ولنا أحلامنا الصّغرى،
كأن نصحو من النّومِ مُعافين من الخيبة،
لم نحلم بأشياء عصيّة،
نحنُ أحياء وباقون وللحلم بقية._ محمود درويش _
•••
عَلى الرَّغمِ منْ حُبِّ النِّساء لِسَماع كَلماتٍ عَذبة تُلاعب الرُّوح وتُلاطِفها، وبـالرَّغمِ منْ حُبِّهنَّ للدلال والاهتِمام بهنَّ كَـالأطفالِ أحيانًا إلّا أنَّهُ لا داعي لقول كَلماتٍ مُنمَّقة ومُزخرفة بالتَّقليديَّة الرَّتيبة، ولا داعي لاستخدام صِفاتٍ أو ألقاب تقريبيَّة لمدى روعة وقُوَّة المرأة، فكلمة امرأة لوحدها كافية. هي توليفةٌ من عناصر مُتنوعة ومُتفاوتة في صَلابتها ورقتها. هي القُوَّة، والسَّلام، والأمان، والجمال، واللطافة. كلماتٌ كـبطلة وشُجاعة ورائِعة، جميلة لٰكنها لا تُنصِف حقَّ هٰذه المخلوقة التي خلقها الله لتأنسَ لها النفس الوحيدة حتَّى بالرَّغم من نعيم الجنَّةِ ورغدِها إلّا أنَّ شيئًا كان ينقص، الشعورُ بالألفة والأُنس لِروحٍ أُنثويَّة، لرفيقة ينبعثُ الجمال منها، والأمانُ بين ذراعيها، والسَّكينة بِجوارها.
•••
الثامن من مارس | السابعة صباحًا |
« كُلُّ عام والمرأة سيِّدة العدل وكُلّ يوم والمرأة بخير، وقوة، وسلام»
«أينما كُنتنَّ أيَّتُها النساء، فمِن قلبي سلامٌ لكنَّ»
مضتْ الأيَّام السَّابقة بِسلام على عائلة باسكوڤ، كَانَت ماريندة تستعيد قُوتها شيئًا فشيئًا مُذكِّرةً نفْسها أنَّ عليها أن تكُون بِخير مِن أجل نفسها وَمِن أجل عائلتها الَّتي ظلَّت طوال الوقت تشكرُ الرَّب الَّذي وهبها إيَّاها.
كانت الأمور نوعًا ما مُختلفة مع غابريل، فهو مُبتهجٌ لقبول ابنه القدوم للعملِ فِي الشركة، مُنشغلٌ ما بين الاهتمام بزوجتِه والتَّأكد مَن الوجود بجانبها وَبين الشركة الَّتي لا أحد مِن موظفيها يعلم لحدِّ اللحظة المصير الَّذي ينتظرها، ينتظرُ الأيام بِـفارغ الصَّبر، نيته أبدًا لَـم تكن سيئة، كُلّ ما فِـي الأمر أنَّهُ يريدُ أن يصبح ابنه أكثر مسؤوليَّـة ويُحافظ على اسم العائلة وَعملها الَّذي يسترزق مِـنه آلاف الأشخاص.
أمَّـا آرلو فقضى الأيَّام بالتَّأمل فِي جميع مراحل حياته، قراراته، أين سيكُون فِـي المستقبل؟ هل يَا تُرى سيكون على قدر كافٍ من المسؤوليَّـة الَّتي يريدونه أن يتحمَّلها؟ ظلَّ يفكرُ بالأمر وبمدى ضخامته، هو بالتَّأكيد يريد أن يُعبِّـر عن امتنانه لوالديه لاحترامهم جميع قراراته وعدم تدخلهم بحياته بشكل مُزعج، لٰكن هل على حِساب نفسه؟ هل سيكون سعيدًا كمحامٍ أم أنَّ مصيره التَّـعاسة بعد أن قضى حياته يلهو ويمرح؟ ومع كل هٰذه الأفكار كان يريد أن ينعمَ بالراحة قبل الشروع بالعمل فكان ينام ويأكل ويتمرن جيدًا.
أنت تقرأ
ثيميس
Romanceلطالما كانت جُملتهُ الشَّهيرة " رجلٌ بِالجنون يعيش، وَعليه يموت " لا يعلمُ أنَّ نوازل الدَّهر قَادرة عَلى تغيير الإنسان القوي إلى آخر ضَعيف، وَالسَّخي إلى بَخيل، وَالمليء بِالحياة إلى مقبرة مُوحِشة ينفر الآخرون مِنها. كُلُّ شيء حَدث بِسرعة وَقسوة...