الفصل الثالث والعشرون (حقيقة موجعة)
الحقيقة تصفعك دائماً
.....
احتشدت الدموع بعينيه وهو يقرأ الرسالة مراراً وتكرارا ....كان يشعر وكأن أحدهما يعـ تصر قلبه ....كان الأ.لم يفيض من قلبه وقد شعر بالإ.ختناق مع شعوره الكبير بالذ نب ...انهمرت الدموع من عينيه وهو يشعر بفراغ قا تل...
-لا يا مياسة ....لا !!
قالها بجنو.ن ثم اتجه نحو غرفته ليغير ملابسه وتأكد بنفسه انها قد أخذت جميع ملابسها ...لم تترك أي شئ !!!
.......
بعد قليل ...
كان يقود.سيارته بسرعة تعدت المسموح بها ....لا هو لن يجعلها تتسرب من حياته ...هي سعادته ....هي راحته ...هي من ستبعد روان عن عقله ...ستخرجها من قلبه ...لا يمكن أن يفقد سعادته بعد ان وجدها ....إن ذهبت مياسة سوف يخـ ضع للمشاعر العا صفة التى بداخله لروان وهو لا يريد هذا ....بالأمس قلقه على روان جعله يقول الكثير ...نعم سيبقيها ...ويهتم بها ولكنه لن يعاملها كزوجة له أبداً ... ...ولكي يفعل هذا يجب عليه ان يبقي.مياسة معه ...نعم انه أنا ني بشكل لعـ ين ولكن تلك هي الطريقة الوحيدة ...هي فقط !!
وصل أخيراً الى منزل والدها وقلبه يقصف داخل صدره....ماذا إن لم تعود.معه.؟!تلك الفكرة جعلت قلبه يرتعش بخوف ولج للبناية وهو يشعر بصدره يضيق....يشعر بإهتزاز الأرض اسفله وكأن كل ما حوله غير ثابت ...هو على حافة الهاوية الآن ...وقف امام الشفة السكنية وهو يشعر بنفسه يهتز ...كفيه غير ثابتة وهو يرن جرس المنزل ....ابتلع ريقه وهو ينتظر ان يفتح له أحدهم ....
بعد قليل فتح عز ونظر الى قصي بحيرة وقال:
-قصي بيه. ..بتعمل ايه هنا ؟!
توتر قصي اكثر وهو يرى حيرة والد مياسة ...ماذا يعني هذا ؟!هل يعقل انها لم تأتي هنا ؟!...
-هي مياسة مجتش عند حضرتك ؟!
قالها بنبرة مرتعشة ...ليعقد عز حاجبيه وهو يقول :
-ايه اللي هيجيب مياسة هنا ...أنت مش خلاص اتجوزتها فهتيجي هنا ليه ؟!
شد قصي خصلات شعره وهو يشعر أن ضغط دمه ارتفع ...هذا مستحيل ...هذا لا يحدث !!!...
-هو فيه حاجة يا قصي بيه ؟!مياسة فين؟!
نظر إليه قصي وقال بتعب :
-مياسة سابت البيت وطالبة الطلاق ..
-ايه ؟!ايه اللي حصل وخلاها تطلب الطلاق...
عجز قصي عن الرد بينما عادت عينيه تلمع بالدموع ...ماذا سيقول!!هل يخبره انه حـ طم قلب ابنته؟!هل يمتلك الجراءة ليقول هذا من الأساس ...الجواب كان لا ....أطرق برأسه وهو عاجز عن الكلام ...بعد لحظات قال عز:
-ممكن تلاقيها عند خالتها يا قصي بيه ....أكيد عارف عنوانها صح ...
هز قصي رأسه وغادر بسرعة ...سيعيدها له مهما كلفه الثمن ...
.....
-يعني ايه مياسة فين ؟!ايه الهزار ده.؟!
قالتها سناء بصدمة لقصي الذي يقف أمامها خارج باب المنزل ...يزدرد ريقه بتوتر ...مياسة ليست هنا أيضاً....غاص قلبه برعب داخل صدره ....
كانت سناء خائفة اكثر منه وهي تقول :
-انطق يعني ايه مياسة فين ؟!فين مراتك ...عملت ايه في البنت ؟؟!
قالت جملتها الأخيرة وهي تصرخ به حتى تراجع بتوتر .....
-فيه ايه ؟!
قالها ماجد بصدمة وهو يقترب منهما ...اقتربت والدته منه بسرعة وهي تقول بهلع:
-ماجد ...ماجد ابني ....مياسة أختفت ...
عقد ماجد حاجبيه وقال:
-يعني ايه أختفت ؟!يعني ايه ؟!.
ثم وجه نظراته النارية الى قصي ...كان يغلي ...الغضب والغيرة تمكنا منه فلم يشعر بنفسه الا وهو يمسكه من قميصه ويصرخ به ؛
-عملت فيها ايه ؟!فين مياسة ؟!!...
لم يرد قصي ....كان الشعور بالذ نب يقـ تله....عجز تماما عن الرد او الدفاع لذلك أطرق رأسه بخجل بينما ماجد يصرخ به ؛
-انطق يا بني آدم انت وديت البت فين ؟!عملت فيها ايه ؟!....
-معرفش والله معرفش ...أنا صحيت من النوم ملقيتهاش ...سابتلي ورقة انها طالبة الطلاق...
-نعم يا أخويا وهي هتطلب الطلاق من نفسها يعني ...اتجننت هي اصلاً...انطق عملت ايه في بنت خالتي....
أغمض قصي عينيه بيأس ...فجذبه ماجد وقال:
-تعالى ...شكل كلامنا هيطول ...تحكيلي كل حاجة ........
بعد قليل ...
وبعد ان انتهى من كلامه ....قص عليهما كل شئ ...وكم كان محرجاً وهو يخبرهما كم هو رجل خسـ.يس كا.ذب ....كان حتى لا يستطيع رفع عينيه لمواجهتهما.....
-أنا مهما اعتذرت مش كفاية عارف نفسي حقير ....
قالها قصي وهو يفرك كفيه بتوتر ...لينهض ماجد ويتجه إليه ثم امسكه من قميصه وصر.خ وهو يلكـ مه ؛
-انت أكيد مش انسان
..ازاي تعمل فيها كده؟!!ازاي تخد.عها؟؟.!!!
كان غضبه من نفسه أقوى من غضبه من قصي ....لقد خذ لها الجميع وأولهم هو ...هو من لم يتمسك بها لينال عقا به بالحرمان منها ...تركها بين يدي قصي وابتعد عن حياتها وظن انها سوف تكون سعيدة ولكنها كانت تعاني هي أيضاً...حبيبته.كانت تعاني ...كان قلبه يحتر ق وهو يتخيل الحالة التي كانت بها ...لقد كانت يائسة من الجميع لدرجة انها لم تطلب مساعدة احد .....لم تلجأ لعائلتها لانها تعرف انهم سيخذ لوها كما خذ.لوها سابقاً....
كان غضبه يتفاقم وهو يلكـ م قصي للمرة الثانية بينما الآخر مستسلم تماماً....ربما يكون هذا عقا.به ...
نهضت سناء بسرعة وخلصت قصي من يد ماجد وصرخت:
-مش وقته يا بني ...خلينا نشوف مياسة فين الأول !!!
...........
في المساء ....
عاد الى المنزل الذي تسكن به روان ... وجهه مكد.وم والدموع متحجرة بعينيه ....كانت روان جالسة على الفراش في الظلا م ....الظلا م الذي اختارته بنفسها .....اقترب قصي منها وجثا على ركبتيه ثم وضع رأسه على ركبتيها وقال بصوت مختنق:
-مياسة سابتني ...سابتني واختفت ...دورت عليها كتير ومش لاقيها ....أنا د مرت حياتها ....بسبب انا.نيتي قتـ لتها ....خليتها تفقد الثقة في كل حاجة...أنا افتكرت انها راحتي وأماني وفضلت اضغط عليها. اضغط لحد ما انفجـ رت ...
طفرت الدموع من عينيه وقال:
-انا واحد حقـ ير ...عشان اهر ب منك ...اهرب من حبك اذ يتها يا روان ...اذ يتها وعمري ما هسامح نفسي أبداً....
انسابت الدموع من عيني روان وقالت:
-طلقني ورجعها ...ارجعلها ابوس إيديك ...احنا مننفعش لبعض...
رفع رأسه ونظر إليها بحيرة لتنفـ جر أكثر بالبكاء وتقول :
-انا ...أنا قتلت انس يا قصي ...الموضوع مكانش اهمال ...أنا قتـ لت ابني بإيدي ...رفعته بإيدي ورميته على الأرض !!!!!
............
جالسة على الفراش الصغير وهي تتناول كوب الشاي الساخن ...تفكر في خطوته القادمة عندما اقترب منها هو ...كان ينظر إليها والذنب يجلده ...هو من أوصلها لتلك الحالة ...أجلى عز حلقه وقال:
-ها يا بنتي خطوتك التانية ايه ؟!
يتبع
#هل_اسعدك_قتلي
#سولييه_نصار