الفصل العاشر♥️

1.6K 80 0
                                    

الفصل العاشر (الألم يتكرر)
أحببتك كما لم  أحب أحد ...وحطمتني كما لم يحطمني أحد ....
..... 
-طلاق...
قالتها بصوت مرتجف ....الدموع تطفر من عينيها بشكل اودع الألم في قلبه ولكنه صمم ان ينهى الأمر ....لا يريد ان يعيدها لحياته ليس بعد كل ما فعلته ....عينيها الفاتنتان كانوا تنظران إليه بحزن بينما الدموع لا تتوقف عن الانسياب .....كانت نظراتها قاتلة...هي لا تعرف كم تؤثر به ...هي لا تدرك سلطانها عليه .....اشاح بوجهه كي لا يرى حزنها لا يريد ان يقع في فخ التأثر.بها ...لقد تدمرت حياته بالكامل بسببها هي ....لقد تدمر !!!
-قصي ...
قالتها بنبرة منكسرة ...تلك النبرة التي تستخدمها دوما معه وتنجح ولكنه كان يقاتل قلبه بشراسة لذلك عندما حاولت ان تلمسه مجددا ابتعد وقال بصوت جاهد الا يخرج مرتعش :
-النهاردة هنجيب المأذون ونخلص الحوار وحقوقك كلها هتاخديها ....
هزت رأسها بعنف وهي تقول:
-مش عايزة أي حقوق ...مش عايزة فلوس ولا حاجة ....أنا ...أنا
أمسكت كفه
-انا عايزاك انت ...متسبنيش يا قصي ...اديني فرصة تانية....
كانت تبكي بشكل ادمى قلبه....حاول ان يسحب يده ويهرب منها الا انها شدت على كفه وهي تسقط أرضا وتبكي :
-ابوس ايديك ...ابوس إيديك متسبنيش ...أنا مليش غيرك يا قصي صدقني هموت ..
تنهد وجلس بجوارها وقال:
-انا هديكي اكتر من حقوقك ...هيبقى عندك مصدر مالي.كويس وانا هفضل.معاكي لحد ما تعدي الفترة دي ...
هزت رأسها.بقوة وقالت:
-لا لا يا قصي ...صدقني مش هقدر اعيش من غيرك ...والله ما هقدر....ابوس إيديك يا قصي خليني على ذمتك ...معنديش مانع أنك اتجوزت ...وكمان لو حابب انك تقعد معاها كل يوم أنا معنديش مانع ...أنا مش عايزة الا ساعة من وقتك ...مش ساعة ...نص ساعة او ربع ساعة كويس اووي ...أنا مش هعمل مشاكل بينكم ...صدقني يا قصي ...بس بلاش تسيبني عشان خاطري ....
تنهد وهو يشعر أن قلبه يعتصر من الألم لتباغته وهي تضمه بقوة ....تنهد مغمضا عينيه وهو يضمها بدوره وكأنه استسلم أخيراً ...
-انا بحبك يا قصي ...رغم اني كسرتك بس بحبك أووي وواثقة أنك بتحبني حتى لو بتحاول تقنع نفسك بالعكس ....وده حقك ...حقك بعد اللي حصل مني...
ابتعد عنها وعينيه الرمادية تعصف بمشاعر لم تكن داخله منذ وقت طويل لتقترب هي بوجهها منه لتقبله ...
أبعدها برفق عنه وقد عادت نظراته لجليدها وقال:
-الطلاق هيحصل يا روان. ..أنا عمري ما هنسى ولا أسامح ...عمري ما هنسى أنك قتلتي ابني!!!
عصفت عينيها بالألم وارتفع نحيبها وهي تضع كفيها على وجهها تخفي الذنب عنه .....
نهض وهو يمسح الدمعة التي تحررت من عينيه...ينفض تاثيره عليها ويقول :
-بالليل هاجي بالمأذون ...لو حابة تتصلي بحد يكون معاكي معنديش مانع ...
ثم استدار وكاد ان يذهب الا انها اوقفته وهي تقول:
-بس أنا مليش غيرك يا قصي وانت عارف كده.....
-يبقى الأفضل تغيري الوضع ده يا روان لاني خلاص مش عايز اي علاقة تجمعني بيكي ...أنا ليا  مراتي دلوقتي اللي انا هعمل المستحيل عشان اسعدها !!!
ثم تركها تبكي وذهب
..........
كانت تحاول فتح الباب بضراوة وهي تبكي ...لا تصدق لقد فتح باب الغرفة ولكن أغلق باب المنزل عليها وذهب...كيف يجرؤ....حتى ان لا يوجد أي هاتف بالمنزل لكي تتصل بأهلها...لقد جردها من كل أسلحتها كي لا تتركه ...
جلست على الأرض وهي ما زالت تبكي ...كانت ما زالت بفستان الزفاف ...ذلك الفستان.الذي عشقته بقوة والآن هي تكرهه ....وتكره.كل شئ يذكرها به....لا تريد الآن سوى الطلاق منه ...لن تقبل أن تعيش معه ...ذلك المخادع...لقد كسرها...حطم قلبها هي لن تسامحه ابدا !!!!
انفجرت الدموع من عينيها وهي تتذكر والدتها العزيزة ...تتذكر كيف انكسرت ....وأدركت ان الماضي يعود ...الألم يتكرر!!!!
............
-طلقها يا عزيز يالا ...
قالتها ماجدة وهي ترفع رأسها تبتسم بإنتصار لمريم التي تضم ابنتها وتبكي .....
تردد عزيز للحظات ولكن ماجدة كررت كلمتها :
-طلقها يا عزيز ومشيها والا أنا اللي همشي ...
نظر عزيز الى مريم وقالت:
-أنتِ طالق!!!
شهقت مريم بألم لتقول ماجدة :
-يالا يا حبيبتي امشي من هنا ...روحي على أي زريبة تقعدي فيها ....
لم تتحرك مريم لتقترب منها ماجدة وتشدها من شعرها وتقول:
-يالا يا حبيبتي ...يالا امشي وهوينا بقا ....
ثم سحبتها خارج المنزل بينما مياسة كانت تتمسك بوالدتها وهي تبكي وتحاول.ابعاد ماجدة عنها ولكنها فشلت ...أخيرا فتحت ماجدة الباب ودفعت مريم وابنتها للخارج وقالت بإنتصار:
-مشوفش وشك هنا تاني !!
ثم أغلقت الباب بوجهها !!
......
خرجت من شرودها وهي تبكي بعنف
فُتح الباب وظهر قصي أخيراً ....
بهت قليلا وهو يجد زوجته بثوب الزفاف تجلس على الأرض وتبكي بعنف .....كان تبكي بطريقة هيستيرية...تضع كفها على فمها وهي تبكي ....تنهد قصي بيأس ...طريقه معها طويل ....ولكنه المخطئ ويجب أن يفعل المستحيل كي يرضيها ....اقترب منها وهو يقول بصوت هادئ:
-مياسة ....
نظرت إليه بكره وقالت:
-ابعد اياك تقرب...اياك...
مد كفه ليمسح دموعها ولكنها أبعدت كفه بقوة وقالت:
-قولتلك ابعد ....ابعد !!!!
ثم نهضت بصعوبة وهي تكمل:
-اياك تقرب مني انت فاهم والا والله اموتك ...أنا مش عايزاك تقرب مني. ..مش عايزة اشوف وشك من الاساس ...أنا بكرهك...عارف يعني ايه بكرهك ...بكرهك وبكره اليوم اللي شوفتك فيه !!!
-طيب اسمعيني ...افهميني ...متحكميش عليا من غير ما تسمعي ....
اقترب منها وهو يتحدث لتتراجع وهي تمسك مزهرية كبيرة وقالت:
-والله هضربك بدي ...
ابتسم وقال:
-طيب اهدي وخلينا نتكلم ...
كان يشعر بالتسلية ....طريقة كلامها اشعرته  انها ما زالت طفلة....
ولكن مياسة لم تكن تمزح فقد القت عليه المزهرية بالفعل ليتفاداها بسرعة رهيبة وينظر الى زوجته الغاضبة ويقول:
-أنتِ بجد مجنونة !!!
-ايوة أنا مجنونة ولو مخلتنيش اطلع من هنا هطلع جناني عليك ...انت فاهم!!!!
وبالفعل بدأت ترمي كل ما تراه امامه عليه وهي تصرخ بقوة:
-طلقني ...بقولك طلقني ...طلقني !!!
-يا مياسة اهدي شوية؛!
كان يصرخ بها  بينما هي تلقي الاشياء نحوه ...غضبها كان أعمى ...كانت تريد أن تفرغ غضبها به ....
أخيرا وصل إليها وكبلها بقوة وهو يقول :
-اهدي يا حبيبتي اهدي....
-انا مش حبيبتك ...متقولش الكلمة دي ...متقولهاش!!!
اخذت تصرخ بها بقوة بينما الدموع تطفر من عينيها ....كانت تصرخ بقوة وتقاومه بينما هو يكبلها جيداً ويقول:
-هطلقها ...والله هطلقها ...النهاردة هي هتمشي من حياتي للأبد وابقى ليكي انتِ وبس ...
ولكنها لم تكن تسمع....لا تهتم بما يقوله ...فقط تريد أن تتحرر تريد أن تهرب منه ...لقد حطمها كما تحطمت والدتها وهي له تسامحه ...لن تغفر خيانته او كذبه ....
فجأة شعرت بالإنهاك ومالت عليه وهي تغلق عينيها بينما كاد جسدها ان ينساب من بين ذراعيه ولكنه امسكها جيداً ...لم تكن فاقدة الوعي ولكنها كانت منهكة...منهكة لدرجة انها لا تريد الصراع بعد اليوم....لا تريد الحياة ...فالموت كان خيار رائع بالنسبة لها ...
حملها قصي وولج بها لغرفتهما ثم وضعها على الفراش وقبل رأسها بلطف شديد بينما قالت بصوت ميت:
-مش طايقة لمستك ابعد عني ....
-انا اسف ....
قالها.بيأس ...
هزت رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت:
-الاسف مبيحلش كل حاجة يا قصي ...أنت كسرت الثقة بيننا ...انت خدعتني ...ودي حاجة مستحيل اسامحك عليها !!!
............
بعد ساعة تقريباً
كانت مياسة قد نامت بينما قصي جالس بجوارها يتألمها والحزن يحفر اثاره العميقة بملامحه...لقد ظن انه سيكون سعيد بعد سنوات عديدة عاشها في القهر والخذلان ولكنه يبدو ان ليس من نصيبه ان يكون سعيداً...ربما الحزن هو نصيبه ...ربما !!!
رنين هاتفه اخرجه من شروده ...اخرج هاتفه وعقد حاجبيه بحيرة وهو يرى رقم هاتف غريب رد على الاتصال لتتسع عينيه بهلع وهو يقول :
-ايه؟!!روان؟!!!!
يتبع
#هل_أسعدك_قتلي
#سولييه_نصار

هل أسعدك قتلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن