_ ما أسعد هذه المصادفة يا عزيزي ! فنظر "بوارو" خلفه و رأى رجلا بدين الجسم ، قصير القامة ينظر إليه . وعلا شفتيه إبتسامة تدل على السرور والارتياح .
فنهض واقفاً وهتف :
_ آه ... أهذا أنت يا "بوك" !
_ كيف حالك يا "بوارو" ؟ وشدّ كل منهما على يد صاحبه بحرارة و شوق .
كان "بوك" بلجيكياً مثل "بوارو" ، وكان يشغل وظيفة مدير عام لشركة عربات النّوم الدّوليّة ... وقد عرف "بوارو" منذ أعوام. قال "بوك" :
_ مالّذي جاء بك إلى هذا البلد النّائي عن الوطن المحبوب ؟ فأجاب "بوارو" :
_ كنت في مهمّة في "سوريا" .
_ آه ... وهل تنوي العودة إلى "بلجيكا" ؟! ومتى تعود ؟
_الليلة
_ هذا بديع . سأرحل معك؛ لأن لي عملاً في "لوزان". هل تسافر في قطار الشّرق ؟
_ نعم ... وقد طلبت الآن فقط أن يحجز لي مكان في عربة النّوم . لقد كان بودّي أن أقضي في هذه المدينة بضعة أيام ولكنّي تلقّيت برقيّة تحتم سفري إلى "إنجلترا" في الحال.
_ آه ! إنّك رجل نشيط يا صاحبي . ويسرّني أن أعلم أنّك بلغت قمّة الشهرة ، وأصبحت أعظم شرطي سرّي في "بلجيكا" . وقال "بوارو" بتواضع :
_ لقد خدمني الحظ فوقفت إلى حل بعض المشكلات اليسيرة.
_لقد طبقت شهرتك الآفاق يا صديقي ... أنا سعيد برؤيتك ، سأقابلك في القطار و ربما قبل ذلك ... والآن أتركك لتتناول طعامك . وانصرف السيّد "بوك وأخذ "بوارو" يتناول طعامه ...