الصفحة 18

43 2 1
                                    

مصلحتها كمربية يجب أن يتوافر لها حسن السمعة بأن تتنكر لصاحبها الذي لازمته طيلة السفر . وحول "بوارو" نظره إلى موائد الجانب الآخر من المركبة فرأى أمام إحداها سيدة ألمانية أو سويدية في مقتبل العمر ترتدي ثوبا أسود ، وفهم من قسمات وجهها ومظهرها أنها ربما كانت خادمة أو وصيفة . ورأى حول مائدة أخرى فتى في مقتبل العمر يرتدي ثوبا من طراز إنجليزي ، ولكن تقاطيع وجهه تدل على أنه من أهل رومانيا" أو "بولونيا" . وقد جلست أمـامـه فتاة في نحو العشرين من عمرها ترتدي ثوباً رشيقا يلائم لونها وتقاطيعها . وكانت الفتاة تتكلم بهدوء . وتضحك بين الفينة والفينة ضحكة رقيقة عذبة . فغمغم "بوارو" :
- إنها حسناء ورشيقة .. لعلهما زوجان ؟! فأطرق السيد "بوك" برأسه وأجاب :
- أظن ذلك . وأعتقد أن الزوج موظف بالسفارة الهنغارية بـ "إسطنبول " . ورأى السيد "بوك" أن سحنة صديقه "بوارو" قد تغيرت فجأة ، فقال له وهو يبتسم :
-لعل بصرك وقع على السيد "راتشيت" الذي رأيته في الفندق ، ولم يعجبك منظره . فأطرق "بوارو" برأسه ولم يجب . وتناول السيد "بوك" قدح القهوة ونهض وهو يقول :
- سأعود إلى غرفتي . وإذا شئت فاتبعني إليها متى فرغت من طعامك . وبقي "بوارو" وحده وبين يديه قدح القهوة وأخذ المسافرون في مغادرة قاعة الطعام . وكانت الآنسة "ماري دينهام" أول من نهض . وتبعها العقيد ، ثم انصرف الباقون واحدا بعد واحد . حتى لم يبق غير السيد "راتشيت" والشاب الأمريكي الوديع "ماكوين". الذي فهم "بوارو" أنه سكرتير أو ملحق بخدمة "راتشيت" المقيت . ونهض "راتشيت" وهمس في أذن "ماكوين" كلمة ، فانصرف هذا في الحال ومر "راتشيت" بمائدة "بوارو "وقال له بالإنجليزية :
- هل تتكرم علي بعود ثقاب ؟ أرجو المعذرة إذا كنت قد أزعجتك ، أنا أدعى...

جريمة في قطار الشرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن