشمـ.ت فيكي ...ده انا افديكي بعينيا ....
نظرت مياسة إلى خالتها ...نظراتها كانت تحمل العتا.ب ...قالت وقد اختـ.نقت نبرتها :
-بس حضرتك فعلا كذا مرة تجر حيني عشان رفضت ابنك يا خالتي ...وده حصل فعلا منك ....
أغمضت عينيها والدموع تنفجر من عينيها وقالت ؛
-عا.يرتيني بسني قبل كده !!!
كان الأمر ما زال يجر.حها...رغم أن خالتها اعتذرت ولكن بعض الكلمات أثرها لا يذهب ...بعض الكلمات كالر.صاص تقـ!تل ...تد!مي ......
تنهدت خالتها بتعب وقالت:
-حقك عليا يا بنتي ...أنا فعلا غلطت بس والله يا مياسة لو كنتي قولتيلي كنت هقف معاكي مهما حصل ...مكنتش هعا!يرك يا بنتي ...كان يتقـ!طع لساني قبل ما اعمل كده ....وانا دلوقتي معاكي اعملي اللي عايزاه وتعالي عيشي معايا وانا والله ما هضغط عليكي ...
ابتسمت مياسة وهي تربت على كفها وقالت:
-تسلميلي يا خالتي بس بيت ابويا موجود ...هو اللي هيتحمل مسؤوليتي ...
.....
خرجت مياسة من الغرفة مع خالتها ...نهض ماجد وهو ينظر إليها ...إلى بؤ سها وحز نها ...تأ لم قلبه لأجلها....لقد تحملت الكثير ....والآن هي سوف تنفصل عن زوجها بعد أيام قليلة من زواجها ....
اقترب عز وقال:
-ها يا بنتي قوليلي امتى ابعتله عشان يطلق ...
-ابعتله النهاردة ...أنا مش عايزة ابقى على ذمته اكتر من كده !!
قالتها مياسة بنبرة مختـ!نقة ...بينما خالتها تربت على كتفها برفق ...
هز عز رأسه وقال:
-اللي عايزاه يا بنتي هيحصل !
......
رنين الهاتف اختر!ق عقله بصدى مؤ!لم ....لقد نام الفجر هر!وباً من أفكاره التي كادت أن تفقـ!ده عقله ...ما عرفه كان قا.سي للغاية ...لقد ما.ت بالأمس ...ما.ت ألف مرة والأ.لم ينهـ!شه من الداخل ....امسك الهاتف ونظر إليه ببرود ولكنه وثب من الفراش فجأة وهو يرى المتصل والذي لم يكن إلا عز والد مياسة ...خفق قلبه بعنـ!ف ...هل يعقل أنه وصل لمياسة ...هو يتمنى هذا ....
-ألو يا عمي ايه الاخبار ؟!
قالها قصي محاولا نفض النعاس عنه
-أيوة يا قصي يا بني معلش ممكن تيجي ضروري....
-ايه يا عمي لقيت مياسة ...
-حاجة زي كده ...
هز قصي رأسه بلهفة وقال:
-جاي فورا يا عمي متقلقش ....
وبالفعل اغلق الهاتف وهو يركض نحو الحمام ليستحم ....
.......
ساعة بالضبط وكان امام البناية التي يسكن بها عز ...ركض لداخل البناية وهو يقرر أن يرجع مياسة لحياته ...سيخبرها أنه طر.د روان للابد منها ...سيخبرها أنه لا يريدها ...ليس بعد ما حدث ....
أخذ يلهث وهو يقف أمام باب الشقة ...قلبه يد.وي بعنـ!ف داخل صدره ...تُرى هل هي هنا ؟!ام أنها في مكان آخر وسوف يخبره عز بمكانها ...كان متأكد أن عز سوف يقف بصفه .....
تنهد بعمق وهو يهدأ ضربات قلبه ويضغط على جرس المنزل ...لحظات وفتح له عز ...
-فين مياسة ؟!
قالها بلهاث دون أي مقدمات .....
-أدخل يا قصي ..
قالها عز بوجه خالي من المشاعر ...
هز قصي رأسه وهو يدخل للمنزل ثم اتجه للصالة وتجمد وهو يراها أمامه....مياسة !!!
-مياسة !!!
قالها بلهفة وهو يركض نحوها لكي يعانقها ولكن خالتها وقفت بينه وبينها وقالت له :
-ابعد عنها ...ليك عين تقرب بعد اللي عملته ....
قصي نظر إلى مياسة بلهفة وقال:
-مياسة أنا سيبت روان ...طلقتها ...يالا نرجع لبيتنا ....
نظرت إليه بجمود ....حتى مشاعرها نحوه تجمدت تماماً ..الخبر الذي انتظرته دوما بشغف لم يعد يحرك مشاعرها الآن وكأن قيمة الأشياء تبهت كلما طالت مدتها ....
-مياسة عايزة تتطلق يا قصي !!
قالها عز فنظر قصي إليه بصدمة وقال:
-عمي خليني بس ....
ولكن عز قاطعه وقال:
-بنتي عايزة تطلق منك يا قصي ...مش عايزاك خلاص وانا هنفذ اللي عايزاه ...أنا بعت للمأذون تحب نطلق بهدوء ولا يكون بيننا محاكم بس ساعتها احنا هنتكلم عن قصي بيه اللي خد.ع بنته ايه رايك !!
نظر قصي الى مياسة التي تنظر إليه ببرود....لا يوجد اثر للدموع بعينيها واقترب منها ...
-مياسة ..مياسة ابوس ايديكي متسبنيش ....أنا خلاص عرفت غلطي يا مياسة ..أنا طلقت روان خلاص ...مش هيكون حد في حياتي غيرك أنتِ بس سامحيني وارجعيلي ابوس ايديكي ...
قالها بتوسل وهو يقترب منها ولكن سناء كانت تسد الطريق عنه ...ترمقه بشر.اسة ...تتحداه أن يحاول أن يؤذ.يها مجددا ...ردت مياسة :
-لا يا قصي مش هرجع لواحد ضعـ.يف زيك ....
بهت وهو ينظر إليها فقالت بقوة :
-الطلاق هيتم يا قصي أنا مبقتش عاوزاك ...مبقتش أحبك !!!!
سقط قصي على قدميه والدموع تنفـ.جر من عينيه...لقد خسر كل شئ!!!!
.....
بعد قليل أتى المأذون وتم الطلاق .....
نهض قصي بتعب وقال وهو يتحاشى النظر إلى زوجته السابقة بينما الدموع محتشدة بعينيه:
-حقوقك هتوصلك لحد عندك يا مياسة .....سلام وياريت تسامحيني على اللي عملته ....
ثم كاد بالفعل ان يذهب إلا أن مياسة جمدته وهي تقول:
-لا يا قصي مش هسامحك ...هفضل حا.قدة عليك ....ولو بينك وبين الجنة بس اني اسامحك برضه مش هسامحك !!!!عمري ما هنسى انك حسستني أن زعلي ومشاعري ر.خيصة بالشكل ده !!!!
يتبع
#هل_اسعدك_قتلي
#سولييه_نصار