الصفحة 8

57 4 0
                                    

_ طاب صباحك يا آنسة "دينهام".فأجابته:
_طاب صباحك يا عقيد "أريتنوت".
وجلس العقيد، ودعا الخادم و طلب إليه أن يأتيه ببيض و قهوة . ورفع العقيد بصره على "بوارو" وصعده ببطء، ثم غمغم كلاماً بألفاظ غير مفهومة .
وساد الصمت بين العقيد والفتاة . وأقبل الخادم حاملاً طعام إفطار العقيد ، وعندئذ بدأ العقيد يتكلّم فتحدّث عن (البنجاب) في "الهند" . وألقى على الفتاة بعض الأسئلة عن "بغداد"وفهم "بوارو" من الألفة التي سادت بينهما بعد ذلك، ومن بعض ألفاظ سمعها منهما ، أن القيد يعرف بعض أصدقاء الفتاة معرفة شخصيّة وثيقة .
وسأل العقيد الفتاة عمّا إذا كان في نيتها الذهاب إلى "إنجلترا" بعد أن تمكث في "اسطنبول" قليلاً أو كثيراً . فقال العقيد :
_هذا من دواعي سروري على كل حال ؛ لأن في نيّتي كذلك مواصلة السّفر إلى "انجلترا".
ولاحظ "بوارو" أن الدم صعد إلى وجه العقيد عندما قال ذلك. وفهم أن صحبة الفتاة قد طابت له . ثم لاحظ بعد ذلك أنّه رافقها إلى غرفتها . وعندما حان موعد الغداء ، جلس "بوارو" منفرداً كعادته، أما العقيد فإنّه شاطر الفتاة مائدتها . ولم يدر بين الإثنين حديث ما . ولكنهما نهضا بعد الطعام ، وأطلا من إحدى نوافذ المركبة على مدينة "طوروس" ومناظرها البديعة . وسمع "بوارو" الفتاة تقول :
_ما أجمل هذه المنطقة !! ليتني استطيع أن أجد عملا في هذه المدينة .
فقال العقيد بحماسة :

جريمة في قطار الشرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن