الفصلُ العشرون | فِي مَرمى شَفتيها

142 8 14
                                    

وَلستُ أدري مِن طول قُبلَتِنا
أَمَرَّ يومٌ؟ أم مرَّ يومانِ؟

_ تميم البرغوثي _

•••

في الحُبِّ لا يُوجد سِوى خيارين، إمّا الكُلُّ أو العدم.
_ آرلو _

تَضييق الحصارِ أمرٌ يَدعو للنفور، لا يُمكنك التَّأكد بِهٰذه السّهولة.
_ ألينا _

هل تَعلمين أنَّ التَّردد للضعفاء؟
_ آرلو _

ليس تَردُّدًا بَل تأنٍّ، لا أستطيعُ مَنح كُلّي دُون تَأكد.
_ ألينا _

مَعكِ أنتِ لا يُوجد تأنِّي، لن أتردد فِيك لأنَّكِ تَستحقين أنَّ تكوني الصَّواب الوحيد.
_ آرلو _

•••

كلماتُ والده جعلت مِن عينيه تَتَّسع وتسكُن دون رِمش، حيثُ جاءت كعقدة وربطت حُنجرته، كان يشعر وكأنَّ جَاثوم النوم استولى عَليه في هٰذه الثواني، يتخبط داخِله وَيُحاول الصراخ، مَع عَدم وُجود ردة فِعل، يُريدُ التكلم لٰكنهُ لا يستطيع، ولا يعلمُ لماذا، الأمر ليس بِالشيء الكارثي بَتاتًا، بل العكس تمامًا. إنَّهُ سَعيد جِدًا، ألينا مَصدرُ بَهجتِه وأمانِه، لقد جَاءت كهُدنة بَعد حَرب خَسِر فيها أغلى الأشياء عَلى الإطلاق، سيكون والداه سعيدان بِسعادته، وأخيرًا، لقد وَجد الفتاة التي يُريد أن يقضي بَقية حياتِه بِرفقتِها، الفتاة التي تُخرِج أفضل مَا فيه.

لاحظ غابريل تَصنم آرلو، تحدَّث بِملامِح جامدة ونَبرة مُتسائلة:

- كيف حَصل ذٰلك؟

بَعد ثوانٍ مِن الصمت، قرر آرلو إخراج صَوته والتحدّث. خرجت كَلماته بِتلعثم:

- كيف عَلمت بِأنها هِي؟

طَالعهُ غابريل بِنظرات حادّة ثمَّ تَنهد بِضيق، حيثُ كان قَد شَعر بِالانزعاج عِندما علِم بِالأمر مِن شَخص غريب، كان يريدُ أن يأتي ابنه ويُخبره بِأمرٍ مُهم كهٰذا، أصابتهُ الخيبة مِن إخفاء آرلو للأمر، مَع وُجود تَساؤلات تنمو داخل عَقله حَول حَدوث شيء كذٰلك، فهُو يذكُر عِندما تحدثا عنها في ذٰلك الصباح، كان قد أخبره عن استِحالة حدوث شيء بينهما، كما عن وُجود آرمان. تساءل غابريل طوال اليوم، عالقٌ مَا بين التَّصديق والتَّكذيب.

أرسى قارب سؤاله عَلى شاطِئ المُواجهة، يرغبُ بِسماع الحقيقة مِن فم صَاحِبها. لانت ملامِحهُ كَما نَبرتهُ حِينما قال مُوضِحًا:

- لقد أخبرني والد راين هٰذا الظهر أنّك دَخلت في شِجار مَعهُ، قمتُ بِإجراء اتصال للتأكد مِن الأمر، وقد اتَّضح أنّها الحقيقة، لقد قامت ألينا بِالدفاع عَنك وإخراجك.

مَوجات مِن الصدمة والاستغراب اجتاحتهُ، والكثير مِن عَلامات الاستفهام تقافزت في عقله، مَعرفة والده بِكذبته مِن جِهة، وفضول حَول معرفته بِأمر ألينا مِن جِهة أُخرى، كلّ مَا قِيل لا يُثبتُ شيئًا حَول ارتباطِه بِها. استمع لِصوت والده يعود مُجددًا وبِنبرة تحمل مِن الخيبة أطنانًا:

ثيميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن