الفصل الثاني والعشرون♥️

1.4K 70 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون(رحيل )
لم يعد لي مكان بقلبك ولا بحياتك ...
.....
-روان ...
صر خ بها وهو يقترب منها ....يضعها على ذراعيه بينما يضرب على وجهها بعـ نف ...الر عب يسيطر على قلبه بينما الدموع تطفر من عينيه...كان يصرخ وهو يضمها إليه بقوة ويقول:
-لا لا ...يا روان ليه عملتي كده....ليه عملتي كده ....رجعتي للسـ م ده تاني ليه ؟!! ...
كان قلبه يحتر ق ...يشعر وكأن العالم بس يضـ يق به ...كان ينهت وهو يحاول أن يجعلها تستيقظ ولكن لا جدوى ....حملها بين ذراعيه وهو يركض خارج منزلها بينما يقول :
-مش هسمحلك تمو تي ...مش هسمحلك تمو.تي ....
كانت الدموع تنفـ جر من عينيه وهو يتوسل لها إلا تمو.ت ...الا تتركه ...لن يتحمل ضميره هذا ...كل هذا بسببه هو ...هو من تخلى عنها ...تركها بمفردها ليعيش حياته بكل سعادة وكم كان أنا ني ...هو لا يستحق السعادة ...كل ما يستحقه هو اليأ س والحز.ن والعذ.اب ...
........
اليوم ...اليوم قد يكون بداية حياتهما أو نهايتهما...اليوم سوف يفي بالوعد الذي قطعه ...وإن لم يفعل فهو بيده ينهي كل شئ....كانت مياسة تفكر وهي متسطحة على الفراش.   تنتظر أي رسالة أو اتصال منه يخبره أن كل شئ قد انتهى ....قلبها يقصف بر عب داخل صدرها ...ماذا إذا خلف وعده لها ...اختار أن يبقى مع زوجته ...تخلى عنها ...هل تتركه دون أي حر.ب ...وهل تحا رب من أجل ما ليس ملكها من الأساس..إن فعل هذا لا يوجد حل الا الرحيل عنه ....تعرف أن في كل الأحوال ستعيش في الجحـ.يم ولكن اي جحـ يم أهون من أن تعيش نفس الجحـ يم الذي عاشته والدتها . ..
أغمضت عينيها وهي تتنهد بقوة ...ربما هذا كله لن يحدث ...ربما سوف يفي حقاً بوعده ...وبتلك الطريقة سوف تكون البداية لهما ...سوف تنسى ما فعله وتعيش معه حياة سعيدة ناجحة ...تلك الحياة التي كانت تتمناها دوماً...
.....
في المشفى. ..
كان يسير في الرواق ....قلبه يخفق بقوة داخل صدره بينما ضميره يجلـ ده بقوة ...كيف تركها بين يدي هدى ...كيف جعلها تغيب عنه ...رغم أنه ابتعد عنها بالفعل لمدة سنة إلا أنه كان د
وما يتصل بها ويطمئن عليها ....يراقبها من بعيد بنفسه ليطمئن قلبه ...ولكنه الآن وبدخول مياسة حياته ترك كفها ....ابتعد عنها وتركها في ايد من لا يؤتمن عليها....سوف يجعل هدى تدفع الثمن ...لن يسامحها على خد اعها له ...وضع كفه على خصلات شعره وشدها بعنـ ف ....يشعر بالإ ختناق وهو لا يجد أخبار عنها بعد ...لقد تأخر الطبيب بالداخل ....لقد أحضرها إلى مشفى خاص وتلك هي المشفى التى يعمل بها طبيب روان الخاص ....بتعب اتجه إلى المقعد الحديدي وجلس عليه وهو يسقط رأسه للأسفل....دموعه تتساقط على الأرضية البيضاء اللامعة والشعور بالذ نب يخنـ.قه ....ليتها فقط تستيقظ وهو لن يتخلى عنها ...لن يتخلى أبداً...سوف تظل دوما مسئوليته ...الم يعد والدها بهذا .... وللاسف بسبب ما فعلته هو خالف وعده وتركها ...تصرف بأ نانية شديدة ...لكي يعيش هو تركها تعا ني ...لكي يستمتع هو بحياته تركها تمو ت ؟!أي نوع من الرجال هو ؟!...لم يكن أبداً انا نيا فماذا حدث له؟!ما فعلته روان به فظـ يع يعترف بهذا ...بسبب إهما لها ابنه ما ت ...ولكنه ابنها أيضا ولابد أنها تتأ.لم مثله ....ثم أنها لم تقصد ما فعلته ...لم تكن بوعيها وانزلق من يدها ...وهو يتحمل المسؤولية أيضا ...كان يجب أن يكون معها ...يطمئن عليها ....يتأكد أنها لم تعود لذلك السم مجدداً ....ولكنه اهـ مل هذا .....هو أيضا أهمـ ل وبسبب إهما له ما ت طفله ...نعم هو مذ.نب أيضاً ...
فجأة انتبه عندما خرج الطبيب من غرفة العمليات ....
اقترب قصي منه وهو يقول برعب :
-دكتور حسين ...روان اخبار روان ايه ؟!
تنهد حسين بتعب وقال:
-جيبتها في الوقت المناسب ...كانت واخدة جرعة زيادة من مخد ر *** ...
اغمض قصي عينيه بأ لم....لقد عادت لهذا المخد.ر .....عادت لهذا المخدر اللعـ ين !!!
ربت حسين علي. كتفه وقال :
-شد حيلك يا قصي   ...
هز قصي رأسه بيأس ....ما فعله لسنوات عديدة قد تحـ طم تماماً.....
.......
بعد أن اطمئن على روان وأخبره حسين أنه يمكنه إخراجها من المشفى في المساء ...وجد نفسه هنا ...يقف أمام منزلها هي ...وجهه احمر بفعل الغضب والرماد في عينيه يحتر ق ....مد يده ورن جرس المنزل ...انفتح الباب بعد لحظات واطلت هدى ...ارتبكت وهي تراه أمامها وحاولت أن تصطنع ابتسامة وهي تقول :
-قصي بيه أز.....آه!!!
قطعت كلامها وهي تصر خ بأ لم عندها امسكها من رقبتها وهو يضغط عليها بقوة ثم د فعها للداخل وأغلق الباب ....د فعها مرة أخرى نحو الحائط ...صرخت مجدداً وهي تواجه الحائط البارد....احتشدت الدموع بعينيها وهي تقول بر.عب :
-قص...قصي بيه ...
-اخر سي يا أحـ قر خلق الله ...اديتلك فلوس عشان تهتمي بروان ...وخد عتيني...محاولتيش حتى تتطمني عليها....أنتِ فاكرة نفسك مين ؟!....
-قصي بيه صدقني بنتي الايام اللي فاتت كانت تعبانة ومقدرتش اروح لروان ....
-اومال كنتِ بتكد بي عليا ليه ؟!بتخد عيني ليه ؟!فاكراني مش هكتشف كد بك عليا ؟!
ضغـ.ط على رقبتها بشكل أقوى وقال:
-فلوسي ترجعلي والا وديني أنتِ عارفة انا ممكن اعمل ايه ؟!سمعتيني. ولا لا ؟!!!
ثم ابتعد عنها وهو يرمقها بقر ف وخرج من المنزل....
.......
في المساء
زفرت بضيق وهي تضع هاتفها على الطاولة ...لقد حل الليل وهي اتصلت به أكثر من عشر مرات وهو لم يرد .. واحيانا يلغي الاتصال ....بدأ الر عب يتسرب لقلبها ببطء خـ بيث ...وشيطا نها يخبرها أنه لن يفي بوعده أبداً ...حاولت طر د تلك الأفكار من عقلها ولكنها فشـ لت تماماً....نهضت من على فراشها وهي تسير بدون هدف في الغرفة ...تفرك كفيها ويرتسم على وجهها أمارات القلق ...وأصبحت تتساءل ..يا ترى اين هو ؟!....
..... ......
في منزل روان ..
ساعدها لتدخل لمنزلها ...وعندما شعر أنها ستسقط ...حملها وهو يتجه بها إلى غرفة النوم ثم وضعها على الفراش ...أطرقت برأسها وهي تفرك كفيها ..غير قادرة على مواجهته ...ليس بسبب رجوعها للمخد رات فقط ولكن بعد اكتشافها ما فعلته لا تستطيع أن تنظر إلى عينيه من الأساس...كيف تنظر إلى عينيه وهي قد قتـ لت ابنه ...
ابتسم وقال بلطف :
-تحبي اعملك حاجة تاكليها ولا ...
ولكنها قاطعته وهي تنظر إليه ...الدموع محتشدة بعينيها ووجهها شاحب للغاية ....
-مش عايزة اكل ...ممكن اطلب منك طلب تاني ؟!
-اطلبي....
-انا عارفة انك هتطلقني وان كل اللي بيننا خلاص انتهى ..وانا شايفة ان ده احسنلك يا قصي ...بس ممكن احضـ نك لآخر مرة ...آخر مرة والله ...
هز رأسه وعينيه ترطبت بفعل الدموع ثم اقترب منها وعا نقها لتنفجر بالبكاء وهي تضمه بشكل أقوى ...لو عرف ما فعلته ..سوف يكر هها بكل تأكيد !!!
........
بعد قليل ...
كانت روان قد خلدت للنوم بينما جلس قصي يتأملها بتعب وهو يفرك عينيه ...لا يمكنه أن يتركها ...لا يمكن !!!!
......
في اليوم التالي ...
في المساء ....
كادت بالفعل ان تفقد عقلها ...أنه لا يرد عليها  وهو مختفي من الأمس ...لقد فاض الكيل ...هي سوف تترك المنزل لن تبقى هنا دقيقة واحدة .....
كادت أن تتجه الى الغرفة لتحزم حقيبتها ولكنها توقفت فجأة عندما فُتح الباب ودخل قصي ....
-أنت بجد معندكش د م ...كنت فين ده كله ؟!
صر خت مياسة وهي تكاد تفقد عقلها ...
تنهد بتعب وقال:
-شوية مشا كل واجهتني وحليتها
حاولت السيطرة على غضبها وقالت:
-طيب خلاص ...المهم طلقتها !!!
-انا مش هطلقها يا مياسة !!!
-يعني ايه مش هتطلقها ؟!أنت كنت بتضحك عليا ؟!
صر.خت بها مياسة بجنو ن ...ارتبك قصي امام هجو مها ...كان لا يعرف ماذا يفعل ...ماذا سيقول لها  ...الى متى سوف يكذ ب عليها ...فقال:
-مقدرش اطلقها يا مياسة  هي ...
قاطعته بعنـ ف وقالت:
-اياك تكدب وتقول بسبب حالتها النفسية ...انت عملت اللي عليك ووديتها دكتور نفسي ...اتواصلت مع عمتها وهي هتهتم بيها ..يبقى خلاص تنفذ وعدك وتطلقها ...اما تطلقني أنا ....
-صدقيني مقدرش ..مقدرش ....
-ليه؟!ايه اللي غير رأيك ...
قالتها بصدمة ليرد :
-عشان اكتشفت اني لسه  بحبها ...
تراجعت وكأنها لكمها على وجهها ...احتشدت الدموع بعينيها وقالت :
-طيب وانا ؟!أنا ايه في حياتك ؟!
-بحبك انتِ كمان ...أنا بحبكم أنتوا الاتنين !!!
...............
على الفراش ...
كانت مياسة متسطحة عليه وهي تبكي بعنـ ف .
. منذ أن أخبرها بقراره وهي تشعر أنها سوف تُجـ.ن...هي حتى لم تستطع أن تعترض أو تتكلم معه ...وكأنها فقدت القدرة على الكلام ...أو حتى الجدال....هي منهكة ...منهكة للغاية ...فجأة كتمت أنفاسها وهي تشعر به ينام بجوارها على الفراش ...كان يتشمم شعرها والدموع تنفـ جر من عينيه ...لقد حلم بحياة سعيدة معها ...ولكنه لا يمكنه أن يترك روان ...لم يكن عدم طلاقه من روان بسبب حبه لها ...هو قادر على أن يقاوم حبها. . ولكن ليس الشعور بالذ نب. . ان حدث لها شئ هو سوف يتحمل كل المسؤولية....
-سامحيني يا مياسة .. عشان خاطري سامحيني ...
قالها بصوت مختـ نق والدموع تنفـ جر من عينيه بشكل أقوى ... اغمضت مياسة عينيها بأ لم وهي تخلد للنوم .......
.......
في اليوم التالي .  
استيقظ قصي من نومه ولم يجد مياسة بجواره ..عقد حاجبيه وهو يخرج من غرفته بحثاً عنها ...ولكنه تجمد مكانه وهو يجد ورقة على طاولة الطعام ...أمسكها بسرعة ووقع قلبه في قدميه وهو يقرأ رسالتها :
-طلقني يا قصي ...ومتحاولش تدور عليا لأنك مش هتلاقيني !!انبسط بحياة أنا مش هكون فيها !!!!
يتبع
#هل_أسعدك_قتلي
#سولييه_نصار

هل أسعدك قتلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن