الصفحة 26

26 1 0
                                    

ناحية ولا يعلم غير الله متى يتم لنا الخلاص من هذه الورطة .
- وأين نحن الآن ؟
- بين " فانكوفر " و " برود " .
فهز " بوارو " رأسه في ضجر وانصرف الموظف وعاد بالماء المعدني بعد لحظة . ثم أغلق الباب وذهب إلى سبيله وتناول " بوارو " جرعة من الماء . وحاول أن ينام . وعندما أوشك أن يغلبه النعاس . سمع فجأة صوت سقوط جسم ثقيل على باب مجاور . فنهض مذعوراً وأضاء المصباح وفتح باب غرفته وأطل منه . ولكنه لم ير في رواق المركبة غير سيدة تسير ببطء وهي . ملتفة بوشاح أحمر . قال لنفسه وهو يعود أدراجه إلى فراشه . لابد أنني أصبت بمرض عصبي . ونام فاستغرق في النوم حتى الصباح . وعندما استيقظ كانت الساعة التاسعة فارتدى ثيابه . وخرج إلى غرفة الطعام . وهناك وجد التذمر عاما بين جميع المسافرين . وقد أزالت هذه النكبة العامة - نكبة تعطل القطار - ما تبقى من آثار الكلفة بين المسافرين فداروا حول بعضهم بعضًا . وراح كل منهم يتحدث عن متاعبه وأثر عطل القطار في شئونه ومصالحه . وكان صوت السيدة " هوبار " يحجب أصوات سائر المسافرين ، وقد سمعها " بوارو " تندب حظها وتقول :
- لقد خدعتني ابنتي .. إنها قالت لي إنه ليس علي إلا أن أجلس في القطار فيذهب بي إلى " باريس " . وها هو ذا القطار قد وقف في منتصف الطريق ومن يدري كم يوما سنقضي هنا قبل أن يواصل القطار سفره . ثم إنني سأرحل توا إلى " أمريكا " وقد حجزت لنفسي مكانا في باخرة تبـحـر بـعـد غـد فكيف ألغي تذكرتي ؟ يا لله إنني أكاد أن أجن ! وسمع " بوارو " الرجل الإيطالي يقول إن لديه عملا مهما في " ميلانو " يستوجب وصوله في الوقت المحدد . وراحت ( المبشرة )...

جريمة في قطار الشرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن