الصفحة ٢٣
أن فتح باب مجاور . وخرج منه أحد الخدم . وتمكن " بوارو " من أن يرى "راتشيت " جالسا في تلك المركبة التي فتح بابها وخرج منها الخادم . وقد رآه "راتشيت" كذلك . فانقلبت سحنته في الحال . ثم أغلق الباب وراء الخادم . وكانت السيدة " هوبار " قد ودعت السيدة العجوز بعد أن أرغمتها على قبول المجلة . ودخلت العجوز غرفتها وعندئذ التفتت السيدة " هوبار " التي ذاعت شهرتها في القطار كامرأة ثرثارة . وقالت تحدث " بوارو " :
- مسكينة هذه السيدة إنها سويدية . لا تجيد الإنجليزية . ولكنها على جانب عظيم من طيبة القلب . وقد فهمت منها أنها تشتغل بالتبشير ، وتمقت قراءة المجلات الحديثة .. ولكني نجحت على كل حال في حملها على قبول إحدى المجلات التي أقرؤها ولكن حدثني يا سيدي .. هل رأيت الرجل الذي يقيم في الغرفة المجاورة .. ذلك الذي يدعونه "راتشيت " ؟ إن في تكوين هذا الرجل خطا من الأخطاء فمنظره لا يطمئن . وأقول لك الحق إن وجوده في القاعة المجاورة لي يزعجني . أكبر ظني أنه قاتل أو لص من لصوص القطارات الذين نسمع عنهم ، ونقرأ في الصحف عن حوادثهم ، انظر إلى هذا الشاب الوديع . وأشارت إلى " ماكوين " . وكان يدنو منهما ومعه العقيد .. وأردفت السيدة :
-مما يدعو إلى الأسف حقًّا أن يكون هذا الشاب الوديع سكرتيراً لهذا الوحش المقيت .
واقترب " ماكوين " والعقيد . وكان الأول يقول للثاني :
- تعال معي إلى غرفتي .. مازلت أود أن أعرف المزيد عن سياسة " بريطانيا " في " الهند " .. من المسلم به أن .. ومرا ولم يسمع " بوارو " بقية الحديث .. وانصرف بوارو " بدوره إلى غرفته . وكانت مجاورة لغرفة " راتشيت " من الجانب الآخر . وهناك خلع ثيابه ، وتمدد في فراشه . وأخذ يطالع بعض الصحف حتى انقضت ساعة أو بعض الساعة . ثم أطفأ المصباح واستغرق في النوم .الصفحة ٢٤
واستيقظ " بوارو فجأة بعد بضع ساعات .. فعرف في الحال ما أيقظه .. عرف أنه استيقظ على صوت صرخة صدرت من مكان قريب ، وسمع على أثر هذه الصرخة رنين جرس يدوي بشدة . فاستوى جالسا في فراشه . وأضاء المصباح فلاحظ أن القطار قد وقف ، وخيل إليه أنه وقف في إحدى المحطات . ولكنه لم يسمع شيئًا من الجلبة التي تسمع عادة في المحطات ، ثم تذكر ان " راتشيت " يقيم في الغرفة المجاورة . ففتح باب غرفته وأطل منها ليستطلع الامر . وعندئذ رأى موظف شركة عربات النوم وهو يهرول في المركبة ثم شاهده يدق باب غرفة "راتشيت " . ولكنه لم يسمع جواباً .. دق الباب مرة أخرى . وفي هذه اللحظة . دوى الجرس . ورأى الموظف مصباحاً كهربائياً صغيراً هو مصباح الجرس يضيء فوق باب الغرفة المجاورة لغرفة " راتشيت" . فترك غرفة هذا الأخير ودق باب الغرفة التي أضاء المصباح فوق بابها وعندئذ سمع " بوارو " صوتا يقول محدثًا الموظف :
- معذرة فقد ضغطت زر الجرس خطأ .
واستلقى " بوارو" على فراشه بعد ذلك وقد اطمان باله . ونظر إلى ساعته فألفاها الواحدة إلا بضعا وعشرين دقيقة . فأطفا النور . وحاول أن ينام_5_
الجريمة
حاول عبثا أن ينام وأدهشه السكون الذي يحيط بالمحطة . فتساءل ترى أية محطة هذه ؟ وبينما هو في أرقه إذا به يسمع وقع خطوات " راتشيت " في الغرفة المجاورة وهو يروح ويجيء كالاسد الحبيس وشعر " بوارو فجاة بالظما وتذكر أنه...