الفصل الخامس والعشرون(خذلني الجميع)
إذا أخذني الموت ولم نلتقي .. فلا تنسى؛ أني تمنيت لقائك كثيرًا !! محمود درويش
... .
-طالق !!!
الكلمة ترددت في عقلها بصدى مؤ.لم...نظرت إليه وهي لا تقوى على الاعتر.اض......تؤمن ان لديه الحق الكامل في ان يتخلى عنها ...لا يجوز لها أن تتشبث به وخاصة بعد ما عرفته ...ولكن تلك الكلمة التي قالها كانت كالر.صاصة التي أصابت منتصف قلبها ...وها هي تنز.ف بقوة .....
عضت على شفتيها بينما الدموع تنفـ جر من عينيها وقد حجبت الدموع رؤيتها
....شهقت بأ.لم وهي تراه ينسحب من حياتها وقد تأكدت أن تلك هي النهاية !!!!
.........
أصدرت سيارته صرير مز عج وهو يقودها بسرعة على الطريق...دموعه كانت لا تتوقف عن الانهمار ....ما عرفه الآن كان كا.رثة ...أنه الآن يتخيل روان ...روان التي أحبها بقوة ...يتخيلها وهي تقـ.تل ابنها.....
-يارب يكون ده كابو.س ...يارب يكون كابو.س...
قالها قصي بصوت مختـ.نق وهو يبكي بعنـ.ف ....تمنى وقتها أن يمو.ت ......تضرع للمو.ت بكل أمل ولكنه لا يمو.ت...هو يعيش هذا العذ.اب ...يعيشه !!!!
.....
توقفت سيارته أخيرا أمام المقـ.برة وخرج وجسده بالكامل يرتعش ....شعر بشئ قوي يجثم على صدره ....وهو يسير نحو المقبر.ة كأنه يُساق للجحـ.يم ....
....
ما أن توقف أمام قبـ.ر ابنه حتى سقط أرضاً وهو يخفي وجهه بكفيه وهو يبـ.كي بينما يتمتم بصوت مختـ.نق:
-أنا اسف...اسف يا بني ...اسف ...أنا اللي عملت فيك كده ...سبتك مع واحدة مر.يضة زيها ...سامحني يا أنس ... سامحني....
ثم أخذ يجهش ببكاء مر.ير مجدداً ويشعر أن الأ.لم يعصف بكل جزء داخله!!!
........
ما زالت تسند رأسها على النافذة ....تأخذ تلك الوضعية منذ أن أتت إلى هنا ...تفكر في حياتها...كل ما مرت به .....الحقائق التي تصـ.فعها دوما ...أنها لم تكن يوماً الاختيار الأول لأي شخص ...دوما كانت البديل ...البديل لماجد والبديل لقصي...لم يحبها أحد ...كانت مجرد مسكن لألا.مهما ...لم يهتم أحد بما تشعر ...بما تعا.ني ....لم يشفق عليها أحد....حاولت التسـ.لح.بالقوة المز.يفة ...ولكنها تظل انثى...أنثى تحتاج الرقة في المعاملة ...تحتاج أن يسمعها أحد ...ألا يخد.ش مشاعرها الرقيقة ...هذا ما تريده فقط ...هل هذا كثير ...الا تستحق الرفق في المعاملة ...الا تستحق أن تكون الأختيار الأول والوحيد ؟!....الا تستحق الحب .....
كانت ع.اجزة تماماً عن وقف دموعها التي تنفـ.جر من عينيها بقوة ....
دخل والدها للغرفة وهو يحمل صينية الطعام ....نظر إليها بحزن ....رغم قسا.وته الدائمة ولكن بعد ظهور زوجته على حقيقتها اخر مرة حيث أنها تشا.جرت معه وطلبت منه أن يكتب البيت بإسمها ولكنه رفض ...لذلك خيرته بين طلبه وبين الطلاق ...وهو من عاد لوعيه أخيراً وعرف بمعجزة أن تلك المرأة ما هي إلا امرأة ر.خيصة كانت تقتات على أمو.اله ...تبث سمو.مه في أذنه لكي يقسـ.و على صغيرته...تلك المرأة التي كانت السلا.ح التي قتـ.ل بها زوجته وحصل على كر.اهية ابنته للابد ....نعم يعلم أن مياسة لن تسامحه أبداً...هي لن تغفر له ابداً؛!!
اقترب منها وهو يقول برجاء:
-بنتي بطلي عياط وتعالي كلي....
نظرت إليه وهي تمسح دموعها وقالت بصوت باهت كبهوت وجهها في تلك اللحظة :
-مليش نفس ...
وضع الصينية على الطاولة الصغيرة بالغرفة ثم اتجه إليها ....جلس بجوارها على الأريكة الصغيرة وقال:
-بنتي اضر.ابك عن الأكل مش هيفيدك ...بالعكس أنتِ محتاجة كل قو.تك عشان تقفي في وشه ...عشان نوريه انك مش ضعـ.يفة يا مياسة ...عشان نوريه أنه ولا حاجة بالنسبالك ....عايزين نبين انك مش محتجاله...وانه اخر همك ..امسحي دموعك دي وكلي عشان نكلمه في الوقت المناسب عشان يجي ويطلق...ومتقلقيش يا مياسة ...أنا هقف جمبك ...مش هتخلي عنك ابدا !!!
-وانت ليه موقفتش جمبي من الاول يا بابا ؟!
قالتها بنبرة منكـ.سرة وقد سقط قناع القوة عن وجهها ...لا تريد أن تكون قوية اليوم ...تريد أن تنها.ر دون أن ينتـ.قدها أحد.....ارتبك عز فقالت والدموع تنفـ.جر من عينيها بقوة :
-لو وقفت جمبي من الاول مكانش قصي استجرأ يعمل كده ...مكانش هيقدر يخبي عني أنه متجوز ولا كان هيقدر يجيب مراته في بيتي وانا لسه عروسة جديدة ...ولا كان هيقدر كل يوم يدب السكـ.ينة في قلبي وهو بيحب في مراته قدامي أنا ...لو انت واقف جمبي من الاول مكانش قصي يتجرأ يعمل كده ...ولا كان ماجد كمان ...ولا.كانت خالتي هتذ.لني بعمري كل شوية عشان اتجوز ابنها ...لو كنت وقفت جمبي مكانش ده حصل !!!
أطرق والدها برأسه وهو يشعر بالخجل من نفسه ...كل كلماتها له كانت كالخناجر التي ضُربت في قلبه ...نعم هو المخطئ وكم أدرك هذا متأخراً....
-هتفهم لو مقدرتيش تسامحيني...كمان هتفهمك لو كنتي لسه بتكر.هيني يا مياسة...عندك حق ...بس انا عشان أصلح ولو جزء بسيط من غلطي في حقك ...هقف جمبك لحد الآخر ......
أطرقت برأسها وهي تمسح دموعها بينما قد تعبت من الكلام أو اللوم ...لتتركه يُصلح خطأه الآن !!!!
......
في اليوم التالي ....
رنين الجرس المزعج جعله ينهض من طاولة الإفطار بصدمة بينما ينظر إلى ابنته بتوتر ويقول :
-مياسة ادخلي جوا الاوضة ...
اطاعته مياسة بهدوء خوفا من أن يكون قصي قد عاد .....
ذهب عز لفتح الباب وبهت وهو يرى أمامه سناء وماجد ...
صر.خت سناء به وهي تدخل دون أن يؤذن لها :
-أنت يا راجل معندكش د.م ...معندكش احساس ...بتصل بيك من امبارح عشان اقولك أن بنتك مختفية ...جوزها جالي وسأل عليها ...مياسة اختفت يا عز...أنا قلبي واكلني على البت من امبارح ...هي ملهاش حد غيرنا بعد ربنا هتكون راحت لمين ...ايه رايك نبلغ البو.ليس...احنا نبلغ البو ليس ...
وبالفعل أخرجت هاتفها ليمسك عز الهاتف وياخذه ويقول:
-ممكن تهدي شوية ؟!
اغتا.ظت سناء وصر.خت :
-يا راجل يا با.رد بنتك اختفت ...امتى هتكون اب مسؤول عنها هو انت دايما....
ولكن ماجد قاطع والدته وقال:
-عم عز انت عارف مياسة فين صح ؟!
وقبل أن يجيب عز كانت مياسة قد خرجت وقالت
-انا هنا يا خالتي ....
-مياسة !!!
صر.خت سناء بلهفة وهي تركض وتضمها بقوة بينما تبكـ.ي وتقول:
-كده يا مياسة ...كده يا بنتي ...ليه تخضـ.يني عليكي بالشكل ده ...ده انا منومتش من امبارح وانا همو.ت من القـ لق عليكي ؛!!.
ابتعدت سناء وشدت على كفها بقوة وقالت:
-ليه يا بنتي اختفـ يتي بالشكل المخـ يف ده ؟!
تنهدت مياسة وقررت أن تخبرها الحقيقة كاملة وقالت:
-أنا هتطلق من قصي يا خالتي !!!
-ايه !!!!!
صر.خت خالتها بقوة ....
يتبع
#هل_اسعدك_قتلي
#سولييه_نصار