الفصل السابع♥️

1.6K 86 6
                                    

الفصل السابع  (عقد )
عيناكَ  جميلة بشكل لا يصدق ...أنا أغرق بهما دوما ..
.........
-ايه هو شرطك ؟!
قالها بهدوء لتنظر إليه ...كانت متحفزة لتخبره شرطها....
جلست اخيرا على المقعد وهي ترتجف حرفيا ...تعرف انها في الوقت الذي سوف تخبره شرطها سيرفض على الفور وهي سوف تخسر فرصتها الوحيدة للنجاة من كل ما يحدث في حياتها ...ترددت للحظة في وضع ذلك الشرط ولكنها تذكرت والدتها ...كيف أنها انقهرت عندما تزوج والدها من غيرها ...كيف ماتت من القهر والحزن ...لم ترغب أن تعيد تجربة والدتها ...هذا سيكون مؤلم ...فركت كفيها ونظرت إليه ...عقد قصي حاجبيه بحيرة وهو يرى عينيها الرطبة بفعل الدموع وقال:
-مالك ؟!
-أنا عارفة انك هترفض شرطي فوراً ...هترفضه من غير ما حتى تفهمني أو تحاول تسمعني ...
ابتسم بلطف وقال :
-طيب يا ستي جربيني وقوليلي الشرط مش يمكن اقبل ؟!ليه بتفترضي الوحش ...قولي شرطك أنا سامعك ...
فركت كفيها بقوة أكبر وهي تمسح دموعها التي كسرت حاجز مقاومتها وهبطت على وجنتيها ....امسك قصي محرمة ورقية وهو يعطيها أياها ويقول :
-متتوتريش كده ...قولي شرطك..
-أنا ...أنا ...
كانت الكلمات ترفض أن تغادر شفتيها ...خافت أن يتكرر الأمر ...خافت أن يرفضها كما رفض ماجد فتعود هي منكسرة ...
-متتردديش يا مياسة قولي الشرط اللي عايزاه ده حقك تشرطي وانا حقي اقبل أو لا مش هتحصل مشكلة متقلقيش ....
ابتلعت ريقها وقررت أن تتكلم وقالت بثبات:
-عايزة أحط شرط في العقد انك متتجوزش عليا وان لو حصل وقررت تتجوز تطلقني من غير اي محاكم ولا بهدلة ...
صمت قليلا وهو ينظر إليها ...دموعها انهمرت بقوة أكبر وأكملت :
-بص أنا مستعدة أتنازل عن اي حاجة الا الشرط ده يعني أنا مش عايزة شبكة ولا مهر وحتى لو طلبت اني اسيب الشغل هسيبه...مش هعاندك وهسمع كلامك طالما في الخير بس الحاجة الوحيدة اللي مقدرش استحملها أنها تتجوز عليا....الحاجة دي ممكن تموتني هو اه صحيح ده شرع ربنا وعلى راسي من فوق بس لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وانا مقدرش اتقبل ده. ..هو ده شرطي الوحيد هتفهم طبعا لو هترفضه بس لو سمحت متحاولش تخليني أتراجع عنه لأن زي ما قولت الموضوع ده ممكن يموتني من القهر ...
-موافق!!
قالها هكذا بكل بساطة ...اتسعت عينيها وهي تنظر إليه فأكمل:
-ويا ستي هتكون ليكي شبكة ومهر زي باقي البنات أنتِ أقل منهم في أيه ...المهم خديلي ميعاد من باباكي .....
-انت بجد موافق على شرطي ولا بتهزر ...
ضحك وقال:
-وهي الحاجات دي فيها هزار برضه ...أنا  موافق جدا على شرطك ...المهم هتاخديلي ميعاد من والدك  امتى ؟!
.......
-طيب ما دام رفضت ابنك خلاص تيجي معايا وانا هتكفل بيها ...
قالها والد مياسة لسناء التي ردت بقوة :
-لا مياسة مش هتسيب البيت وانا اللي هتكفل بيها ...اوديها معاك عشان. تجوزها واحد قد ابوها ومتجوز كمان ..يا راجل اتقي الله في بنتك مش كفاية موت اختي بقهرتها ...أنا عمري ما هسامحك على ده ....
-سناء انتِ مش هتمنعيني من بنتي ...
نهضت سناء وزعقت به :
-لا همنعك ...همنعك ...ولو وصلت ابلغ عنك البوليس يا ظالم ...انت فاكر ايه انها ملهاش اهل ...روح لمراتك الرقاصة وسيب بنتك في حالها مش كفاية عقدتها بسبب عمايلك الطين و ...
قطع كلمات دخول مياسة للمنزل....شحبت وهي تنظر لوالدها الذي اقترب منها بسرعة وأمسك ذراعها يعتصره بقوة وقال:
-يالا هنمشي من هنا ...مادام برضه ركبتي دماغك ومش عايزة تتجوزي ماجد...
-سيبها قولت مياسة مش هتطلع من هنا....أنا هتصل بماجد دلوقتي ووريني ازاي هتقدر تاخدها ...
-وريني ازاي ابنك هيمنعني اخد ابني ...
وبالفعل جذب ذراعها وهو يحاول سحبها نحو باب المنزل وسط صراخ سناء ولكن مياسة فجأة تحررت منه وقالت:
-أنا هتجوز يا بابا ...هتجوز وأريحك ...
ابتسمت سناء وقالت ؛
-هتتجوزي ماجد صح ...كنت عارفة أنك هتفكري بعقلك ...
نظرت مياسة الى خالتها وقالت بأسف :
-لا مش ماجد...
نظرت لوالدها وقالت وهي تلحظ شحوب خالتها ولكنها ازاحت عواطفها جانباً وقالت :
-مديري في الشغل اتقدملي وعايز يقابلك ...
ازداد وجه سناء.شحوبا وقالت:
-أنت أكيد مش هتعملي في ابني كده يا مياسة ...أكيد مش هتكوني انانية بالشكل ده !!!
ولكن مياسة أكملت بإختناق :
-هو طلب.مني احدد ميعاد يقابلك فيه ..وانا موافقة مبدئياً!!
.....
بعد ان ذهب والدها بعد ان اطمئن واجهت مياسة خالتها ...
-أنتِ ازاي تكوني انانية بالشكل ده ؟!ازاي يا مياسة ....هو ده انتقامك من ابني ...
كانت سناء تصرخ بها وكأنها فقدت عقلها بينما مياسة تطرق برأسها ...ستتحمل كل توبيخ منها ...هي مقدرة موقفها ...
امسكتها خالتها من ذراعيها واخذت تهزها بقوة وتقول :
-انتِ ليه.انانية بالشكل ده ...ليه مفكرتيش في ابني ليه ؟!مفكرتيش انه هيتكسر لما تروحي لغيره ...ده.جزاتي اني وقفت في وش أبوكي ...عملت المستحيل عشان مياخدكيش من هنا ؟!...بتكافئيني بالطريقة دي يا مياسة وتكسري قلب ابني....
نظرت إليها مياسة والدموع على اعتاب عينيها وقالت بإختناق:
-طيب ما ابنك اتجوز بعد فسخ خطوبتنا بشهر....اتجوز ومراعاش قلبي اللي اتكسر ...
ابتعدت خالتها وقالت:
-وأنتِ كده بتنتقمي منه يعني ؟!بتنتقمي بالشكل ده  منه ....أنا ابني لما عمل كده فيكي قاطعته ورفض اروح فرحه ...ودلوقتي يا مياسة هقاطعك عشان جيتي عليه ...من النهاردة انسي.ان عندك خالة...وحتى جنازتي متحضرهاش ؛!!
.......
في اليوم التالي ..
انتهت مياسة أخيراً من تجهيز حقيبتها وخرجت من الغرفة ....لقد قررت ان تذهب لمنزل والدها وقصي سوف يطلب يدها منه ....على الرغم من ان جزء منها مرتاح الا ان قلبها يعتصر ألما لانها سوف تترك خالتها ....خالتها التي ترفض أن تتكلم معها منذ الأمس ....
-أنا هنزلك الشنطة ...
قالها ماجد برفق وهو يأخذ الحقيبة وينزل بها ...
نظرت مياسة الى خالتها الجالسة على الأريكة وهي تشاهد التلفاز ...
-خالتي. .
قالتها مياسة بإختناق والدموع تطفر من عينيها ولكن سناء لم تعيرها أي اهتمام ...اقتربت مياسة منها وأمسكت كفها وهي تقول ؛
-خالتي ابوس ايديكي ردي عليا ...مقدرش امشي وانتِ زعلانة مني....
أغمضت سناء عينيها بحزن فعانقتها مياسة بسرعة وهي تبكي وتقول :
-سامحيني يا خالتي...ابوس ايديكي سامحيني ...أنا مقدرش اتجوز ماجد...هعيش تعيسة طول عمري وانكد عليه ..عمري ما هنسى اللي عمله ...سامحيني ابوس ايديكي ...
ربتت سناء على ظهرها وقالت:
-روحي يا بنتي ربنا يهدي سرك ويسعدك مع اللي اختارتيه ...
....
بعد قليل ...
خرجت من البناية متجهة الى سيارة الاجرة ...وجدت ماجد يقف ويبتسم لها قائلاً بينما عجز عن اخفاء ستار الدموع الرقيق بعينيه:
-بالتوفيق في حياتك الجديدة ...
-شكرا ليك ...
قالتها بإختناق وهي تتجاوزه وتركب سيارة الاجرة مع والدها بينما مسح ماجد الدمعة التي انسلت من عينيه...ربما هذا أفضل لها ...
....
بعد أسبوعين .....
كانت تجلس بجوار قصي وهي مذهولة...لقد تم الأمر وتم عقد القران واتفقا ان يكون الزفاف بعد أسبوع آخر ...
ارتبكت بينما يده تمتد وتحتوي كفها ثم رفع كفها لشفتيه يقبله بلطف شديد ويقول:
-بكرة تيجي معايا عشان تشوفي الفستان ولو مش عجبك نغيره يا ست البنات ....
ابتسمت وقلبها يدق بقوة بينما تندس أصابعه بين خصلات شعرها السوداء ويقول :
-شعرك حلو اووي ...،
ابتسمت وقالت بإرتباك :
-بس فيه كام شعراية بيضة بحكم السن ...
-وانا كمان فيه كام شعراية بيضة عندي بحكم السن احنا شبه بعض اووي على فكرة ...
تلمس وجنتها برفق وقال بينما يحاصر عينيها ؛
-عينيكي حلوة اووي ..حلوة بشكل غريب ...بحس أني عايز اتأملهم من غير ما أوقف ...ودلوقتي بما أنك مراتي هتأملهم زي ما أنا عايز ...
ترطبت عينيها بدموع السعادة وقالت بلهفة :
-أنت بتحبني ؟!
ولكنه لم يرد على سؤالها بل اقترب منها وهو يمنحها قبلتها الأولى....
يتبع
#هل_أسعدك_قتلي
#سولييه_نصار



هل أسعدك قتلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن