الصفحة 22

33 1 0
                                    

- لا تنس أننا أصدقاء يا " بوارو " .. ثم لاحظت أنك ستسافر إلى " كاليه " أما أنا فساغادر القطار قبل ذلك . إن البرد شديد .. أليس كذلك ؟! إنني مرتاح إلى الإقامة في هذه المركبة ولا يوجد معي فيها غير طبيب يوناني .
وبعد نصف الساعة بالضبط صدرت إشارة الرحيل . فودع " بوارو " صديقه وقصد إلى غرفته الجديدة وكانت مجاورة لمركبة الطعام وكانت الكلفة قد زالت تماماً . وأخذ المسافرون يتحدثون بعضهم إلى بعض كانهم أفراد أسرة واحدة . فلما انطلق " بوارو " في طريقه إلى غرفته رأى الشاب " ماكوين " يتحدث إلى العقيد " أريتنوت " . على أن الأول لم يكد يراه حتى كف عن الكلام فجأة ونظر إليه في دهشة وهتف به :
- ماذا حدث ؟ لقد ظننت أنك تركت القطار في " بلجراد " . فابتسم " بوارو " وأجاب :
- أحسبني ذكرت لك أنني أقصد إلى " إنجلترا " . ولكن حقائبك !! إنها نقلت من المركبة التي كنت تقيم بها معي
- نعم ؛ لأنني انتقلت إلى مركبة أخرى . وعاد الشاب إلى حديثه مع العقيد ، فتركهما " بوارو " وقابل في المركبة التالية تلك السيدة الأمريكية التي تكثر من الكلام عن ابنتها . والتي رآها للمرة الأولى مع " ماري دينهام " وسيدة أخرى متقدمة في السن حول إحدى موائد مركبة الطعام . وكان قد علم أنها تدعى السيدة " هوبار " . وأنها تشتغل هي وزوجها وابنتها في مدرسة أمريكية بـ " إسطنبول " . رآها تتحدث مع السيدة المتقدمة في السن . وتلح عليها في قبول إحدى المجلات لتقطع الوقت في قراءتها وأنصت " بوارو " إلى حديثهما لحظة اتفق في خلالها...

جريمة في قطار الشرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن