للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي. فأولها إدمان النظر والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها، والمعربة عن بواطنها. فترى الناظر لا يطرف، ينتقل بتنقل المحبوب، وينزوي بانزواءه، ويميل حيث مال.
_ ابن حزم الأندلسي _
•••
أدركُ أنّي صعبةٌ بَعض الشيء، رُبما بارِدة أكثر الشيء وَلٰكني عِندما أهتم أعطي كُلّ حناني وَعطفي.
_ ألينا _
وَأنا مُستعدٌ لاحتوائكِ وَأنتِ في أفضل وَأسوأ حالاتكِ، وُجودكِ يكفيني لأعيش مُطمئنًا.
_ آرلو _
بِقدر مَا يروقني هٰذا الشّعور اللامنطقي، بِقدر مَا أخاف مِما قد يحدث لي لاحِقًا.
_ ألينا _
أخبرتُكِ مُسبقًا يا حبيبتي، استريحي، ارقصي، افرحي، وَاتركي الباقي عليّ.
_ آرلو _
أنا لا أتخيل إلى أيِّ حدٍّ قد أنجرف فِي طريق العشق، رُبما قد أحرق عُمري وَنفسي مِن أجلك، قد أمزق ذاتي لِتخيطني أنت، قد ألغي عوالِم لتبقى أنتَ عَالمي وَهٰذا يُخيفني.
_ ألينا _
•••
السادِس مِن أبريل
تقفي مَسرح جرِيمة وهمي!
دَلفا مَعًا إلى الشركة بِخطوات واثِقة، مُنسجمان مَعًا كالماء وَالخمر، تُحيطهما هالةٌ مِن القوة، من يراهما الآن ستخونه أعينه وَسيبقى يُحدّق إليهما، الفخامةُ تُقطر مِنهما حدّ فقدان الوقت وَنسيان المكان، هِي كالملكات المُتوحِشات بِإطلالتها السّوداء، بِنطال جلدي أسود وَقميص بِحمالات رفيعة بِذات اللون، جاكيت جلدي أسود يُنافِس سواد شعرها الحالِك المرفوع كذيل حصان، نظارة شمسية سوداء بِخطوط ذهبية، أحمر شِفاه أذاب الرجل الَّذي يمشي بِجانبها وَيبدو في أوج قُوته وَهيبته.
لحدِّ هٰذه اللحظة، لا يُصدق مَا أخبرته هٰذا الصباح عَلى الإفطار، فليلة أمس تناقشا بَعض الشيء حول هواجِسه اللامنطقية، وَكما توقع لم تقتنع بِأيٍّ مِنها. وَمع ذٰلك، سيطرت تلك الهواجِس على ألينا. ناما بَعدما أخبرتهُ أنَّ عليهما أخذ قسط مِن الراحة، ظنَّ أنَّها ستنسى الأمر لٰكنها فاجأتهُ صباحًا حينما أخبرتهُ أنَّها تُريده أن يطمئن وَألا يُفكر بِتلك الأفكار بتاتًا، لذٰلك قررت الخوض فِي مهمة لِرجم الباطل بِحجارة الحقِّ.
أرادت أنَّ يتحرر مِن كُلِّ مَا يُعيق راحتهُ وَسعادته، أرادتهُ مُرتاح البال. تَعلمُ جيدًا أنَّ بِاستطاعة الفكرة السَّوداوية السَّيطرة عَلى المرء بِكلامِه وَتصرفاته.
الأفكار المشؤومة تُمارس ساديتها عَلى الأشخاص بِكُلِّ لذة وَاستمتاع لتصل إلى النشوة الَّتي لا تشبعُ مِنها أبدًا.
أنت تقرأ
ثيميس
Romanceلطالما كانت جُملتهُ الشَّهيرة " رجلٌ بِالجنون يعيش، وَعليه يموت " لا يعلمُ أنَّ نوازل الدَّهر قَادرة عَلى تغيير الإنسان القوي إلى آخر ضَعيف، وَالسَّخي إلى بَخيل، وَالمليء بِالحياة إلى مقبرة مُوحِشة ينفر الآخرون مِنها. كُلُّ شيء حَدث بِسرعة وَقسوة...
