الفصل الخامس (عرض زواج)
لا الماضي يتركني ولا أنت ...أين أذهب ؟
........
ارتعشت مياسة وهي ترى والدها يقترب منها ...ازدردت لعابها بصعوبة وهي تشعر بسخونة مفاجأة تعتريها...شعرت بالإختناق وهي ترى امارات الشر على وجهه.....كان قصي ينظر بحيرة إليه ...لا يفهم من هذا وماذا يحدث بالضبط .....
اقترب والد مياسة منها وبدأت في الكلام إلا أن الكلمات تجمدت على شفتيها بفعل صفعة قوية منه هبطت على وجنتها ...
-كنت عارف انك واحدة ××××××
كلمته البذيئة جعلت عينيها تتسع بصدمة وتدمع بسرعة رهيبة ...
-بابا ...
قالتها بصدمة ولكن اجفلها صوت قصي القوي والذي وقف أمامها ...بينها وبين والدها وهو يقول :
-ايه اللي أنت بتعمله ده ...ازاي تمد ايدك عليها ...
ولكن والد مياسة سحبها من ذراعها وهو يصرخ به :
-أنا أبوها يا حبيبي ...أنت مين بقا وبأي حق تركبها عربيتك وكنت بتعمل معاها هي ...
شهقت مياسة وهي تضع كفها على فاها وتقول :
-بابا كفاية كده أبوس ايديك ...كفاية ....
كانت الدموع تطفر من عينيها ولكن والدها لم يتوقف ...بل سحبها خلفه وهو يصرخ بها في الحي وترك قصي ينظر إليهما بذهول شديد ...نسي الملف المهم الذي كان مضطر لإحضاره...نسي كل شئ والقلق نهش قلبه .... كاد أن يذهب خلفهما ولكنه لم يرغب أن يحدث أي مشاكل بسببه ...فوالدها.يبدو أنه رجل عنيف ...حك رأسه بعنف وهو يتساءل عما يجب فعله الآن !!
.......
-طيب جاية اهو...
قالتها خالة سناء وهي تركض بهلع نحو الباب بالطبع قد عرفت ما حدث عندما نظرت من التراس ووجدت والد مياسة يوبخها...كانت ترتعش من رأسها لأخمص قدميها وهي تدعو أن يمر ذلك اليوم على خير ...
فتحت الباب لتشهق متراجعة ووالد مياسة يدفعها بعنف نحو المنزل ....
-بابا ...
قالتها مرتعبة فأقترب منها وهو يقبض على ذراعيها بقوة
-بتركبي عربيات مع رجالة غريبة ؟!دي اخرة تربيتي فيكي عشان كده سيبتي البيت أتاريكي عايزة تمشي على حل شعرك !!!
قالها والدها وهو يعتصر ذراعها بعنف شديد بينما الدموع تطفر من عينيها بقوة ....
-حرام عليك ايه اللي بتقوله ده ...أنا مش كده يا بابا ...
ابتسم ساخراً وقال:
-هو أنا هكدب اللي شوفته بعيني يا حبيبة أبوكي ...أنا شايفك بعيني طالعة من عربيته...ايه هكدب عيني يعني !!
-ده مديري في الشغل و ....
-هو من امتى المدير بيوصل الموظفين اللي عنده ؟!أنتِ بتستهبلي يا بت أنتِ ...أكيد بينكم حاجة ....قعدتك مع خالتك خلى عيارك فلت هترجعي معايا البيت ...
وبالفعل جذبها لكي يخرجها من المنزل وسط صراخ سناء به ولكن فُتح الباب بغتة
وللمفاجأة أتى ماجد وهو يقف أمامه ويقول :
-مياسة مش هتطلع من هنا ..مياسة اشرف من الشرف وعمرها ما عملت حاجة غلط ومفروض حضرتك تكون عارف قبل ما تتهمها بالبشاعة دي !!!
توترت مياسة وهي تجد والدها قد اشتعل غضبه ....تمنت الا تتفاقم المشكلة أكثر من هذا ....
-أنت هتمنعني اخد بنتي ؟!لا حلوة دي !!!
قالها والدها بسخرية والنيران تندلع من عينيه ...لقد كانت زوجته محقة ...ابنته تركت المنزل لتفعل ما تريد دون أي رقيب...
-من امتى كانت بنتك ؟!حضرتك يعني دلوقتي افتكرتها ...كنت فين من اول ما جات هنا ...لا رفعت سماعة تليفون ولا فكرت تتطمن عليها ...عملت ايه يدل أنها بنتك معلش ؟!انت طردتها من البيت عشان رفضت واحد هي مش عايزاه ..عشان حضرتك سمعت لمراتك وجيت على بنتك .... انت حتى مهانش عليك تتطمن عليها هي عايشة ولا لا ...فقولي ايه الحاجة اللي عملتها وتدل أنها بنتك غير انك خلفتها !!
-اطلع انت برا الموضوع يا ماجد ...بنتي وهاخدها ومحدش هيمنعني !!
-قولت لحضرتك مياسة مش هتطلع من بيت خالتها...وانا اللي هقفلك ...
كان ماجد يتكلم بحدة شديدة وهو ينظر إليه ....
بينما سناء تمسك بمياسة التي كانت ترتعش والدموع تطفر من عينيها ...لم تتحمل كل تلك الأهانات ....
-بنتي هتطلع من البيت ده وانتهى الموضوع ...أنا مش هسيبها تمشي على حل شعرها ...هتيجي معايا واجوزها عشان استرها ...لو قعدت مع أمك تاني هتجبلنا العار ...
-قولتلك مش هتطلع من هنا ...بنت خالتي مش هتطلع من هنا ...
-يبقى خلاص اتجوزها أنت !!!
قذف الكلمات في وجهه ليتراجع ماجد بصدمة ويبهت وجهه قليلا ...بدا الأمر وكأنه يعرض عليه الحياة ..تسارعت دقات قلبه وهو ينظر إليه ...بينما مياسة تصنمت تماما كتمثال جليدي ...كانت لا تصدق أن والدها يعرض هذا على ماجد ...لقد فعلت المستحيل لكي تهرب منه والآن القدر يجمعهما سوياً!!!
ارتعشت بقوة وذاب الجليد عنها عندما قال ماجد لاهثاً وكأنه كان في حرب شرسة مع عقله :
-أنا موافق...موافق !!....
.........
بعد ذهاب والد مياسة بعد أن اطمئن أن ابنته سوف تتزوج أخيراً ولن يحمل همها مرة أخرى ...فماجد قد وافق على عرضه ....
......
كانت مياسة جالسة على فراشها والدموع لا تتوقف عن الانهمار من عينيها بينما سناء تجلس بجانبها ...وجهها يضئ من السعادة ....أمسكت كف مياسة وقالت:
-يا عبيطة زعلانة ليه ....اوعي تفتكري أن ابني مش عايزك ووافق عشان بس يحميكي من ابوكي ...ده ماجد ما صدق ...ده بيحبك أووي ..اووي
لم ترد مياسة على خالتها وظلت تبكي.....
فجأة نهضت وخرجت من الغرفة وعينيها تبرق بالغضب .... وجدته جالس على الأريكة بتعب شديد ...
-أنا مش عايزة أتجوزك.!!!
قالتها كلماتها بقوة وهي تنظر إليه ..بينما الدموع تطفر من عينيها ...
-مياسة !!!
قالتها سناء بصدمة لتكمل مياسة حديثها وهي غير مهتمة على الإطلاق بالنظر إليها وتقول:
-أنا مش عايزة أتجوزك يا ماجد ...مش عايزة الجواز ده يتم ...أنت ازاي توافق على عرض ابويا من غير ما تسألني ولا تأخد برأيي ...انت فاكر انك كده بتحطني قدام الأمر الواقع ...
-مياسة اسمعيني بس ...
حاول التبرير لعلها تهدأ ولكنها لم تهدأ ...كانت مجروحة. ..تتذكر كيف عرضها والدها عليه ...كأنها دمية ليس لها أي رأي ...
-مش عايزة اسمعك ...والجواز ده مش هيتم...أنت لو أخر واحد في العالم ده مش هتجوزك برضه ...
ربع ذراعيه وقال ؛
-يعني مستعدة تروحي لبيت ابوكي وتتجوزي اللي يختاره ...
صمتت هي شاحبة فابتسم بإشفاق وقال:
-للأسف يا مياسة ...أنا الحل الوحيد...مفيش غيره !!!
.........
في اليوم التالي ....
-ايه ده ؟!
قالها قصي وهو ينظر إلى مياسة بينما وجهها متجهم وتطرق للاسفل وكأنها غير قادرة على مواجهته بعد ما حدث بالأمس ...لقد كانت خجلة كثيرا من أن تأتي مجددا للعمل بعد ما فعله والدها...صوتها خرج ضعيف ومرتعش وقالت:
-ده حضرتك العقد اللي نسيته في البيت ...ودي استقالة ياريت حضرتك تقبلها مع اعتذاري على اللي حصل امبارح ... بابا للاسف فهم غلط وانا بعتذر بالنيابة عنه ...
تنهد قصي وأمسك ورقة الاستقالة ثم مزقها...نظرت إليه مياسة بصدمة فقال هو :
-متمشيش ...لو سمحتي ...
-قصي بيه أنا لازم ...
-تتجوزيني يا مياسة !!
يتبع
#هل_أسعدك_قتلي
#سولييه_نصار